|
الكلمة التي ألقيتها أثناء اجتماع اتحاد الشيوعيين في عمان-الأردن-ممثلاً عن محافظة إربد
هاشم غرايبه
الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 18:08
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
النص الكامل لكلمتي التي ألقيتها أثناء اجتماع اتحاد الشيوعيين في عمان-الأردن-ممثلاً عن محافظة إربد
الرفاق المبادرون في اللجنة التحضيرية لاتحاد الشيوعيين الرفيقات والرفاق شركاء الحلم والطريق الحضور الكرام:
أرحب بكم واحيي حضوركم الثر، وتفاؤلكم الطيب بأننا نقدر أن نكون.. ونستطيع أن نؤثر في الواقع، وان نعمل معا من أجل وطن حر وشعب سعيد. نعم نستطيع أن نتحد لنراجع ما تثلم وما علاه الصدأ، وننطلق لنثري ونصلح ونغير.. وندفع عجلة التقدم نحو مستقبل مشرق. في الماضي القريب ...اختلفنا على الحوزات الحزبية الضيقة، وانهار في داخلنا سور برلين.. فارتبكت خطانا، وتشتت بنا السبل وغامت الرؤيا وأظلم الأفق. اليوم نجتمع من جديد يلملمنا وجع الوطن في عمقه الاجتماعي وكينونته السيادية، وتجمعنا قضية الأمة العربية في نزفها واستنزافها، وتحفّزنا أزمة الامبريالية العالمية وأمواجها الارتدادية لمواجهة شرور هذا العالم بتعقيداته المتداخلة والمتشابكة.
بالأمس فرقنا الإحباط واليوم يجمعنا الأمل نعم لقد فرقنا الإحباط وجمعنا الأمل: الأمل باتحاد قادر على التعاطي مع معطيات العصر بأدواتها المتجددة دوما، منطلقين من رؤيا ماركسية منحازة للحياة، قادرة على التجدد والتجديد، بعيدة عن الجمود العقائدي والتعصب الضيق.. فما عاد واردا في الأذهان دكتاتورية الحزب الواحد، ولا عاد ممكنا تجاوز الطبقة الوسطى ونخبها السياسية والاجتماعية. وصار لزاما علينا فهم معطيات الثورة العلمية التكنولوجية الحديثة ومخرجاتها، وقراءة الصراع الطبقي في ضوء المتغيرات، والتعامل الجدي مع تأثيرات التطور المتسارع لوسائل الاتصال والتواصل الحديثة، والمساهمة في تطويع إمكانياتها الهائلة لخدمة المستضعفين في الأرض..
أيها الحضور الكرام في هذا الزمن الذي شُوهت فيه الاشتراكية بوصفها فكرا شموليا يعادي حرية الأفراد ومعتقدات الجماعات نجد في هذا العالم قيادات شابة مخلصة في عدائها للامبريالية المتوحشة ومؤمنة بالعدالة الاجتماعية، تؤمن بتداول السلطة بين قوى المجتمع الفاعلة، وتكرس حرية القول والفعل للتيارات الفكرية المختلفة وتفسح الطريق أمام المرأة لتساوي الرجل في مختلف المجالات، واستطاعت القوى اليسارية الناهضة أن تشتق أساليب جديدة في إدارة التقدم والازدهار، وقدمت تطبيقات حيوية وفعالة لتجديد الاشتراكية في العديد من دول العالم بما ينسجم وطبائع البشر. طبعا ليس بالصدفة أن تكون هذه الدول هي النصير الفعال لقضايانا العربية المصيرية بعكس حكامنا المترنحين في خريفهم.. المتخبطين في تخلفهم.. ورغم ذلك لا نملك إلا أن نراهن على الربيع العربي الذي أزهر في عقول وقلوب الشباب الذين يؤسسون لمستقبل مشرق وان بدا بعيدا.. فهاهم شباب اربد في حراكهم اليوم يقارنون بين قيام دول البريكس بإنشاء بنك دولي للتنمية الاقتصادية تشترك فيه دولٌ من قاراتٍ العالم الخمس.. وجامعة حكام العرب التي تقوم بتهييج التمويل لشلال الدم في سوريا الأبية الصامدة.
انك لا تسبح في النهر مرتين.. منذ تفرقت بنا السبل مرت مياه كثيرة تحت الجسر، عكرناها بفقدان الثقة بالعمل الجماعي، وبانحراف المعايير في التعامل مع حركة الشارع المتصاعدة، وما عادت كلمة "يا رفيق" مستعملة أو مستساغة.. "يا رفاق" ذلك النداء الحميم الذي كان يعني أني أثق بكم. إني اعمل معكم. أني معكم وبكم نصنع النجاح، وصار ميزان النضال عشوائيا ومن الممكن أن نسمع أن فلان ارتد وصار يصلي أو فلانة ارتدت الحجاب على سبيل المثال. وكأن التدين يسقط عن تلك الرفيقة أو ذلك الرفيق حقه بأن يكون مناضلا صلبا ومدافعا مخلصا عن قضايا الناس، ومنهم رفيقات ورفاق بواسل قادوا مشاركات فاعلة في الحراك الشعبي الأردني ضد الفساد والتبعية وكل شرور السلطة والثروة في بلادنا ! هذا ضيق أفق لا يغتفر؟ هل الإلحاد هو معيار قيمة في زمن التشرذم.. كيف ننادي بحرية الأفراد والجماعات والاثنيات في معتقداتها وممارسة طقوسها في إطار المجتمع والدولة ونحرّم ذلك على رفيقاتنا ورفاقنا؟! من قال أن التدين ردة عن التقدم، ومن قال أن الإلحاد شرط من شروط النضال في صفوف اليسار!
أيتها الرفيقات أيها الرفاق ليكن نضالنا من اجل الوطن والشعب .. من اجل وحدة الأمة العربية والدفاع عن قضاياها العادلة من اجل تحرير فلسطين وحق العودة لأهلها الأحرار. من اجل أن يكون لثقافتنا وحضارتنا حضور في المشهد العالمي ببعده الإنساني. ليست مسالة الدين وحدها نتفهمها، بل ونجدد النظر بجدية للتطلعات القومية الوحدوية لشعبنا التي يجري تهميشها بل وتتفيهها باعتبارها فكرة فشلت وتجربة طويت صفحتها لصالح اسلاموية كزموبوليتية لم ولن تثبت جدارتها على الساحة العربية.
ما كنت لاقف بينكم ومعكم دون أن أسأل نفسي بعد كل هذا الغياب: هل أنا شيوعي؟ كتبت بحثا طويلا أراجع فيه التجربة ببعدها النظري والأيديولوجي وبإطارها التنظيمي وممارستها العملية كيما أفصل القمح عن الزوان في التجربة الحزبية التي امتدت عشرين عاما، ولكي أُنحي ما وجدته زبدا غثاء، وأغوص في تيار نهر اليسار المتدفق المتجدد أبدا كما الحياة. وخلصت إلى أن علينا مواجهة شرور هذا العالم بشجاعة ونزاهة تربينا عليها في حزبنا، وبعزيمة ومضاء أجيال من المناضلين نتمثلهم اليوم معكم: لينين وماو وغيفارا وهوشي منه القسام وعبد الناصر وبومدين وعبد الفتاح اسماعيل فهد ومهدي عامل وحسن نصر الله فؤاد نصار وصايل الشهوان ووصفي التل ويعقوب زيادين . وانتم أيها الرفاق أيتها الرفيقات نعم، انتم اليوم هنا انتم ورثة كرام الناس على هذه الأرض. تحديدا انتم الشباب مناف وساري وسعد واماني ووفاء.. وجيلكم الجديد.. انتم تيار الحياة المتجدد
#هاشم_غرايبه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكلمة التي ألقيتها أثناء اجتماع اتحاد الشيوعيين في عمان-الأ
...
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|