أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - فضيحة دولية














المزيد.....


فضيحة دولية


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 08:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



لا اتذكر بالتحديد، من هو المؤرخ الذي كان يقول أن المصريين لا يطاقون من ألسنتهم، إذا اطلقوها في حق الناس، وفي حق حكامهم، لكن المؤكد أن السخرية كانت ومازالت وستظل، أحد أهم الأسلحة التي استخدمها المصريون في مقاومة القهر والطغيان والاستبداد والظلم، سواء جاء من الحكم الوطني، أو من المستعمر الأجنبي، ولهذا لم يكن غريبا أن تعرف مصر الصحافة الساخرة علي مشارف الثورة العرابية في نهايات القرن التاسع عشر، حيث أسس عبد الله النديم مجلة «التنكيت والتبكيت»، التي مهدت لهذا اللون من الصحافة الساخرة الذي عرفته مصر بعد ذلك خلال الفترة من عام 1923 وحتي عام 1953، فشهد الوسط الصحفي صدور مجلتي الكشكول وروزاليوسف. واستخدمت مدرسة الكاريكاتور المصري التي كان من روادها «رخا» و«صاروخان» و«عبد السميع» و«صلاح جاهين» في الثلاثينيات من القرن الماضي اللهجة الساخرة في نقد السياسات والحكام، كما عرف الكاتب الصحفي «محمد التابعي» بسخريته اللاذعة من الوزراء والقادة السياسيين، وإطلاق أسماء ساخرة عليهم.

ورثت وسائل الاتصال الحديثة في مصر الذي امتد من الفضائيات إلي الموبايل وشبكات التواصل الاجتماعي علي النت إلي رسوم الجرافيتي هذا التراث الصحفي الغني والحافل بالإمكانات غير المحدودة، لتفتح الباب علي مصراعيه للحريات الديمقراطية، وكسر كل المحظورات التي تفرضها أنظمة الحكم الاستبدادية، وكان هذا بجانب عوامل أخري كثيرة أحد أسباب سقوط الأنظمة القمعية في تونس ومصر وليبيا واليمن، التي مهدت الطريق لصعود جماعات الإسلام السياسي إلي السلطة، وهي نفسها التي يجري استخدامها الآن، في نزع هالة القداسة التي يسعي الإخوان المسلمون منحها لرئيس الجمهورية «محمد مرسي» ولسياساته وقراراته التي تحظي برفض شعبي غير مسبوق، وهذا هو بالضبط ما يقوم به الساخر الساحر «باسم يوسف» في «البرنامج» الذي يستمد مادته من الواقع، الذي يذخر بمساخر أكثر منها صدها برنامجه وقد اعترفت محطات فضائية دولية وصحف عالمية بأنه أكثر البرامج تأثيرا في الشرق الأوسط وربما لهذا السبب وحده أصدرت النيابة العامة امرا بضبطه واحضاره للتحقيق معه بتهم ملفقة تزعم اساءة البرنامج إلي الدين الإسلامي والرئيس مرسي.

وفي نفس الوقت الذي كان يحقق فيه مع «باسم يوسف» كان وزير الإعلام صلاح عبد المقصود يؤكد حرصه علي حريات الإعلام والإعلاميين في اجتماع كان من بين المشاركين فيه حازم صلاح أبو اسماعيل وعاصم عبد الماجد، بينما أنصارهما يحاصرون مدينة الإنتاج الإعلامي ويهددون بخطف وقتل إعلامي البرامج الحوارية، وبسبونهم بأكثر ألقاظ بذاءة فضلا عن عدد من رؤساء القنوات الدينية، التي تنطوي برامجها علي تحريض يومي فظ وغليظ علي هؤلاء، وعلي رموز قيادات المعارضة، وعلي الأقباط المصريين دون أن يساء لهم أحد، أو يصدر بحقهم قرارات ضبط واحضار!

يعالج النظام القائم فشله وقلة خبرته وسوء إدارته وازدواجية خطابه الرسمي بقمع حرية الإعلام وترويع الإعلاميين، ووعود كاذبة يطلقها في حملات العلاقات العامة التي تجريها الرئاسة، وتنسب كل تلك الأخطاء والخطايا للإعلام وجبهة الإنقاذ، وقيادات المعارضة، وهي كلها معارك وحملات خاسرة، لأن الشعب المصري، لن يكف عن السخرية من ظالميه مهما اشتد قمعهم، ولعل الفضيحة الدولية التي ترتبت علي تهديد الإعلاميين، والتحقيق مع «باسم يوسف» أن تشكل رادعا لهولاء تعيدهم إلي الصواب، خاصة بعد أن عبرت الخارجية الأمريكية عن قلقها من التحقيق مع باسم يوسف واعتبرت ذلك فضلا عن التحقيق مع ناشطين سياسيين آخرين، أكبر تقييد لحرية التعبير في مصر، وأخشي ما أخشاه أن يصدر النائب العام أمرا بضبط وإحضار «فيكتوريا نولاند» الناطقة باسم الخارجية الأمريكية للتحقيق معها في هذا الاعتراض المفاجئ مع أن «ضرب الحبيب زي أكل الزبيب»!



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيطان يعظ
- عودة الوعي للجماعة الصحفية
- ظاهرة نجيب ساويرس
- وحدة اليسار ضرورة وطنية
- تعظيم سلام للجيش المصري
- ليته يبگي علي حالنا
- دستور الشيخ برهامي
- مصر تقاوم
- أزمة سياسية لا قانونية
- الشرعية الانتخابية لا تحمي النظم
- انسحب يا فضيلة الإمام
- مليشيات الإخوان الفضائية
- خيمة علي النويجي
- فضيحة من القاهرة
- أخونة نصر أگتوبر!
- ليس بإسمي
- الخائفون من المنافسة
- الفاجومى
- أليس للشيعة حقوق يا مولانا؟
- السؤال المحوري الغائب


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - فضيحة دولية