أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - مرآة الزمن














المزيد.....

مرآة الزمن


رائف أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 21:22
المحور: الادب والفن
    


تعثر الرجل المبتورة ساقه اليمنى وكاد أن يقع ، لولا أن يهب الرجل المبتورة ساقه اليسرى فيسنده ليقف .
كان ذاك عند مركز مساعدة المعوقين في دولة أجنبية ... حين ذهب الإثنان اليه ليستبدلا أطرافهما الاصطناعية.. فتعارفا
من أي بلد انت؟ ... سأل أحدهما الآخر
....أنا من ....
وانت ؟
.... أنا من ....
فرد كل منهما بكلمة ... أهلا.. ينتابها .. شعرة من ألم ... من ذكرى حزينة كلما سمع كل منهما بدولة الآخر
وكيف حدث ذلك ... كيف بترت ساقك ... سأل ألأول
حدث ذاك في الحرب بيننا وبينكم ... أنا أجبرت ان أشترك بها ... أخذوني عنوة ... أدخلوني دورة لكي أصبح رامي لمدفع الهاون ... ثم تنهد ليكمل...
..... أخذونا بعدها الى جبهة القتال في منطقة ...... فكانت الحرب مشتعلة ... كان الوقت بحدود التاسعة صباحا من تاريخ يوم ..... حين وصلنا الى الخط الامامي للجبهة ... قالوا ان العدو أمامكم وهو يريد ان يتقدم ليحتل وطنكم وهتك أعراضكم ... أنا لم أهتم لذلك الكلام ... كنت اعرف انه كذب ... كنت اعرف أن الحروب ... يشعلها الحالمون ... المتغطرسون على شعوبهم ... كنت اعلم انها حرب مفتعلة ... لكنني لم استطع أن اتكلم ... فربما ستصل تلك الكلمات الى رقبتي فتقطعها أو الى لساني فتكون آخر اهتزازاته .. وهكذا أطلقت أول قنبرة لي في جبهة القتال ، داعيا من الله أن لاتصب أحدا ... بعد ثواني قليلة فوجئت بسقوط قنبرة هاون قذفت من جانب دولتكم... قطعت ساقي الايمن ..
..... ضحك الثاني بألم وهو يقول
انت ياصديقي ... كأنك تتحدث عن حالتي ... فأنا أيضا سقت الى الحرب كما تساق الخرفان ... والمضحك في الأمر ... أنني ربما اكون من أطلق تلك القنبرة التي قطعت ساقك اليمنى ... وربما أيضا قنبرتك التي قذفتها هي من قطعت ساقي اليسرى ... فقد كنت هناك في نفس التاريخ ونفس الساعة ... نعم كنت أمامك بالضبط .. ثم مد يده ليصافح الاول ثم ليقبله ويعتذر ... وبهكذا رد الأول ...
------------------------------------------
ماذا اتى بك الى هنا ياحبيببتي
..... انتظر أبي المعوق وهو يخرج من مركز مساعدة المعوقين هذا
...... ماذا؟ .... أنا أيضا جئت لأنتظر والدي المعوق كي أوصله الى البيت
لحظة واحدة مرت على كلامهما ... فخرج الرجل المبتورة ساقة اليمنى وهو يضع يده اليسرى فوق كتف الرجل المبتورة ساقه اليسرى والذي يقابله بالمثل المعكوس ...
ركض الحبيب وحيبته الى والديهما المتشابكين ... وليسند كل منهما والده ... فتشابك ألأربعة ... تسبقهما قهقات الأمل ....
24/3/ 2013



#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعيد العتال
- مشروع صفر
- شارع الاطباء
- الصرح الزراعي
- الوطن وحقوق الانسان
- وجهها
- فلم الماتريكس.. جنة الأحلام على أرض أجهزة الكمبيوتر
- أرجوحته
- انبثاق
- هروب الزمن
- نظرية الأوتار من وجهة نظر فلسفية- قراءة في كتاب الكون الانيق
- الديمقراطية من وجهة نظر مادية
- الفلسفة .. التشكل الجديد
- التسلسل المنطقي لمداخل فهم العقل الانساني


المزيد.....




- مترجمة إيطالية تعتذر عن ارتباكها في البيت الأبيض.. وميلوني ت ...
- لحظة محرجة في البيت الأبيض.. مترجمة ميلوني تفقد السيطرة ورئي ...
- فريد عبد العظيم: كيف تتحول القصة القصيرة إلى نواة لمشروع روا ...
- جمعة اللامي يرحل بعد مسيرة حافلة بالأدب ومشاكسة الحياة
- رجل نوبل المسكون بهوس -الآلة العالِمة-: هل نحن مستعدون لذكاء ...
- لماذا لا يُحتفل بعيد الفصح إلا يوم الأحد؟
- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - مرآة الزمن