أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوال السعداوي - يزداد العنف بازدياد الضعف والخوف














المزيد.....

يزداد العنف بازدياد الضعف والخوف


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 22:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




نظرية فى علم النفس: كلما زاد خوف الفرد زاد ضعفه، وبالتالى زاد عنفه تجاه الأضعف منه، تسرى النظرية على الأفراد والجماعات والطبقات الحاكمة.

فى الأيام الأخيرة من نظامى السادات ومبارك اشتد بطشهما بالشعب بسبب ضعفهما وخوفهما من مواجهة القوة الشعبية المتصاعدة ضدهما.. ونشهد هذه الأيام زيادة بطش حكم الإخوان بسبب ضعفهم المتزايد فى مواجهة القوة الشعبية الثائرة ضدهم.

زيادة التحرش بالنساء فى الشوارع بسبب القوة المتزايدة للحركات النسائية المشاركة فى الثورة والمظاهرات.

فى الأسرة أيضا يشتد عنف الفرد، المرأة أو الرجل، بازدياد الضعف والخوف، فالزوجة أو الأم القوية المستقلة الشخصية الواثقة من نفسها لا تمارس العنف ضد زوجها وأطفالها، بل تكون قدوة لهم فى الحرية والعدل والشهامة والكرامة والشجاعة والرقة والحنان. هذا ينطبق أيضا على الرجل، كلما زاد قوة زاد رقة وحنانا، وكلما زاد ضعفا زاد عنفا وخوفا وقسوة، فيضرب أطفاله، أو يهمل أمه فى حضورها، أو يطلق زوجته فى غيابها، أو يستولى على أموالها دون علمها.

الثورة الشعبية امتدت من شباب الطبقة الوسطى إلى كل فئات وطبقات الشعب، قوة هذه الملايين هى التى أسقطت مبارك، وليس أحزاب المعارضة، ويمكن لهذه الملايين أن تسقط النظام الحالى لو توحدت واستمرت فى ثورتها.

لهذا يسعى الحكم القائم وأعوانهم فى الخارج إلى تقسيم الشعب، وافتعال الفتن السياسية والدينية لتمزيقه، إلا أن فشل الحكم وتزايد القهر والفقر والبطالة دفعا بالمزيد من الطبقات والفئات إلى الشوارع، وعادت قوى الثورة إلى وحدتها السابقة، وشعارها الأول: الشعب يريد إسقاط النظام.

أنظمة السادات ومبارك ومرسى نظام واحد، أو جسد واحد بثلاثة رؤوس.

أدرك الشعب أن الحكم فى ظل الإخوان المسلمين يزداد سوءا وضعفا وخوفا، وبالتالى يزداد عنفا وبطشا بالفقراء والنساء، وهم الأغلبية الساحقة من الشعب.

يدرك أصحاب السلطة أن القوة الحقيقية القادرة على تغيير النظام هى هذه القوى الشعبية الثائرة المتحدة فى الشارع، وليست أحزاب المعارضة، القليلة العدد داخل مكاتبها أو فى الفضائيات، وإن خرجت هذه الأحزاب إلى الشارع فهى تظل بعيدة عن الخطر الحقيقى، الذى يموت فيه الشباب الفقراء المجهولون وأمهاتهم، أو يتم سحلهم أو قتلهم دون معرفة أسمائهم، وإن تصادف أن ضربت شخصية من المعارضة أو تم القبض عليها، تحدث ضجة إعلامية كبيرة محلية وعالمية، ويدرج اسمها فى سجل الأبطال الثوريين.

تعلم أنظمة الحكم أن الأبطال الحقيقيين لا يسيرون تحت أقواس النصر، وليس لهم صوت فى الإعلام أو أى مكان.

اللعبة الديمقراطية بين الحكومة والمعارضة تقوم على تقسيم الأدوار بينهما، وتوزيع الدوائر والمقاعد والمناصب والأضواء، بعد معارك مصنوعة لا يموت فيها إلا الفقراء وأطفال الشوارع غير الشرعيين، يطلق عليهم اسم المعارضة الثورية غير الشرعية أو البلطجية.

تحتمى أحزاب المعارضة الشرعية بطبقتها الاقتصادية القوية وشرفها الأبوى المعروف وعائلاتها وعلاقاتها بذوى القربى فى الحكم. تأديب أحزاب المعارضة الشرعية يشبه تأديب الزوجة الخارجة على قانون الطاعة.

يشمل العقاب الضرب «الخفيف» دون إحداث عاهة مستديمة؛ بشرط ألا تفقد الزوجة قدرتها على أداء واجباتها فى البيت والمطبخ والسرير، وبشرط ألا تفقد المعارضة الشرعية قدرتها على معارضة النظام دون إسقاطه.

لا يمكن للنظام الطبقى الأبوى ممارسة ما يسمونه «الحكم الديمقراطى» دون وجود أحزاب معارضة مستأنسة، ولا يمكن لمؤسسة العائلة فى ظل هذا النظام أن توجد أو تستمر، دون وجود زوجات مقهورات محكومات بقانون الطاعة.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والعنف والطب النفسى
- إسلام مختلف فى تونس؟
- أيتها المعارضة تمردى ولا تستكينى
- ثورة الشباب وثورة النساء
- قناة فضائية للنساء فى تونس
- المسكوت عنه بطبقات الخوف
- إخراج الجن من أجساد البنات والأولاد
- عفة النساء والإبداع الغائب
- كلمة الحماية سيئة السمعة
- من شهيدات ثورة يناير ٢٠١١
- الثورة لا تعرف لغة السوق
- «لا أخاف النار.. ولا أطمع فى الجنة»
- لا يسير الأبطال تحت أقواس النصر
- ماذا يلغى عقول الرجال الكبار؟
- الصدق وإن أقبح يظل أجمل
- وجه المرأة دون نقاب.. دون ماكياج
- حين تكون السياسة إبداعاً وليست لعبة كراسى
- زيف التوافق والانتخابات والاستفتاءات
- الثورة المصرية مستمرة وتلهم العالم
- الترابط بين دماء الأمس واليوم


المزيد.....




- قادة يهود في بريطانيا يرفعون الشعار ضد نتنياهو
- شاهد.. آلاف المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بالقدس المحتلة! ...
- مفتي القاعدة السابق يتحدث عن نمط حياة بن لادن وإدارته للتنظي ...
- إقتحام الأقصى والمسجد الابراهيمي
- الفاتيكان: معماري كاتدرائية ساغرادا فاميليا -على طريق القداس ...
- تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على نايل سات وعرب سات بأشارة ...
- اللواء سلامي: الجيش مع حرس الثورة الإسلامية سور منيع للبلاد ...
- عكرمة صبري: الأقصى يُستباح من اليهود المتطرفين
- -لست واهمًا.. ما أقوله يحدث-: رئيس الوزراء السابق إيهود أولم ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: بدء اقتحامات مستوطنين للمسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوال السعداوي - يزداد العنف بازدياد الضعف والخوف