جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 22:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
العلاقة الوثيقة بين الدِين/الله و الدَين/المادة
لا نجد من باب الصدفة العلاقة الوثيقة بين الدِين/الروح/الله و الدَين/الاقتصاد/المادة في اللغة. قام Carl Schmitt خبير الدين السياسي الالماني بالتفكير على نفس النمط لينظر الى هذه العلاقة من زاوية تأريخية لان سلطة الدَين/الاقتصاد/المادة هي صورة طبق الاصل لسلطة الدين/الله. تلتقي هنا سلطة الاخرة مع سلطةالاولى و هناك اعتماد على شرعية الاخر. اكثر المفردات التي تعكس هذه العلاقة الوثيقة بين الاقتصاد و الدِين في العربية هي (الدِين و الدَين) رغم ان كلمة (دِين) فارسية الاصل.
تربط اللغة الالمانية فكرة الدَين (بالانجليزية debt) بشكل كبير بالدِين religion في العبارة الالمانية Schuld التي تعبر عن (الذنب/ الدِين) و(الدَين/المادة) في نفس الوقت. كلمة (Gläubiger) تعني (الدائن) و (المتدين/المؤمن) في نفس الوقت و الانجليزية تتصرف بنفس الطريقة في كلمة credit (القرض) التي هي من اللاتينية credere بمعنى (الايمان) قارن الفرنسية croyance و credo .
يذكر الاستاذ William Rasch البروفسور في جامعة Indiana الامريكية بان هذه العلاقة الوثيقة بين سلطة الله (الدِين) و سلطة المادة (الدَين) لم تمر دون جذب انتباه الفيلسوف الالماني نيتشه الذي رأى في الدِين علاقة مادية تافهة (الدَين). راجع الرابط الاتي:
http://www.theeuropean.de/william-rasch
تعتبر الاديان ان الواجبات الدينية بمثابة (قرض) على البشر اي ان الانسان (مديون) و الله (الدائن) و يقول شكسبير في مسرحية هامليت على لسان Polonius شخصية ضعيفة تخدم الهزل و السخرية: الافضل ان لا تكون دائن و لا مديون و الا فستفقد الحصان و السرج في نفس الوقت:
Neither a borrower nor a lender be
For loan oft loses both itself and friend
And borrowing dulls the edge of husbandry
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟