أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - مطالبهم في البرّية














المزيد.....

مطالبهم في البرّية


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 13:58
المحور: الادب والفن
    


فن الشعر ...


قرائن كثيرة يمكنها أن تبعد الضرر عنّا في تلقّينا للعواصف
المُعدية التي يطلقها مرضى المبالغات . الفن والأدب هما ما يُقدّمان لنا
البلسم الذي تنخفض في شجاعته الأورام ، وطقوسنا التي تزهد
فيها المهارات والخوف ، نزعة غير واقعية لإيلام ذواتنا ، وما
يتسرّب من آبارنا ، يقبر نفسه بسهولة فظيعة في مخازننا
المليئة بالأقنعة العاطفية لمن غلبناهم الصيف الماضي . نهجنا
الأكثر تعبيرية في نومنا بثياب الجرم ، اصطكاك طويل
للأسلحة الحسناء في التوشيات الذكية للوشايات المتمادية .
يستمد شاعرنا الهامه في مواءمته نفسه مع بربريته ، ويستهزىء
في قصيدته من كلّ ما انساني وطيّب في صداقته مع الآخرين .
إرث يصطبغ بفضائل نُسمّيها ابوة الشعر ، لكن العامة لديها
أدلّة أكثر تطوراً من فن الشعر وفذلكات الشعراء ، تتعرّف فيها
الى المدائح الفارغة التي لا تتوازن في لحظة افراغها من أكاذيبها .

الرمية التطهيرية ...

تتهاوى على غيوم بيوتنا حجارة ذاوية ، ويئن فضاء الطرق
في نسيمه المكلَّل بندى البركان . عباداتنا التي شيّد أصولها
كاهن الموتى ، تبارزنا في سفحنا لمحاصيلنا اليها ، وتطأنا
بهزائم مدبّبة . آلهة أخرى كرّسنا أصيافاً كثير للتوافد على
إزاحتها من أرضنا ، وأشعلنا الشموع والطين في حماس كثير
للظفر بها ، لكننا لم نحتفظ بالبراءة من حمقنا في تحرّشنا بها ،
وكانت أفعالنا تشير بوضوح الى أن تتويجنا لموتنا ، تعوزه
الرمية التطهيرية للحصى في قبورنا . للاقامة تحت الظلال التي
التي يتزاحم فيها فيها المرضى من أجل شفاعة ما ، نحتفظ بالعفّة
التي يطارد فيها الصياد فريسته ، وننتظر مثلهم الشفاء المزعوم .
يُحرّم الفاني على نفسه الثمرة الدينية للمعجزة ، ويعاني في حياته
من الهمجية الفظيعة للوجود .






لهم مطالبهم في البرّية ...







مواسم خلاَّبة للقطاف التقينا فيها شعوباً تتحدّر من كلّ الممالك .
قبائلنا في ثقافتها التي تنهلها من السلب في الغابات ، لها شروط
مُجحفة في مشاركتها الغناء تحت الغدق الكبير للثمار . سُعار
قومي يتم فيه وضع النجوم في الأقفاص ، ومناوشات لا تمنحنا
الاشراف على إزاحة الأشواك من تنفّساتنا التي يثوي فيها بخار
الصيف . تقرّبنا من الآلهة الغريبة ، يُحتّم علينا الاحتكاك بأولئك
الذين يُصلّون ولهم مطالبهم في البرّية . لا يؤمنون بالإبادة ولا
يقطفون { بواكير الغلال } . المأسوف على شبابه ، ملكنا المُعظَّم
تعهدّنا له في لحظة احتضاره ، اننا سندفنه في الأرض التي رقدت
فيها أجناس مغايرة من البشر ، وأوفينا له بعهدنا ، ولو خُيّرنا لدفنّا
معه رؤوساء القبائل ، من أجل الظفر بالغفران العظيم للآلهة .
تخميرنا للبطاطا في السهوب التي تشاركها الشمس غبطتها ، وغزلنا
لخيوط الصوف في الأصائل . تمايزات تمدّنا بالمعرفة الموهومة ،
لإرشاد فتياتنا الى الطرق المُثلى للزواج . أكاذيب تجميلية لما نؤمن
به ، والقاعدة التي نُلزم أنفسنا بها دائماً ، النهب عوضاً عن المُبادلة .






2013 / 4 / 1



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنحدرون من هاوية الحرب
- دفن القتلى
- الرسو في آبار اليوم
- ما يتجلَّى في المفازات
- شُعل الديمومة
- الممالك المتعادلة للطبيعة
- فزعنا من الشيخوحة
- الأفنان المهجورة لليوم
- أجمل ضاحية في الشجرة
- حُلي فتياتنا المنداة بعبير الحبّ
- بيان اعتذار الى الشعب العراقي والى الشعراء العراقيين
- سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد
- أكثرنا استعجالاً للموت
- كراديس مَن ماتوا بحميمية
- السير تحت ندى السنبلة
- الفوران الصامت لإثمار السنبلة
- الحجارة المتعزّية في الزمن
- ندى ثقيل للتاريخ
- نوافذ السنة
- التوق الى الخلود


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - مطالبهم في البرّية