أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - احتضار المحاصصة, بارقة أمل !














المزيد.....


احتضار المحاصصة, بارقة أمل !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 01:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتمنع أطراف المحاصصة الطائفية - العرقية عن الاعتراف بتهشم اسس تحالفهم النهبوي المرفوض شعبيا بين سندان مطامعهم الفئوية ومطرقة عدم الثقة فيما بينهم... فقد تم نقض لعقود وقعوها وعهود قطعوها لبعضهم البعض خارج اطار الدستور, واصبحت تعلو ولا يعلى عليها, وكان آخرها اتفاقية أربيل التي افرحت قيادات التحالف الكردستاني الحالمة باحلام اليقظة كما أفرحت قيادات الاسلام السياسي الشيعي بتسلمها سدة الحكم بعد تهميش القائمة العراقية التي مثلت حسب تقسيمهم الطائفي, السنة ثم الالتفاف على وعود رئاستها لمجلس السياسات الاستراتيجية الذي تجاوزه الزمن.
وكنا قد شهدنا صراعاتهم السياسية اللامبدئية لسنين طويلة وتفرق جمعهم التحاصصي حدّ الدعوة لاسقاط النظام من طرف او التهديد بالانفصال من طرف آخر, والتي سبقتها لعبة الانسحابات من الوزارة والعودة اليها او تجميد المشاركة في اجتماعاتها, ثم امتداد ذلك الى البرلمان ليشهد انسحاب نواب العصب المتخاصمة بالتناوب من جلسات مجلس النواب لتعطيل التصويت على هذا القانون او ذاك غير ملتفتين الى اهمية اقرارها باعتبارها تمس مستقبل البلاد ومواطنيها, كقانون اقرار الميزانية العامة . او سعيا منهم لفرض واقع سياسي آخر يتناسب مع رغباتهم ويلغي اتفاقاتهم التحاصصية, كاقرار قانون تحديد الرئاسات الذي كان نوري المالكي مستهدفا به وكذلك قانون المحكمة العليا, مما أطاح بأساس تنظيميي بالغ الاهمية قامت عليه المحاصصة, الا وهو الاتفاق المصلحي المسبق بين اطرافها على اي قانون قبل اخضاعه للتصويت في مجلس النواب, وهذا ما كان ينتظره المالكي ومجموعته لاستثماره لمصلحتهم, بتجميع قوة تصويت كافية لتمرير واقرار الميزانية العامة بدون الحاجة الى سماع اشتراطات التحالف الكردستاني وفقدانه صفة " بيضة القبان " في لعبة التوازنات السياسية ومعها ورقة ضغط رابحة.

ولابد ان يلاحظ المرأ ميّل ميزان القوى السياسي لصالح الاسلام السياسي الشيعي , لكن ضآلة الانجازات وضعف الأداء وكاهله المثقل بالفضائح السياسية والاقتصادية مضافا اليها عدم تجانس ائتلافه الحاكم المتمثل بالمواقف الانفرادية لتيار مقتدى الصدر والتزام المجلس الاسلامي الاعلى سياسة الترقب الحذر, ثم الحراك الجماهيري في مدن الانبار وصلاح الدين واطراف العراق الاخرى , كلها تتعارض مع اعتباره "الائتلاف المنتصر", رغم توفره كمجموعة وكل طرف على حدة, على امكانيات مادية هائلة وقوة عسكرية ( رسمية وميليشياوية ), اضافة الى دعم معنوي كبير من مرجعيات دينية, أخمد كثيرا من السخط الشعبي لدى بسطاء الشيعة ضد القيادات الفاشلة وحيّد أوساطا واسعة اخرى في المجتمع.

اما تصنيفهم الطائفي الآخر, السني, فهو يعاني من وهن بالغ بسبب تشرذم القائمة العراقية والاستهداف الطائفي المقيت بجريرة جرائم تنظيم القاعدة الهمجية, الذي لم يأت بما تشتهي سفن الطائفيين الشيعة, بأفرازه شريحة متطرفة من رجال دين وشيوخ عشائر, استغلت معاناة بسطاء السنة بسبب الاقصاء والعسف للصعود على اكتافهم والدعوة الى الغاء الدستور ورفض العملية السياسية. لكن لايمكن اعتبار الامور محسومة لهذه الشريحة, فلازالت القوى المدنية الحية تكافح من اجل استثمار المكاسب المنتزعة من الحكومة وتعزيزها لأرساء اصول تعامل ديمقراطية بين الحاكم والمحكوم.

لاندعي ان مجرد مغادرة نهج المحاصصة وتبني النهج البرلماني الاصح حتى تسير الامور بأنسيابية وستحقق أمانينا الوردية دفعة واحدة... فالقوى السياسية الطائفية والعرقية سيكون جزء منها في الحكم والجزء الآخر في المعارضة وسوف لن تتجرد من سلوكها السياسي بالنزوع نحو الهيمنة والاستحواذ, ولهذا يصبح ضروريا العمل بدأب لأصدار قانون ديمقراطي للاحزاب, يمنع تشكيل احزاب على أساس ديني او عرقي محض اضافة الى توفير الشروط المناسبة لأجراء انتخابات ديمقراطية والتوجه نحو ارساء نظام ديمقراطي تعددي تداولي عادل.

لقد أظهرت تجربة السنوات العشر, ان خطر المحاصصة الاكبر ليس بنهجها المصلحي واستئثار عصبة متحكمة من احزاب الاسلام السياسي -العرقي بثروات البلاد على حساب مواطنيها فقط, بل تخريبها للنسيج الاجتماعي العراقي مع سبق الاصرار والترصد ودفعها وحدة البلاد وشعبها الى هاوية التشظي, لذا وجب مكافحتها بكل عزم وقوة.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الحرمة العالمي بين الجدِ والهزلِ
- ... ما لجرح اذا أرضاكم ألم (عن الافتراءات على زيارة وفد منظم ...
- عندما قتل الحرس القومي عفلقا شر قتلة !
- عاشت تمبكتو حرة أبيّة
- فضيحة المحاصصة الاخلاقية
- أكثر ما يجيده الاسلاميون !
- دولة القانون... العشائري !!!
- جيشنا- مشكلة مأسسة... تعدد ولاءات !!!
- المسألة اكبر من بذرقة حجيج
- شعواط فسادهم
- صنوان مهدا لعملية الهروب الكبرى
- حل الازمة السياسية بين عصا جلال الطالباني وطيبة احمد طيب ارد ...
- عن شرعية تشبثهم بالسلطة ومشروعية سياساتهم
- حجب الحريات وسفور ايديولوجيا الاقصاء
- هل التهام جني كانيبالزم ؟
- عضني من علباتي... عضيته من اذانه !
- مبادرات نوعية... تردد مجتمعي
- تصريحات المالكي - نفخ في بالون ام انعطافة سياسية ؟
- السقوط عن صهوة اللسان
- صحوة نيابية ام هرج اعلامي ؟


المزيد.....




- بأكثر من 53 مليون دولار.. مرسيدس تعرض سيارة سباق نادرة للبيع ...
- -مخطط لتهجير المواطنين-.. السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتو ...
- دور الصحافة بمكافحة -التضليل الإعلامي- في سوريا.. مسؤول في م ...
- مرتديا -ملابس الإحرام-.. أحمد الشرع يصل إلى جدة لأداء العمرة ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مستودعات أسلحة لـ-حزب الله- في ج ...
- هل يشهد لبنان أزمة مياه هذا العام؟
- نتنياهو في واشنطن لعقد -اجتماع بالغ الأهمية- يبحث المرحلة ال ...
- انفجار يستهدف مجمعا سكنيا فاخرا في موسكو ويوقع قتيلا وأربعة ...
- هجوم من ماسك وترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: - ...
- أكثر من 200 هزة أرضية تضرب -إنستغرام-.. اليونان تغلق المدارس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - احتضار المحاصصة, بارقة أمل !