جواد طالب
الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:20
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
هدف سهل ومكشوف للضّرب*
الكل أحبّ الشيخ رامي. ودود، وقور، محترم وناطق باللغة الانكليزيّة. يلقي محاضرات في الولايات المتّحدة ومعاهد وجامعات أخرى في العالم. عالم وبحر متبحّر في معلوماته، يستقبل كل من يسأله بقلب رحب وبشاشة جذّابة. يتحدّث بصوت رقيق ناعم أخّاذ، يمكن أن تسمع له ساعات دون أن تملّ.
مرّة كان ماشياً في السوق فتعرّف عليه أحد تلامذته، فهرول نحوه وعرض عليه مرافقته المشي. وبدأ الحديث عن أمور مملّة جدّاً، لا يمكن أن يخوضها أحد باهتمام أو متعة حتى ضعيفة. وظلّ يكمل حديثه ويتناول مرافقه بأسئلة سريعة ومتداولة، أواجب الاستنشاق عبد الغسل، أيصحّ أي عمل صالح دون نيّة ملفوظة، أيجوز أكل شحم الخنزير إذا عدّ دواءً، كم حسنة ينال الإنسان إذا قال السّلام عليكم. لكنه لم يظهر أي علائم ملل أو ضجر من هذا الكلام، بل استقبله بصدر رحب، ووجه باسم وأجوبة ودودة.
وبعد أن مشى معه لمدة تقارب الثلاث ساعات. عاد إلى البيت وكان على وشك أن يفتح الباب حتّى رُميت حفنة من التّراب المبللّ على ردائه الجديد الذي اشتراه البارحة. ولوّثت الرّداء من ناحية الكتف إلى الظهر، وعندما لا حظ أن من قام بذلك العمل كان صبيّاً صغيراً مشاكساً تركه يذهب مع أنّه كان بمقدوره أن يوسعه ضرباً وصفعاً فلا يعود يزعجه.
دخل البيت فوجد أخته الوحيدة قد استقبلت صديقتها في المنزل، وحضّرت لها من أطاب الطعام ما كان يحويه المنزل. قدّمَ التحيّة لصديقتها وتوّجه بالكلام لأخته، أيمكن أن أراك في الغرفة قليلاً. وما إن دخلت حتى صفعها على وجهها صفعة طرحتها إلى الأرض. ((ألا تعرفين أن هذا بيتي، ولا يدخله أحد إلا بإذني)). وأخذ الحزام وبدأ بضربها وجلدها وهو يردّد كلمة عاصية، خائنة. والباب موصد لا يدخله أحد ولا يسمع صراخها أحد، وهكذا حتى الصّباح.
*مأخوذة عن قصة حقيقيّة أخبرني بها والدي، وقد أوردتها دون ذكر الأسماء أو الشّخصيّات الحقيقيّة.
جواد طالب
#جواد_طالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟