أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - على الضفة المقابلة للكارثة














المزيد.....

على الضفة المقابلة للكارثة


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى العاشرة لتدمير مجتمع
عشر سنوات عجاف مرت.

الكل يتذكر اين كان، كيف كان رد فعله، وماذا عمل لوقف (او تشجيع) مذبحة امريكا الوشيكة.

عشر سنوات مضمخة برائحة الدم والبارود، ملطخة، كجدران العراق، بالدم. عشر سنوات استبدل فيها منظر مريع باخر اكثر فجاعة؛ فدائيي صدام حملة السواطير المكفنيين بجنود المارينز المدججين بالسلاح وقادة ميليشيات قطع الرؤوس. عشرة سنوات لا يرى فيها الناس غير تجار الموت يتحزمون بقنابل المسامير من اجل "وجبة عشاء مع النبي" ساحقين بطريقهم رؤوس اطفال وطلبة وعابري السبيل بكبسة زر. عشر سنوات يصحو الناس فيها على انفجار وينامون على انفجار، خطف، اغتيال، اعتقالات واكياس نايلون سوداء. عشر سنوات والمجتمع يترنح على شفير الجحيم بين السقوط الكلي في سعيره او السقوط في احضان وحوش الإسلام السياسي "لتنقذه". عشر سنوات والناس تصبح على دبابة أمريكية عمياء، وتمسي على مفخخات جيش دولة العراق الإسلامية ورعب سيارات الدفع الرباعي لميليشيا دولة "المستضعفين" ومرتزقة "الشيطان الاكبر" ابلاك ووترز.

عشر سنوات تنقل فيها الناس من انحطاط لانحطاط؛ من تدهور لاخر، من تراجع اجتماعي لاخر، من انحلال ثقافي ومعرفي لاخر، من هدم لمعلم انساني لاخر. لم تبق زاوية في العراق لم تشهد تصدعا ودمارا ولم يبق جدار لم يتشرب بدم طفل. عشر سنوات لم يفهم فيها جيل كامل من الشباب أي شيء عن أي شيء، كل الهراء والطلاسم وتمتمات الملالي، واوهام بالجنة والنار والصديد الخارج من البطون والحرام والحلال؛ شخوص اشبه بوحوش لوحة سيريالية تقطع بعضها اربا ببربرية لم ير مثلها من قبل، وعود بمستقبل "زاهر" تذوب حال تشكيل لجنة مكافحة فساد جديدة (الاحرى لجنة تغطية فساد جديدة)، شباب لم ير الا معممين وقادة ميليشيات اميين يحملون معاول حفر لخنادق الكراهية والانقسام الطائفي؛ شبان وشابات محاصرون بدوائر بؤس لا تنتهي، ونساء محبوسات بين ارتداء الحجاب او البرقع، بين حق الخروج من المطبخ او الهرولة بعباءتها لترى ان كان ابنها او بنتها بين الضحايا، امرأة تخير بين ان تضرب، تهان، او تقتل لغسل شرف الرجل الذي لا شرف له اصلا، وبين الإذلال الذي لا ينتهي، نساء محاصرت بين الترمل او ان تكون الزوجة الاخرى، وبين غياب كامل للحقوق، تلهب كرامتهن يوميا بسياط شيوخ الفتاوى وملالي التهديدات.

هل هذا كل شئ ؟ هل هذه هي كل الصورة؟ هل البؤس يلف كل شئ اذن ولا امل ؟. كلا حتما. فهناك على الضفة المقابلة لهذه الكارثة، تلوح فرصة كبرى. على الجانب الآخر من ضفة العصابات والقتل الجماعي، هناك امل بالخلاص ينبلج كالفجر. ليست هذه تصورات متفائلة لان.الفرصة مادية و حقيقية، ولكن لها شرط، وشرطها ان نقوم نحن باخراجها لحيز الوجود، نحن القادرون على هذه المهمة. في الضفة المقابلة لكارثة أمريكا؛ بمجازر ودمار جيشها ونهبها وحلفاءها، تقبع هذه الفرصة العظيمة لمجتمع يتعطش للامان وللحرية وللحداثة وللحقوق، للعلمانية والمواطنة والمساواة، للابداع ، ولتخليص مواطنيه من الوهن والخوف، من الخرافة والنظرة الدونية لانسانيتهم، لتحريرانسانيتهم بكسرالاغلال وتحطيم الاصفاد، للتمتع بحرية دون شروط، دون مراحل، دون تجزئة او ارجاء.

----------------------------

سيقال: مجتمع انساني في العراق؟، هل هذا معقول؟ انت حتما تحلم. واقول ليس ذلك فقط معقول بل انها مسألة حياة او موت؛ كالماء النظيف الذي تناضل لتسقيه لابناءك وبناتك والهواء النقي الذي نجهد لتنشقه. الا ان هذه الفرصة لن تتحقق وهم جاثمين على صدور الجماهير بانفاسهم العبقة بكراهية البشر. علينا ازاحتهم. ان الفرصة التي تسنح اليوم بعد عشرة سنوات من الدمار لن تتوفر الا اذا اوجدنا لها شرط البروز نحن، الاشتراكيون، النساء، العمال، الكادحون، العلمانيون، اليساريون، العلمانيون وكل محبي الانسانية. ليس علينا استغلال هذه الفرصة فحسب فذلك لم يعد كافيا: علينا اليوم جرها جرا، واعلانها بديلا انسانيا عن كارثتهم. علينا خلق هذه الفرصة.

هذه مهمتنا - مهمة الجماهير العريضة وكل قواها الانسانية الحية في العراق.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا شئ على ما يرام!، جردة حساب لاوضاع النساء في العالم للعام ...
- لِمَ تدعي الحكومة ان التظاهرات طائفية ؟
- لتتوسع دائرة مطالب الاحتجاجات ورقعتها لكل العراق
- اطلقوا سراحهم الان ! الى جميع النقابات العمالية ومنظمات حقوق ...
- هل لديكم مقدسات اخرى لتكمموا افواهنا بها؟!
- سيكولار، حاجة الى الحرية !
- شبح ثورة جماهير سوريا يحوم فوق رؤوس ساسة البرجوازية العراقية ...
- فقدان الجمهورية الاسلامية لنفوذها سيسدل الستار على كل حركة ا ...
- المارد الجماهيري واسلاميو الكاميرات
- مسرحية وجمهور
- البرجوازية وآفاق ثورتها المضادة
- اليسار العمالي؛ السلطة السياسية ومستلزمات العمل المشترك
- الارض واحدة، والانسان واحد
- ديمقراطية ال 1 %
- حول نفوذ منصور حكمت على الشيوعية والشيوعيين في العراق
- يغرقون المجتمع بالدم والحرمان والتخلف ثم يعقدون مؤتمرات ”وطن ...
- التعددية الثقافية والمسوجني *
- حكومة علمانية لا شراكة طائفية
- رسالة الى مصر 8
- رسالة الى مصر 7


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - على الضفة المقابلة للكارثة