|
جراد نجدي تبا لكم
محمد فخري حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 14:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في ظل مايجري من أحداث مأساوية في الوطن العربي في دول كانت إلى الأمس القريب هي في مكان القلب من مشروع المقاومة والتحرير والتنوير العربي التي ارتبط بها عصر النهضة العربية لفت نظري في وسط هذا التداعي المخيف حدثان متقاربان وقعا في قطرين عربيين شقيقين هما مصر وسوريا وهما الحدثان المتعلقان بالتماثيل الموجودة هناك والتي ترمز إلى عمالقة الفكر والثقافة في ...مصر طه حسين وفي سوريا أبي العلاء المعري حيث جرى في مصر اقتلاع تمثال طه حسين الراسي م فوق قاعدته الهرمية بمدينة المنيا القريبة من مسقط رأسه ...!! ومحاولة تغطية رأس المطربة العظيمة ام كلثوم بالنقاب في مدينة المنصورة ..... والثاني الإطاحة برأس تمثال أبي العلاء المعري وإسقاطه من قاعدته في بلدة معرة النعمان في شمال سوريا . وبالرغم من أني على اطلاع استطيع أن أقول لاباس به على الخلفيات الإيديولوجية والسياسية لاصحاب هذه السلوكيات الشائنة والقوى التي تقف خلفهم وتدفعهم وفق مخطط مدروس بعناية ودقة متناهية في خبثها ..... إلا إني تساءلت مع نفسي ما الذي يدفع السلفيين في مصر وسوريا ( وهم امتداد لما جرى في مالي من تهديم للاظرحة الدينية لائمة الصوفية ذات الطرز المعمارية النادرة والني تحتوي على مخطوطات للقران الكريم ) أن يصبوا جام غضبهم على الأعمال الفنية المكرسة لمبدعين بل لسياسيين لم يمارسوا عنفا ضد أيا إنسان ؟؟؟! ولم أجد سوى أن اقو لان هؤلاء الجهلة والمأجورون يخشون من القيمة الرمزية العليا للفن ولفن النحت الذي يجسد ويحاكي بطريقة واقعية تلك الشخصيات الرقيقة ويسهم بالتالي بتابيدها في الضمير الثقافي العربي والإسلامي ..... ان تلك المحاكاة وذلك التأثير حوار صامت بليغ مع مناهضي الجمال والعقل الحر والرأي الآخر وكارهي الغناء والحرية والوجودية . ولو إن هناك من يمكن أن يتفهم إن تحطيم تماثيل الدكتاتوريين هو عملية رد فعل في لحظة منن انعتاق الظلم والقهر التي عانت الجماهير من إساره والرفض للآخر ربما يمتلك نوعا من المشروعية في لحظته فإنني لا استطيع إن أتفهم المشروعية في اقتلاع تمثالي أبي العلاء المعري وطه حسين ووضع النقاب على تمثال ام كلثوم ( قام شباب من التيار الشعبي العروبي الناصري بإزالته لاحقا ) رغم إن هكذا إعمال همجية لاتؤدي إلى إي ضرر بمصالح الجمهور . إن هؤلاء السلفيون بسبب الوعي الارتدادي الزائف الذي يدعونه لايصلون إلى مستوى أناس يصفونهم بالكفر والمروق والجهل مثلما جرى في روسيا حيث رفض لينين تحطيم تماثيل القياصرة وأمر بوضعها في المتاحف لأنها تعبر عن منجز فني عال للشعب الروسي أنجزها في لحظة تاريخية معينة من الزمن وظفت في غير صالحه من قبل السلاطين وبالضد من مصالح الجماهير وبعد سقوط الشيوعية وأنظمتها في روسيا ودول أوربا الشرقية لم تقم عمليات تحطيم لتماثيل رموز الشيوعية رغم قسوتهم كرد فعل علة ما عانته هذه الشعوب المقهورة . إن الدافع الذي يهتدي به سلفيو مصر وسوريا هي إن هذه التماثيل مدعاة للشرك والذي ربما كان تحطيمها مبررا في صدر الإسلام وبعد فتح مكة على أيدي العرب المسلمين عندما كان هناك من يؤمن بهذه التماثيل على إنها آلهة ؟؟!أقول هل هناك اليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين من يصدق أو يؤمن بهذا الشيء فيما يذهب إليه هؤلاء الجهلة المأجورون في تبرير جريمتهم . لقد كانت النهضة العربية الحديثة والتي ابتدأت مع تنامي الشعور القومي العربي في القرن التاسع عشر حيث عادت التماثيل للظهور في الوطن العربي والعالم الإسلامي عبر الفن الحديث دون أن يثير ذلك اي مشكلات عقائدية تتحول الى صراعات سياسية او دينية / اجتماعية يطل منها أصحاب فتاوى البتر ودولار منها فلقد أضحى الحديث عن الشرك حديث خرافة بعد كل القرون التي قطعها الإسلام الذي حمله العرب إلى أصقاع الدنيا . وفي العراق على مدار التاريخ الحديث لم يحدث اعتراض على إي عمل نحتي أبدا رغم ماحدث بعد الاختلال للتماثيل الفنية ويؤكد الشاعر المبدع شاكر لعيبي إن الأستاذ محمد غني حكمت اخبره في لقاء معه أن احد الأشخاص في الكاظمية في أربعينات وخمسينات القرن المنصرم حاول الاعتراض على إعماله ... دون جدوى . ويبدو إن الذي يريد إن يقوم بتحريرنا من الجهل والشرك والخرافة كما يدعي عليه أولا إن يعالج نفسه من لوثة الجهل والعمالة لأسياده في وول ستريت وكهوف أفغانستان أولاِ ...... كان الله في عوننا .....من هذا الجراد النجدي .
#محمد_فخري_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحركة الناصرية والاسلام
-
الاثار الاجتماعية والاقتصادية لوصفات لصندوق النقد الدولي
-
إسرائيل : الحرب الدائمة : اجتياح لبنان 1982
-
هبة الدين الشهرستاني- رجل الجهاد والتنوير
-
من رواد القومية العربية
-
رواد الشعر الحر في العراق
-
موقف المثقفين العرب من الثورات العربية
-
الماركسية في البحث النقدي
-
قراءة في كتاب كوبا الحلم الغامض
-
مهدي عامل قرأ في كتاب تمرحل التاريخ
المزيد.....
-
متى الايام البيض شهر شعبان 1446؟ .. دار الإفتاء تكشف عن أهمي
...
-
عاجل | البيت الأبيض: ترامب يوقع أمرا تنفيذيا للقضاء على التح
...
-
ترامب يعتزم إنشاء لجنة للقضاء على التحيز ضد المسيحيين
-
الإعلان عن موعد دفن آغا خان زعيم الطائفة الإسماعيلية في مصر
...
-
ماما جابت بيبي..استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
رئيس بلدية رفح يناشد الدول العربية والاسلامية إغاثة المنكوبي
...
-
وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامي
...
-
-ترامب سينقذ العالم من الإسلام المتطرف- – جيروزاليم بوست
-
قائد الثورة الاسلامية في تغريدة: كل فلسطين من النهر الى البح
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|