أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توماس برنابا - زهقنا ! كل يوم فول!














المزيد.....

زهقنا ! كل يوم فول!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 09:49
المحور: كتابات ساخرة
    



كان يا ما كان في سالف وحاضر و مستقبل العصر والاوان، انه كانت أحدى القرى يقطنها مئات من البسطاء وحيث أن الرزق كان محدود في قريتهم فقد كانوا يذهبون كل صباح للعمل في القرى المجاورة. وقبل أن يستقلوا الاتوبيسات التي كانت تنتظرهم جميعاً لتقلهم الى وجهة عملهم كانوا يجتمعون على قهوة ومطعم عم خليفة، الذي كان يقدم لهم الشاي وطبق من الفول المدمس اللذيذ الذي يعدل الطاسة ويعمر الدماغ ويسند المعدة طوال اليوم حتى الرجوع للبيت وتناول وجبة الغداء فيى بيوتهم.

في القرى المجاورة وبمرور الزمن أصبح هؤلاء الناس يشاهدون المطاعم المختلفة الحديثة من كنتاكي ودومينوز و غيرها وما تقدمه من وجبات من اللحم والدجاج واليخنة والكباب وغيره مما لم يروه هؤلاء الناس من قبل وسال لعابهم لهذا الطعام الجديد!

ولذلك رجعوا لعم خليفة ليحكوا له ما رأوه وأنه يجب عليه أن يقدم لهم وجبات مشابهة والا سيتناولون وجباتهم في هذه المطاعم الفاخرة في الققرى التى يعملون بها! وقد كان هؤلاء الناس بسطاء وفقراء ، دخلهم اليومي يكفي اليوم بيومه وأستطاع عم خليفة عن طريق بيع الفول أن كون ثروة من هؤلاء الناس! ولذلك عند سماع هذه الاخبار منهم أضطرب وظل يفكر طوال الليل؛ أهل القرية سيتركوا مطعمه ليذهبوا للمطاعم الفاخرة التى لن يكسب من ورائها شئ اذا قام بأفتتاحها في هذه القرية لانهم لن يستطيعوا دفع أثمان وجباتها الغالية ، وكيف يحافظ على أهل القرية حتى لا يتوقفوا عن الاكل في مطعمه؟! فتوصل الى حل عبقري وأستدعاهم في الصباح ووعدهم أن يلبي مطالبهم بعد ثلاث أيام!

ورجع هؤلاء الناس بعد ثلاث أيام وقد قام عم خليفة بإفتتاح ثلاث أماكن مجاورة لمطبخ الفول المدمس داخل مطعمه ؛ أحداها خصصه للطعمية ( الفلافل) وأخر خصصه للنابت ( فول مسلوق بطريقة خاصة) وأخر للبصارة ( فول مطحون مطبوخ بطريقة خاصة) ، وقال لهم لكل من أحب اليخنة أقدم لهم ما هو أفضل وهي البصارة ولكل من أشتهى الكباب أقدم لهم الفلافل ولكل من أشتهى الاكلات الخفيفة أقدم النابت! وتذوق الناس هذه الاكلات بجانب الفول المدمس وطارت عقولهم من طعامة ولذاذة الطعام!

وتمادى عم خليفة في هذا الامر ، وقسم زبائنه الى مجموعة محبي الفول المدمس الاصوليين السلفيين الارثوذكس ، ومجموعة محبي الفول النابت الوسطيين الكاثوليك ومجموعة محبي الطعمية الجدد، وجماعة أخوان البصارة البروتستانت. ورتب لمناظرات وندوات داخل مطعمه لهؤلاء المجموعات للتناظر ومناقشة سبب تفضيلهم لطبق ما عن الاخر وذكر المساوئ والعيوب! وتبارى الزبائن فى الاشادة بأكلة البصارة مثلاً ورداءة طبق الفول المدمس ويرد الاصوليين وتناسى الناس المطاعم الفارهة الفاخرة التي كانت تقدم الاطعمة الخرافية خارج القرية!

وأبتسم عم خليفة ابتسامة صفراء حينما نجح في محاصرتهم ، وكان يردد في سره كم هم بلهاء! شعروا أنهم يأكلون أطباق مغايرة وأفضل من الفول المدمس! وفي حقيقة الامر الاربع أكلات هي من الفول والى الفول تعود وتنتسب!








#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهمية والمعتزلة في الاسلام في مقابل الكالفينية و الارمينية ...
- الغناء والانشاد الديني الذى غزا الكنيسة في طريقه لغزو المساج ...
- أصبع الله.... أم عشوائية؟!
- رحمة يا دنيا رحمة !!!
- إختيار صعب: إما موت يونان النبي ( يونس ) في بطن الحوت أو عدم ...
- ثلاث إشكاليات منطقية تنتظر الرد في أول صفحة فقط في الكتاب ال ...
- تقويض فكرة الثواب والعقاب الدينية
- المسيح والشيطان يؤكدان أن الارض مسطحة من إنجيل متى!
- الصوم من منظور لا ديني
- قصة عبور البحر الاحمر للشعب العبراني فى سفر الخروج من التورا ...
- مجهودات باسم يوسف تصب في مصلحة الرئيس!!
- لا بيض بل حليب
- مجمل الأقداس
- كوانتم الشفاء


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توماس برنابا - زهقنا ! كل يوم فول!