ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 21:53
المحور:
الادب والفن
عن الشاعر الهمام وأخطاء سيده الضرغام
بمناسبة الحديث التاريخي لعبد الرزاق عبد الواحد!
ماجد الحيدر
في لقاءٍ مع قناة العربية قال "الشاعر" عبد الرزاق عبد الواحد إنه ما زال يحب سيده السابق صدام حسين.
وعندما تساءل مقدم البرنامج عن السبب أجاب بأن لكل عظيمٍ أخطاؤه!
وحين سأله عن أكبر أخطاء صدام قال إنه "دخول" الكويت!
...
حسناً أيها "الشاعر الكبير". سيدك إذن لم يرتكب أية جرائم بحق شعبه أو بحق الإنسانية. إنها مجرد أخطاء لا ينبغي أن تنفي عنه صفة العظمة!
...
على الصعيد الشخصي، مثلاً، عليَّ أن أقتنع بأن إعدام أخي الصغير الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره بسبب معتقده السياسي ودفنه في مكان مجهول لم نعثر عليه قط كان مجرد "خطأ" بسيط من حبيبك المهيب الركن!
وإن مقتل أخي الأصغر ذي الثلاثة وعشرين عاماً في قادسية سيادته التي أدميت أشداقك في التغزل بها مجرد خطأ آخر!
وأن قضاء أخي الأكبر ثمان سنوات من زهرة شبابه في أقفاص الأسر لدى أنداد معشوقك الفاشست المعممين على الجانب الآخر من خطوط المسلخة الكبرى هو الآخر خطأ ينبغي التعامي عنه!
وإن موت أبي وأمي من الحزن والقهر..و.. و... أخطاء.. مجرد أخطاء يجب أن نتغاضى عنها لكي لا نجرح مشاعرك المرهفة!
...
على صعيد آخر، علينا أن نصدقك وأنت تغلظ الأيمان بأن يدي سيدك بريئتان من دماء مئات الألوف من الشباب الذي ماتوا في الحروب والزنزانات عن طريق الخطأ!
وأن إبادة الكورد الفيليين؛ وحملات الأنفال؛ والمقابر الجماعية؛ والتسبب بتدمير البنية التحتية لوطننا، تلك التي أنفقنا، نحن ومن سبقنا من أجيال، أعمارنا في تشييدها؛ وتجفيف الأهوار؛ وتجويع شعبي.. وأخيراً التسبب في احتلال البلاد وإهلاك الحرث والنسل.. كلها.. كلها.. مجرد أخطاء عفوية، بريئة، غير مقصودة، ولا ترقى الى الخطأ الأهم وهو "دخول" الكويت!
...
سؤال الى "الشاعر النحرير" : إذا كان "دخول" الكويت خطأ ولي نعمتك الأكبر فلماذا إذن صدعت رؤوسنا (وأنت تقفز علينا في شاشة التلفزيون لتعرض علينا بين يوم ويوم جحوظ عينيك الناعستين) بمطولات المديح ل"أم المعارك" حتى أضفت لقب شاعرها الى لقبك السابق "شاعراً" لقادسية صدام؟ هل كان هذا هو الآخر.. خطأ.. مجرد خطأ !؟
...
آسف.. آسف جداً أيها "العبقري" إذا بدرت مني هذه الوقاحة التي ربما أزعجت معجبيك الطيبين المستعدين دوماً للغفران، أو جرحت مشاعرك المرهفة الرقيقة مثل حد السيف الذي أهداك إياه علي عبد الله صالح ثم أهديته الى سيدك.. فأنت، كما سمعت، شاعر "كبيييييييييير" .. ويجوز لك ما لا يجوز لغيرك.. حتى لو..... !
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟