جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 14:36
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
قصة النفط و النابالم Oil and Napalm
رغم التصاق اسم العرب بموضوع النفط في منظمة الاوبيك والعالم ليس هناك في الحقيقة شيء عربي فيه لا لغويا و لا ماديا باستثناء نفط العربية السعودية الذي استخرج بفضل الخبراء الاجانب. اما نفط بقية البلدان التي تسمى اليوم بالعالم العربي فهي نتيجة غزوات و استعمار لا اكثر سمتها العرب بوقاحة فتوحات. قصة النفط قصة طويلة تبدأ في البابلية naptu من nabatu بمعنى (يلمع) لبريق و لمعان المادة السوداء و لانها كانت تشير الى خليط من المواد القابلة للاشتعال تتراوح لونها احيانا من عديم اللون الى لون احمر- بني تستعمل في البناء و كمادة زيتية و كطاقة عبر السنين.
من الطبيعي ان نجد النفط بصيغتها القديمة في السريانية و المندائية napt و لكن فجأة يتحول صوت الـ p الى شيء قريب من الثاء و الفاء لنجد العبرية neft و و العربية (نفط) و الفارسية (نفت) و الكردية (نفت) و عن طريق الفارسية الى معظم اللغات الاوريبة مثل اليونانية و اللاتينية naphtha و الاسبانية nafta و الفرنسية nephtha و الروسية neft و الالمانية Naphtha. ليس من السهل في الواقع تحديد زمن و مكان تحول p الى الثاء/الفاء. كانت العربية تميل سابقا الى استبدال الـ p الاجنبية بالفاء في حين تستبدلها اليوم بالباء مما يدل على انها استعارة قديمة طبعا كالعادة بعد تضخيم التاء.
هناك ايضا محاولات اخرى لارجاع الكلمة اليونانية naphtha الى الاصل الهندو الايراني و اشتقاقه من اسم اله اسمه Apam Napat لوجودها في الفيدية و الافستية و لكني شخصيا اعتبر الاصل البابلي هو الصحيح و المقنع. تكشف الابحاث اليونانية و الرومانية ان الفرس استعملوا النفط كوقود و كقير منذ القدم. دخلت كلمة naphtha ايضا في صياغة اسم النابالم napalm التي صيغت كخليط من: naphthenic acid و palmitic acid و استخدم النفط في القرون الوسطى في الحروب في قنابل بدائية و اليوم لا يستطيع العالم البقاء على الحياة بدونه لانه يدخل في جميع الصناعات لا مفر منه لاننا تحولنا الى عالم زيتي- دهني تراه على افضل وجوهه في بدانة وسمنة اجسادنا و في كل شيء اخر نملكه.
www.jamshd-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟