النصر الحقيقي

لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

النصر الحقيقي

على الأرض واضح أن الثوار قد حصلوا على ما ينقصهم من السلاح، سلاح يؤمن لهم هجوماً مستمراً لا يتوقف في مرحلة لاحقة . والأكيد أن الكثيرين منهم قد تلقوا تدريباً رفيعاً خولهم كسب جولات المعارك الأخيرة بسرعة، وبأقل الخسائر .

وسياسياً حصلت المعارضة على جرعة طيبة من الحضور الدولي والثقة بالذات، بعد أن أصبحت البديل المعترف به عربياً ، و هي ستتبوء تباعاً كرسي الدولة السورية في باقي المنظمات والمحافل الدولية .

كل هذا يعني أننا نقترب من غايتنا ..
وهي انتصار الثورة وإسقاط النظام .

نجاح الثورة يعني سيادة مفاهيمها التي ستساهم في كتابة الدستور الجديد، والتأسيس لسوريا جديدة و واقعية، مفاهيم ما زال الكثير من السوريين يجهلونها، بفعل الخوف أو آلة النظام المغرضة والارهابية، ولتقصير شاب مسيرة المعارضة في كثير من المراحل .
لقد كان لكلمة معاذ الخطيب البارحة وقع طيب لدى عموم السوريين، وإن لم ألحظ ذلك لدى أغلب القادة والأمراء العرب الإنشائيين المتبلدين حساً وفكراً، ولا لدى وسائل الاعلام العربية التي أكدت على الحضور كمنحة ومكرمة عربية، ولم تدخل مضمون الثورة السورية .
تحدث معاذ الخطيب ونصح القادة العرب ، قادة يخشون الثورة السورية وتأثيراتها على أنظمتهم، نصحهم وأسمعهم ما يخشون منه، فلم يرضيهم وهو بموقعه لا يمكن أن يرضيهم .
في جميع الأحوال هو نصح نصيحة أخ، بغض النظر فيما لو أخذ بها أم لا !!


لقد أنجزنا خطوة هامة .. خطوة تدعونا وبإلحاح للمضي بخطواتنا التالية تجاه سوريا المستقبل .
سوريا الشعب السوري
سوريا الثورة التي ناضلنا لأجلها جميعاً .
المهم اليوم إرسال رسائل متتابعة إلى الداخل السوري، رسائل إلى دمشق القابعة في سكونها وسط نيران الطائرات وقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ وتفجر الأسعار .. وسط الكثير من المخاوف والهواجس من التشرد ومزيد من الفقر والحاجة، علينا أن نلحظ عيونهم المراقبة للدمار، فنبدد من روعها وندخل الطمأنينة في بريقها .

إن ما يبدد كل هذا المشهد السقيم هو جرعة من الأمل بما هو قادم، بثقة من أن هذا المخاض يمهد لمرحلة جديدة يشتهيها كل السوريين .

هذا الأمل يجب أن يصل وباستمرار من كل قادة المعارضة السوريين، ليتعاقبوا جميعاً في شرح ما يطمحون إليه لهذا الشعب، ليشرحوا ما هو مطلوب من أهلهم .

لنخرج قليلاً من نطاق الأقليات، وهي كلمة يمقتها أغلب السوريين، ولنكشف كثيراً عن برنامج الثورة التفصيلي، عما يهدئ من مخاوف الكثيرين، لنتحدث عن الثورة كفكر، فلا يجب أن يبقى محصوراً في أذهان النخبة فقط، أما البقية فتتحدث عن مجرد إسقاط النظام وكأنه نهاية المطاف والهدف الأسمى والأوحد.
على الجميع أن يعي أن إسقاط النظام هو الوسيلة .. مرحلة هامة، لكن الأهم هو البناء المدعوون إليه جميعاً والذي يشكل التحدي الحقيقي .
هذا الهدف فيجب أن يذكر به ليل نهار .
أغلب السوريين لم يمسكوا السلاح للانتقام فقط، وإنما بإرادة صناعة غد جديد .
أتمنى منهم جميعاً أن تيتفتوا إلى الداخل من أجل التهيئة لمشروع إعمار يبدأ بالذات الانسانية ومن ثم ينتقل إلى الحجر ..
فدمشق اليوم يسكنها ما يزيد عن ثمانية ملايين سوري، أغلبهم نزح من المناطق المنكوبة والمعرضة للقصف، ثمانية ملايين شخص يمكن لهم حسم المعركة بأيام قليلة، لنتوجه إليهم لنطمئنهم في مستقبلهم ومستقبل أطفالهم .

لنناشدهم بأن يكونوا سنداً للثوارأثناء دخولهم إليها لنناشدهم بأن يكونوا في المقدمة، لنطالبهم بما ينتظرهم من أعمال جسام، لنشعرهم أننا كسوريين وقفنا دوماً صفاً متراصاً وأننا بتنا نتقن العمل الجماعيوالمنظم.
وأخيراً لنشعرهم بتأثير ترنيمة الكلمة التي تفوق في مفعولها جميع أسلحة العالم .

لنشعرهم أننا حريصين على دماء كل سوري، على الاخاء وأواصر المحبة والاحترام التي تجمعنا، بأن مستقبلنا لن يكون لتصدير ولوك الأحقاد التي حاول النظام وزبانيته لوكها وترهيب المواطنين بها . أننا نستطيع العطاء بلا حدود حالما نتمتع بحريتنا، وها هي الحرية تطرق بابنا لتحرضنا على العطاء والابتكار والتفوق .

أعزائي .. نريد لمعركة دمشق أن تحسم بسرعة، ونريد لأهل دمشق في أن يكونوا في طليعة الثوار، هم يحتاجون إلى تحفيز للمضي قدماً وطي الصفحة البشعة من العبودية، يحتاجون للكلمة كي يستردوا كراماتهم، بحتاجونها لاستبدال الخوف والترقب من الدمار ، بالقناعة التامة بأن السوريين قادرون على التعاضد، وأن من لم يحمل السلاح مدعو بلا شك لعملية الاعمار، و أن جميع السوريين بلا استثناء هم صلب الثورة، فالثورة تعني التغيير.
بالتأكيد هناك عمل كثير ينتظر الجميع .
وبإراداتنا الحرة سنفعل المستحيل .

وإننا قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الصورة السورية

#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات