|
في مدينتنا قنصلٌ ..لايحب الأغاني والموسيقى
واصف شنون
الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 08:32
المحور:
كتابات ساخرة
نحن بعض الكتاب والناشطين العراقيين في الخارج والداخل المهمشين الذين ليس لنا ظهراً يحمينا ولا طائفة ولا عشيرة ولا مال ولا حزب ولا جاهّ ،نعلم جيداً أننا نكتب للعراقيين أمثالنا من الذين لايعرفون الصراخ ولم يتمردوا يوماً ،أخذ منهم العراق وردة الشباب ولم يعطهم سوى القهر اليومي والقلق الأبدي وإطلاق الحسرات والأمنيات مصحوبة بالتأفف، وكذلك نعلم جيدا أننا نرمي أحجاراً صغيرة في بركة صغيرة تحولت الى مستنقع آسن ثم الى بحيرة كبيرة الأن ، يصعب علينا نحن الذين لانملك من آدوات التغيير والإصلاح سوى الكلمات ، التي غالباً ما تكون عابرة لناس عابرين ، لكن بعضنا وخاصة الذي يعيش في مجتمعات مدنية متحررة ومتحضرة ودول مستقرة ذات مؤسسات فاعلة ورعاية عظيمة للمواطنين وعدالة نافذة ودساتير فوق الجميع ضامنة للحريات بكل أنواعها ولسنوات طويلة لايمكن لنا الإصطفاف سوى مع الذي نراه مفيداً وصالحا ًبعد أن أثبتته التجارب العملية وليس التنظيرات والكلام الطائر مثل الزفير الثقيل،لقد تعلمنا أن الكلمة هي شرف رفيع ، وإطلاقها شفوياً يختلف عن تدبيجها على الورق أو وضعها على صفحات الإنترنيت كأسرع وسيلة حديثة للتوصيل من أجل إحداث المختلف أو الأفضل أو الأصلح ، مع التأكيد على عدم اليقينية الإفلاطونية من الذي نكتبه وندعو إليه ، فليس لنا ميلاً للتعملق النرجسي وحب البروز والظهور وركوب أكتاف السذج وغير السذج من القوم وأسيادهم ،ولي شخصياً أن أعترف بأني لااستطيع الإقتراب كثيرا من الناس المدللين الفارغين عاشقي المظاهر الإجتماعية ،كثيري الثرثرة والضجيج عن الذات المتضخمة والوهم العظيم بالأهمية ولا أجد بيني وبينهم أية لغة مشتركة .وكل هذه المقدمة المملة التي صدعت بها رؤوسكم هو سماعي ومشاهدتي لظاهرة أعدّها أنا شخصياً من الغرائب والطرائف والحركات غير الدبلوماسية ، وهي أن القنصل العراقي في سيدني وهو شاب طويل ووسيم لايحب الأغاني والموسيقى !!، ففي حفلتين متتاليين للجالية العراقية في سيدني كان حاضراً بشكل رسمي ،ففي الأولى أبلغ أحد المساهمين أنه سوف يغادر الحفل حالما تبدأ فقرة الأغاني والموسيقى بحيث تم قطع (كيكة المناسبة) بتشريفه وحضوره قبل فقرة الأغاني والموسيقى مع إلتقاط صور جميلة معه طغت عليها الإبتسامات المدنية الراقية، أما في الحفل الثاني الخاص بعيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي في سيدني ،فقد غادر القاعة أيضاً قبل أن تصدح الأغاني والموسيقى بعد أن تم نفخه والترحيب به تاركاً الضيف الزائر وزير العلوم والتكنلوجيا العراقي السابق وحيداً على المائدة الرسمية ،ومن الواضح أن القنصل الشاب متمسك جداً بمنصبه الإداري الخلاّب المميز لذلك فهو لايريد أن تتشوه سمعته مثل باقي العراقيين الذين يحضرون الحفلات ويستمعون الى الأغاني ويرقصون على الأنغام العراقية الشجية ويدبكون دبكاتهم التقليدية الأشورية والكوردية ، فالسمعة هي شرف الرجل الحكومي المؤمن الذي يخدم بلده ومواطنيه خاصة أمام الأخوة المؤمنين من الأحزاب الإسلامية ومناصريها في سيدني وعموم القارة الأسترالية ،ووفقاً لإيماننا العميق بشرعة حقوق الإنسان فأن القنصل الوسيم يمارس حقه الإنساني في رفض وكراهية الإستماع الى الموسيقى والأغاني التي ربما تخدش أسماعه وليس إيمانه الديني فقط ، وله في ذلك إسوة حسنة فرئيس الوزراء العراقي السابق السيد إبراهيم الجعفري لايسمع الأغاني ولا يصافح النساء ، وفي إحدى زيارته للكويت كرئيس وزراء للعراق رفض مصافحة الدكتورة معصومة المبارك وزيرة التعليم العالي وهي أول وزيرة كويتية ومن الطائفة الشيعية !!، لذلك فليس غريباً على السيد القنصل أن يغادر الحفلتين قبل البدء في نشر المعصية وبثّ الفساد ومعاداة الله الواحد الأحد والدين الحنيف وذلك في الإستماع الى الأغاني والموسيقى العراقية ،وربما هناك أيضا من يشاركه ذلك وهو السيد السفير العراقي في كانبيرا – العاصمة الأسترالية ، فالأخير لم يحضر الحفلتين المذكورتين بعد أزمته مع عراقيين – استراليين من جماعة مخيم رفحاء ،الذين تظاهروا أمام سفارته وهم بالعشرات ،ولم يظهر لهم لأنه كان مسافرا ولم يسمح لأي من موظفيه أن يخرج للمتظاهرين بل خرج سائق السفير الثاني الباكستاني لإستلام مذكرتهم المدرجة فيها مطاليبهم الشرعية في إحقاق حقوقهم كمواطنين عراقيين متضررين من النظام السابق. الخلاصة ان السفير والقنصل غير مهتمين كثيرا بجاليتهم الكبيرة في سيدني كبرى المدن الأسترالية ،فالأول لايحضر أية مناسبة وفعالية ثقافية أو ترفيهية للجالية مثلما كان يفعل السفير السابق ،بل يقوم بزيارات تكتيكية خاصة ،والقنصل يأتي مرغماً مجبوراً الى الفعاليات من باب أداء الواجب المرير ،فالأغاني والموسيقى رجس من عمل الشيطان الرجيم .
#واصف_شنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثقافة العراقية وباسم الكربلائي
-
العراق :مهزلة وطنية إقليمية عالمية
-
محتجزو رفحاء وحقوقهم الوطنية
-
المقال المختلف ..!!
-
نظريات إسلامية حول الشوكلاته والذباب
-
عبادة البشر في العراق الأميركي
-
نازل صاعد ..التخلف مستمر
-
منتوج العراق البائس
-
الشقندحي،الكلاوجي ، الحواسم والقفّاصّ والعلاّسّ ..
-
الحياة اللائقة تحت حكم الإسلاميين ..!!
-
لكل عراقي عاشوراء :سيرة حزن من أجل الحياة
-
وطنية بلا رتوش
-
الجليد لايليقَ بك ِ
-
الباكستانية ملالة يوسفزي:الطفولة تكافح الظلام
-
رجل ٌ قليل وإمرأة ٌ كثيرة
-
كيف للآخر أن يفهم الإسلام وتعالميه ؟
-
المالكيون في العراق :خلطة ديمقراطية فاشية- دينية عشائرية عنص
...
-
عدو الله أم صديق الله أم خراب البصرة ..!!؟؟
-
مفارقات الشيخة القطرية موزة المسند
-
سوريا والعراق محنة التاريخ والمصير
المزيد.....
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|