حيدر الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 07:54
المحور:
الادب والفن
قوافل الجِمال تنقل الأموات
من بلاد فارس وما وراءها،
أجسادهم المتيبِّسة ملفوفة بالسجاد،
مع أمنيتهم الميتة
أمنيةِ أن يدفنوا قرب (عليّ)
الذي كان الجملُ الأولُ قد نقل جثمانه
عبر الصحراء موصولاً بقدَره المحتوم.
فإلى النجف يذهب الأموات عادة،
حيث تتفتح أبواب الفردوس أمامهم
عن أنوار لامحدودة،
وحيث تُشطف أجسادهم من الدم فتغدو طاهرة.
نحن الآن في تشرين الثاني،
والغيوم مصنوعة من البارود والمطر،
والأرض حبلى بالموتى،
وأكوام القبور تمتد أرتالاً أرتالاً،
وثمة متسع للمزيد مما ستجود به السنوات المقبلة،
وما على الحفارين سوى أن يدقوا المجرفة بعد المجرفة،
ويحفروا.
برايَن ترنر ولد في كاليفورنيا عام 1967. حصل على الماجستير بالفنون الجميلة من جامعة أوريغون قبل أن يلتحق بالجيش الأمريكي. أمضى عاماً من خدمته العسكرية (ابتداء من تشرين الثاني 2003) يقود حضيرة مشاة في العراق. حظيت مجموعته الشعرية الأولى (هنا، أيتها الرصاصة)، الصادرة عام 2005، والتي اخترت منها هذه القصيدة، باهتمام الأوساط الأدبية ومنح من أجلها جوائز وزمالات عديدة. مجموعته الثانية (ضجيج الفانتوم) صدرت عام 2010، وهي الأخرى تحوي قصائد مستوحاة من تجربة الشاعر في العراق.
#حيدر_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟