|
بعد عقد من الاحتلال هذا هو العراق !!!!!!!
محمد فريق الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 01:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد عقد من الاحتلال هذا هو العراق !!!!!!!
بعد عشرة اعوام من الحرب العالميه على العراق و التي ربما كان ينتظرها العراقيين من اجل انهاء نظاماً دام خمسٌ و ثلاثين عاماً الحرب التي كان شعارها الاساسي الحريه و الديمقراطيه الغائبه عن العراق الحرب التي حشدت لها الولايات المتحده الامريكيه قواتها و حلفائها ضد بلداً انهكته العقوبات الدوليه و الحصار الشامل عليه .
ان شعارات هذه الحرب و الوعود التي اطلقتها الولايات المتحده الامريكيه لم تكن سوى هواءاً في شبك فلم يكن لها وجودا على ارض الواقع فلا يمكن لاي محتل ان يعمل من اجل مصلحه من جاء لاحتلاله هذه حقيقه اثبتها التأريخ فالعراق تعرض و لاكثر من مره للاحتلال و ليس السقوط و هو الامر الشائع لدى العراقيين فهم دائما ما يرددون هذه العباره (سقوط بغداد) في نقاشاتهم لان السقوط يعني نهاية وجود الدوله او المكان المحتل و هذا لم يحدث ابدا في العراق و لم يشهد ( العراق ) أي ازدهارا او حريةٌ اثناء وجود المحتل بل العكس فالعراق فقد الكثير الكثير بسبب تعدد المحتلين له على مر التأريخ .
ان الولايات المتحده الامريكيه لم تكن تهدف لاشاعه الحريه و الديمقراطيه في العراق مطلقا حتى وان كانت الوسائل الاعلاميه لهذه الحرب اكدت ان هذه هي اهداف الحرب و ان افترضنا جدلا انها فعلا اهداف الحرب على العراق فهي ليست سوى الاهداف المعلنه و لكن ما هي الاهداف الخفيه التي لا نعلمها ؟؟؟
ان العراق بعد الاحتلال الامريكي لم يكن افضل حالا مما كان عليه و هو امرا طبيعيا بعد ان انتشرت الفوضى و عدم وجود نظام لحفظ الامن الذي اختفى منذ اللحظه الاولى للاحتلال الامركي بل ابعد من ذلك فهي ( الفوضى ) اصبحت من ابرز سمات المرحله الجديده في العراق خصوصا بعد ان عمدت الولايات المتحده الامريكيه الى حل جميع المؤسسات و خصوصا ذات الطابع العسكري و هو ماشكل كارثه كبيره فليس من السهل اعاده تشكيل الجيش في ظروف كهذه خصوصا في ظل وجود المحتل ناهيك عن عمليات السلب و النهب التي رافقت الاحتلال الامريكي و الدمار الكبير الذي حل في البنى التحتيه في العراق و قد بررته الاداره الامريكيه بأنه امرا طبيعيا لان الحريه و الديمقراطيه لا تأتي بين يوما و ليله .
و ايضا من اثار هذه الحرب التي لا تزال قائمه حتى يومنا هذا هي الطائفيه البدعه الجديده في عراق ما بعد الاحتلال و كأن الولايات المتحده الامركيه اتبعت المبدأ القائل ( فرق تسد )لانها نجحت في تمزيق المجتمع العراقي الى فرق و طوائف و تجمعات متشدده بل عملت على تأمين السلاح لها بصوره مباشره او غير مباشره من خلال السماح لبعض الدول التي لها مصلحه في ابقاء العراق على ما هو عليه اليوم من الفوضى بدعم هذه المجاميع ذات التوجه الديني او المذهبي المتعصب بالسلاح .
و ايضا الوضع الاقتصادي الذي لم يشهد تغيرا او تحولا ملموس منذ عهد النظام السابق على الرغم من ان العراق هو اغني بلد عربي في المنطقه و من المفروض ان يكون له اقتصادا قويا و منظما و ان يكون متنوعا فالجميع يعلم ان العراق يعتمد بشكلا مباشر على ما يصدره من النفط الخام كأنه اعدم كافه عناصر الاقتصاد الاخرى كالزراعه و السياحه حتى اصبح المجتمع العراقي مجتمعا مستهلكا بأمتياز يعتمد على ما يأتيه من خارج الحدود فقط علما ان الولايات المتحده الامريكيه تستمد قوتها العسكريه من خلاله قوه اقتصادها !!!.
و ايضا علاقه العراق الخارجيه لم تكن هي الاخرى طبيعيه فلم تشهد الاستقرار مع اقرب الدول اليه (الدول العربيه ) فالعراق تاره يتهم بعض الدول العربيه بأنها متأمره عليه و تاره اخرى يدعوهم لحضور القمه العربيه في بغداد و مرةً يتهم بعضها الاخر بانها تدعم الارهاب في العراق و يقيم الدعاوى القضائيه ضد انظمتها و و بعدها يدعم الانظمه ذاتها و هو دليل على عدم وجود استراجيه معينه تسير عليها حكومه العراق ما بعد الاحتلال او ثوابت متفق عليها و لا يمكن النازل عنها لاي سببا كان .
و هناك امرا في غايه الاهميه الا و هو الاراضي العراقيه التي باتت مزارا لجميع القوى العسكريه القريبه و ابرزها الايرانيه و التركيه بل حتى الكويتيه فحتى بعد خروج القوات الامركيه المزيف من العراق لم تَسلم الاراضي العراقيه من الانتهاك و تعرضت و لاكثر من مره للاحتلال المباشر من قبل القوات العسكريه للدول المذكوره انفا تحت حجج و ذرائع مختلفه و امام انظار الحكومه و الساسه العراقيين دون ان يحركوا ساكنا.
و في النهايه نجد ان العراقيين حتى و ان كانوا قد حصلوا على الحريه و الديمقراطيه على الرغم من اني شخصيا اعتبر ان ما يجري في العراق لا يمت للحريه او الديمقراطيه بصله بل هي الفوضى بعينها الا ان ( العراقيين ) فقدوا الكثير من الامور المهمه ابرزها الامن و الاستقرار بل حتى البنى التحتيه التي لا يمكن لدوله بحجم العراق ان تكون بلا بنى تحيه و ايضا المؤسسات و مفاصل الدوله الحقيقيه اصبحت معدومه في العراق بعد الاحتلال.
ايها الساده بعد عقد من الاحتلال هذا هو العراق !!!!!
#محمد_فريق_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبنان..... و رياح الازمه السوريه
-
نحن نكتشف المواهب و لكن ؟؟؟!!!!!
-
العراقيين.... و عقده المظلوميه
-
الاحزاب الاسلاميه و منجزاتها في العراق !!!!!
-
من الربيع العربي الى الربيع الاسلامي!!!!!
المزيد.....
-
فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ
...
-
رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح
...
-
روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
-
رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو
...
-
وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|