عبد الغني سهاد
الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 21:09
المحور:
الادب والفن
صديقي القديم
----------
عشرون عاما لم أره .صديقي القديم .واليوم رن الهاتف الخلوي وسمعته يقول : اشتقت لرؤيتك ياعزيزي ...
فركبت على جناح السرعة وظهر الفرحة فوصلت .لم يعد جميلا كما كان فقد طاردته الايام من الخلف ..لكن روحه لا تزال مرحة وكلماته منشرحة .خضنا في امور تافهة وتجنبنا النبش في في احزاننا واسرارنا المشتركة ...تركته لحظة وصعدت الى المرحاض حيث كان هناك عازلا من الخشب الاحمر لا يعزل شيئا ما بين النساء والرجال ..ومن بين ثقوبه وصلني صوت رخم وبديع :
هاأنت صعدت أخيرا ؟
لم استوعب الموقف جيدا لكني صمتت وحملقت في وجهها الجميل ..قد تكون صدفة غير مقصودة او بداية مغامرة غير مرتبة وكان الصمت حينها اوجب وأرحب ....
فقلت واجما : أخطات سيدتي ؟
تمنيت ان تكون مناورة من صديقي القديم أو مقلبا من مقالبه الشيطانية العديدة .
رددت : لم أهاتف احدا اليوم سيدتي ؟ واني لا اعرف حتى افعل ؟
اجابت : انتم هكذا دائما مترددين في كل بداية .
قلت : الا ترين اني طاعن في السن وبعيد عن هذه المهاترات ؟...
ردت : صحيح فمعذرة سيدي الكهل هن هدا التحرش ...؟
رميت حينها بجسدي خارج المرحاض بعدان قضيت حاجتي بسرعة .تم دلفت المقهى وهي تراقبني من وراء العازل الخشبي الذي لا يعزل شيئا ...
ودعت صديقي القديم وركبت سيارتي وأنا أتذكر الحي القديم والمنزل والبئر التي نرمي فيه كل أسرارنا ومغامراتنا الجنسية ....خمنت هل ساعود يوما هناك واهدي هاتفي الخلوي للبئر القديمة وهل تقبلها مني كما كانت تفعل دائما ....
#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟