|
ثابت أ ومتحرك ب في السياسة العربية والاقليمية والدولية
محمود هادي الجواري
الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 01:24
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
ثابت أ ومتحرك ب في السياسة العربية والاقليمية والدولية بقلم الكاتب والمحلل السياسي محمود هادي الجواري من يطالع مليا في مقدمة محتوى العنوان سوف يعتقد وعلى الفور ان السياسية هي نظرية رياضية وتشترك فيها الكثير من المعادلات سواء من ذوات المجهول الواحد او من عدة مجاهيل وهذا ما تتطلبه حتمية خاصة وتبعا للمتغيرات في اقيام الرموز التي تتضمنها تلك المعادلة ،، هنا اريد ان اقول ان من لا يعرف الف باء السياسة عليه ان لا يقحم نفسه في فك رموز المعادلات ولو كانت من ذوات المجهول الواحد ، فكيف لهذا المبتدا المحاولة في فك رموز المعادلات المعقدة وذات المجاهيل المتعددة .. اذن الرمز الف له دلالته وهو موجود وثابت ، كذلك بالنسبة الى الرمز باء هو كذلك موجود ولكنه متغير دائما وله دلالته ايضا ولكن لمن يحسن قراءة النظرية وبشكل جيد وكما اسلفت ، فما هو مقدار فاعلية الثابت ، وكذلك مقدار فاعلية المتحرك ،، ومن الطبيعي جدا ان النواتج ستكون متغيرة تبعا الى الاقيام.. فلماذا هذا الثابت ؟؟ ولماذا هذا المتحرك ،، وهل ان واضع النظرية كان يطمح الى مشاهدة نواتج متعددة ومتغيرة ولكن ما االهدف من وراء كل ذلك.؟؟ نحن نعلم ان الحسابات الموضوعة للحرب الكونية الاولى لم يجني اكلها المشاركون في تلك الحرب التي ازهقت ارواح مئات الالوف من البشر ،، وهدرت اموال طائلة كلها انتهت الى حطام الالاف من المعدات العسكرية واستنزفت كل تراسانات الدول الاوربية المتحاربة فهل كان ذلك الدمار قد قدح شيئا في عقول الغربيين والافضاء الى ان الصراع الاهوج لم يمنح الاوربيين وخاصة الدول المتنفذة والمساهمة فعليا في تلك الحرب مما كانت تصيوا اليه قبيل بدأ الحرب .. اذن كان لتلاشي الاحلام التي احتفظ كل من اطراف النزاع خائبة وبائسة وخاصة عند النظر الى السبب الذي اشعل فتيل الحرب والذي اتخذته بعض الدول ذريعة وخاصة مقتل ولي عهد النمسا الذي ارداه طالب صربي قتيلا وفي اجواء مشحونة بالصراع ..يتفق معي من هو ملم ولو كان قليلا بالشأن السياسي ،، ان سبب اندلاع الحرب بمقتل ولي عهد النمسا كان واهي وضعيف جدا ، وانما كانت هناك نظرية موضوعة سلفا ، الا وهي التسابق المحموم على تقاسم ممتلكات الدولة العثمانية التي ظلت صامدة بوجه الغربيين الى حين اضعافها وليس بمستبعد ان كل الدول المتحاربة في الحرب العالمية الاولى كانت لها اسهامات في اضعاف الدولة الغثمانية حتى درجة التأكد من الانقضاض عليها واستلاب جميع ممتلكاتها ولكن لمن ستكون الاولوية في قضم تلك الكعكة .. لم يفلح ولم يجرؤ اي احد من الاطراف المتحاربة على فرض الهيمنة الكانلة ،، وانما اتجهت الامور الى الحوار والاتفاق على اقتسام ممتلكات الدولة العثمانية وبشكل يرضي جميع الاطراف وهذا ما هو معروف باتفاقية سايكس بيكو .. اذن سايكس بيكو هي لم تكن نظرية اقتسام بين الاطراف المتنازعة ،، وانما هي كانت ولازالت نظرية معقدة ومن الصعب على من وقعت على ارضه معرفة الالف والباء وماذا يعنيان ولماذا لا زالا يعطيان نتائج مختلفة بين الحين والاخر .. اذن كيف لنا ان نعرف قيمة ( ج) و ( د) واللذان يظهران في بعض من المعادلات سوية او باختفاء احدهما ..ولكي نشرع في الحل ان نظرية سايكس بيكو قسمت الوطن العربي الى عنصرين اساسيين الا وهما (أ) و(ب) ،، العنصر الف وهو يمثل الدول العربية التي وضعت تحت انتداب دولة ما وبغض النظر عن اسمها .. ولتسهيل الامر نقول ان الدول العربية المندرجة تحت الرمز (أ) هي دول ستبقة حليف ستراتيجي دائم وثابت الى كل من بريطانيا وامريكا واليك بعض من تلك الدول ..المملكة العربية السعودية..الامارات العربية .. قطر .. الكويت .. الاردن .. المغرب العربي ،، على ان تكون تركيا هي المشرفة على سلوكيات تلك الدول .. اما العنصر (ب) وهو ذو القيمة المتغيرة فيندرج تحته كل من العراق .. مصر.. فلسطين .. لبنان .. سوريا .. تونس .. اليمن .. السودان .. والى غيرها من الرموز المتحركة وتشرف عليها ايران .. في التصنيف الاول نلاحظ ان : الدول التي بقيت تتمتع بالحكم الملكي هي تعد بمثابة الحليف الستراتيجي الدائم للولايات المتحدة وبريطانيا والتي لايمسها مما يصيب العرب من المهالك والمهازل في هذه الايام وتحت غطاء الصراع الديمقراطي .. اي انها تبقى ثابتة في قيمتها بالمعادلة ولكنها تنتقل بين طرفي المعادلة طبقا الى المهام التي تناط لها في قلب الموازين لصالح الحلفاء الستراتيجيين .. وفي مقالة سابقة كتبت من الذي يرسم خارطة الشرق الاوسط الجديدة ولماذا الديمقراطية الان ؟؟ هناك كانت اشارة واضحة وجلية الى انقلاب الموازين في انظمة الحكم العربية ومحصورة في الرمز باء ،، اي ان ما حدث في الوطن العربي من تغيير تحت ما يسمى الربيع العربي ،، فان الطرف (أ) هو غير مشمول بهذا التغيير لكونه ثابت من حيث القيمة ولكنه مسؤول في قلب الموازين لصالح الطرف المتضمن (ج)و(د) .. هنا اود الاشارة ان الدول في المجموعة (أ) لا يقتصر دورها كونها حليف دائم وثابت ، وانما المهمة تتعدى الى ابعد من ذلك فهي تلعب دورا كثر خطورة من دور الحليف الا وهو دور النائب .. وكلنا يعرف الدور الذي لعبته اللملكة العربية السعودية وما يسمى بالتضامن الخليجي ما هو تجسيد الى لعب تلك الدول دور النائب في الحرب التي اندلعت بين العراق وايران وكانت اللمول الحقيقي لتلك الحرب نيابة عن امريكا التي كانت تدير اللعبة بالرموت كنترول وعن بعد .. ولكي تستطيع المملكة من ابغاد شبح التغيير في حكمها ،، قامت بخلق لبصراع في البلد الجار العراق ، فهي تقوم بدعم الطرف الذي هو اكثر قربا من برامجها وهم الاخوان المسلمين والقاعدة ومن اجلاف العرب في العراق ،، لا حبا بهم وانما لدعم الاقتصاد الامريكي الموشك على الانهيار لولا عفونة اجلاف الجزيرة العربية وحلفائهم .. ونحن كذلك نعلم الانقلاب في العلاقة بين القذافي والاسد وعلاقتهما بالمملكة والتي وصلت الى حدود المهزلة في القمم العربية .. كان للملكة اليد الطولى في خلق الصراع في تلكين الدولتين وشعوبها العربية ..اذن سايكس بيكو استطاعت من خلال ذلك التصنيف ان تجنب نفسها التدخل الفعلي في الصراع الدائر في المنطقة العربية واستحدثت نظام الانابة .. اذن يتوهم المالكي وغيره من السياسيين ان المتظاهرين هم طالبي حقوق واضحة المعالم وانما هناك سعي ودأب من المملكة وحلفائها للتغيير في العراق وقلب الموازين لصالح السلفيين والوهابيين وازلام النظام والقاعدة .. فلو صح وقلنا ان التغيير الهدف منه الديمقراطية ,, فلماذا لا تنصف ابناء جلدتها من الشيعة في المملكة او على الاقل ان تقوم بممارسة الديمقراطية ،، او التدخل الشريف في البحرين بالرغم من ان الاغلبية هم من الشيعة ،، اذن الرمز المفقود في المعادلة هو استمالة القاعدة في العراق وكذلك في سوريا لشن الحرب على الطرف باء الا وهي ايران .. اذا انتبه العرب فسيكون الدور في التغيير على اجلاف العرب في الجزيرة في المرحلة القادمة وتغييير مجاهيل اللعبة المكشوفة الرموز ..
#محمود_هادي_الجواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتخابات غسيل للفساد السابق ، وخلق لصراع جديد
-
سياسيونا افشلوا الدستور والحضارة
-
الديمقراطية في العراق وجدليةالسياسة و الدين في تركيا والجزير
...
-
المحاصصة نتاج للتكنلوجيا وليس نتاج للعقل البشري
-
قانون الملكيةللعقارات لازال احد مخلفات الفكر الاقطاعي
-
البطاقة التموينية ... الحلول المنطقية
-
توزيع فائض الميزانبة على الشعب ..هل هو احد حلول تراكم راس ال
...
-
لا للمحاصصة..لا للاغلبية .. نعم لحكومة رشيدة
-
الاقتصاد العراقي المتورم والبطر الاجتماعي
-
الديمقراطية والثورة المضادة(الثورقراطية)
-
معادلة التغيير في العراق والاصلاح المؤجل
-
الاولمبياد الوجه الاخر للسياسة
-
الصراع في البحرين انساني وليس طائفي
-
الكهرباء في العراق جزء من الفوضى السياسية والاقتصادية
-
الاقتصاد العراقي يعيش فوضى الجهل المقصود
-
لعبة الامم .. والدمى الصغار
-
هل ان قانون الاحزاب هو الحل في العراق ؟؟
-
في العتمة بين السياسة والاقتصاد ينمو الفساد
-
المعادلات الاقليمية والدولية .. العراق تحت الضوء
-
المسائلة والعدالة بين الجاني والمجنى عليه
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|