أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي الخازن - قراءة في ديوان - وخزات في زمن الريح - للشاعرة المغربية أمينة حسيم














المزيد.....

قراءة في ديوان - وخزات في زمن الريح - للشاعرة المغربية أمينة حسيم


عبد العاطي الخازن

الحوار المتمدن-العدد: 4046 - 2013 / 3 / 29 - 22:49
المحور: الادب والفن
    


بالكتابة فقط نستطيع التوغل داخل مبدأ التأمل ، تأمل الوجود لا العدم .. وبالكتابة أيضا نرحل نحو الذات لسبر دواخلها وفهم طبائعها وإدراك مكنوناتها والإفصاح عن خباياها .. والكتابة الشعرية على الأخص تملك هذه التيمة على قدر كبير من الإطمئنان . حيث يشعر القارئ أن القصيدة تعنيه بقدر كبير من الصلابة ، وربما تستفز فيه أشياء كانت غابرة حتى القاع .. وهذا رهين بمدى صدق الشاعر ومدى استعابه للواقع المحيط به . وذلك بتحرير القصيدة من التجريدات الميتافيزقية وتمكينه من أن يعكس الوقائع الحقيقية والتفاصيل اليومية المزدحة في الرأس ، لا سيما بأننا نعيش في زمن متسارع حافل بالمآسي و المعاناة .
أما الآية الجمالية التي نتصيدها في ديوان الشاعرة أمينة حسيم : " وخزات في زمن الريح " هي : التكثيف و التشطيبات الدائمة لما هو زائد ، فكل مشهد مكتوب بعناية خاصة وكأن الشاعرة تقول : هكذا يكتب الشعر .. وهكذا آمنا بنصوص ذات إطار حسي ذاهل تتلاحق فيها الصور والمشاهد وتتقلب بممارسة الشاعرة أناظيم الحذف فتنطبق المقولة الصوفية : " كلما ضاقت العبارة اتسعت الرؤية " تضيق زمنيا بإيجاز الكلام و مكانيا باستثمار اتساع فضاء الصورة .
صور شعرية ووخزات يتعاقب ألمها من كل قصيدة لأخرى عبر الديوان الممتع الذي اتسم في مجمله بالشجن و الرشاقة فجاءنا صافيا عذبا من نبع الحياة .. وهي إذ تفجر ماء عاطفتها لينسكب في اتجاه المعشوق باختيارها معجما رومنسيا حافلا بالرقة ، فتنكشف لنا شاعرة مسحورة بالحب و الشوق .. ويتجلى هذا العشق واضحا من خلال هذا المقطع :
يا أمير العشق الليلي / ما زلت على العهد الذي بيننا / حالمة / أنسلخ كل ليلة / من صمتي / أنسحب هاربة / من سكوني / أحمل فوق كفي حلمي / عاشقة / أغازل في عينيك لآلئي / أسامر خيالاتي / أداعب بنسيج الأزمنة / لحظاتي / أناجي آليات البوح في محرابك السحري ...
إن المعنى الذي نكتشفه من خلال هذا التناول الشعري هو الإخلاص العذري الممزوج بالخيالات الجامحة اتجاه الحبيب و الذات .. فللمتخيل الشعري وضعية استتنائية في كتابة وقراءة النص الابداعي لاعتبارات عدة تتصدرها المكانة الجوهرية التي يحتلها " الخيال " وشاعرتنا مدركة بجلاء سر هذه الطاقة الخلاقة وتربطها بالواقع متأملة خصائصه التي تغيرت تغيرا شديدا يصل إلى حد الجذرية .
فشاعرتنا تبدأ من أصغر التفاصيل الجزئية وأبسط لحظات الحياة حيث تتولى في بعض القصائد معطيات يومية متصلة إلى حدود البحث والتقصي عن مصير الآدمية و التلميح إلى حلول كبرى لأزمات الانسان وأزمة المرأة بشكل خاص وهذا يظهر جليا في قصيدة " شهريار ومليون حكاية " حيث أن الأنثى تحاول أن تحلق عاليا باتجاه فضاءات الحرية بعيدا عن العنف النفسي و الجسدي الذي يمارسه الرجل بطغيانه وتسلطه .. تقول شاعرتنا :
بعد حكاية الف ليلة وليلة / شتتت شهرزاد زهور الفل والآس / وأوراق القرنفل البيضاء / كسرت بعنف قوارير الخزامى / وسكبت كل عطورها / خارج دائرة الحدود الوهمية ...
فبهذا الهروب تحاول شاعرتنا أن تجد نفسها التي تبحث عنها لتتخلص من عناد الانكسار وخيبات الأمل باحثة عن فضاء الحرية ، فتجربتها هي نسيج مأساوي عميق في الذاكرة . حيث أن جذورها تشرب من صديد الأيام ، وهي تحاول أن تخاطبنا فتجد اليأس معتمرا في مفرداتها فالرومانسية في بعض النصوص ماتت ولكن الشعر لم يمت ومن لم ينحني للريح فهو كاذب . العاصفة تقتحمك من حيث لا تتوقع ، تختال توقعاتك ، وتغذي خيالك وشعورك بعوالم نعرفها لكن الشاعرة تعيد تشكيلها في ذهننا بطريقتها الخاصة .
هي شاعرة الحزن المقيم في الذات والمنعكس في اللغة والأسلوب .. هي شاعرة التحدي والنضال ومواجهة الواقع القاسي بعزيمة صلبة .. هي شاعرة الجمال .. هي شاعرة القلب والعقل .. هي شاعرة تحمل إشكالاً يتعلق بالسياسة الشعرية بإهدائها قصائد للشعب الفلسطيني واللبناني و العراقي كجزء في سبيل إضاءة المسكوت عنه شعريا ، تقول شاعرتنا :
هكذا أنا مذ فتحت عيناي يا قدس / ثورة من غضب / وقبضة من لهب / وجحيم ، وهدير بركان / وشلال دماء لا يجف ولا ينضب ، يا قدس
فتحية واجبة وحب وتقدير وإعزاز للشاعرة الكبيرة أمينة حسيم على إنتاجاتها الأدبية اللامعة والتي يتصدرها كتاب " صور ونماذج من اللسان المراكشي الدارج " الصادر عام 2006 وهو عبارة عن دراسة لسانية في لهجة مراكش الحمراء يليه ديوان الشعر العمودي تحت عنوان : " قد أبيح دمي " تم ديوان : " وخزات في زمن الريح " تم ديوان : " بطريقتي الخاصة جدا " وسيصدر لها قريبا جدا مؤلف شعري بعنوان : " خلافا لما تفعلين " وكل هذه المؤلفات صادرة عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر بمراكش .. وهذه الانتاجات وبكل تأكيد تضيف حيوية في الأداء الأنثوي الشعري صفحة جديدة تضاف إلى ديوان العرب .



#عبد_العاطي_الخازن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدة الورد
- حوار حول اليوم الوطني للزجل بالمغرب
- الشاعرة نعيمة خليفي و ديوان -همسات ثائرة-
- بين طريق بغداد و الحديقة المراكشية : شاعر يخطو بين هاوية الم ...
- ملحمة الحب والسراب ( محاولة أولى )
- بول إيلوار .. انتصار الصدق
- مع الشاعر محمد نور الدين بن خديجه
- نهاية الانسانية
- نسيان كاذب/شعر
- جمعية خطوة بتيكوين -أكادير- تحتفي بالكتاب والأغنية الملتزمة
- لم تعد هناك أغنية/شعر
- الكلمات تتنهد ..وترحل عني /شعر
- أضواء نسرين
- الكلمات/شعر
- طريق الغربة/شعر
- العصفور المتشائم/شعر
- خيانات القمر
- اشتعال البحر
- كان لي قلب
- همسات ريح على وتر(5)/شعر


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي الخازن - قراءة في ديوان - وخزات في زمن الريح - للشاعرة المغربية أمينة حسيم