أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فوزي بن يونس بن حديد - أمي... قرة عيني














المزيد.....

أمي... قرة عيني


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 19:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الأم ... قرة عيني
فوزي بن يونس بن حديد
[email protected]
ما أعظم هذه الكلمة حينما ترنّ في أذني، ما أجمل أن أظلّ بجوار أمي، ما أحلى أيام عمري وهي تنتظرني بفارغ الصبر عندما أخرج من البيت، وما أعظم قلب الأم المشفقة الرحيمة على فلذات أكبادها، يعاف الغمض جفناها ولا تشعر براحة إلا بعدما تراني وتطمئن على حالي، إن تألمتُ تألمت، وإن ظُلمت دافعت، وإن جعتُ سارعت لإطعامي، وإن شعرتُ ببرد دثّرتني، وإن شعرت أنني أتوجع حاولت تخفيف مصابي، هذه هي الأم التي عانت آلام الحمل والمخاض والولادة والسهر في الليل من أجل راحتي.
الأم كلمة عظيمة، ترفرف في قلبي، تذكّرني بتعبها وشقائها، تذكّرني أنها لا يهدأ لها بال إلا بعد أن تجدني سعيدا، تبتسم في وجهي كلما رأتني، تسألني عندما تجدني في حيرة من أمري، تمسح عني كل تعب وشقاء، تعلّمني كيف أحترمها وأقدرها وأقبّل رأسها وأنحني لها إجلالا، وأخفض لها جناحي برّا بها كما أمر ربي، علمتني أن الحياة بدونها ظلام، وأن حزنها أو غضبها علي حرام، وأن رضاها هو المبتغى التمام.
كيف لا أطأطئ الرأس لها احتراما وتقديرا، وهي التي عانت طوال عمري حتى ربّتني وصيّرتني رجلا أفقه معنى الحياة، خدمتني طوال عمري فكيف لا أخدمها ما تبقى من عمرها، آثرتني على نفسها في مأكل أو ملبس أو مشرب فكيف أكون أنانيا ولا أحميها، تحمّلت كل أنواع الأذى من أجل أن أصبح عضوا فاعلا في المجتمع حتى إذا اشتد عودي أرميها، كيف أفعل ذلك وهي الحضن الدافئ والحنان الدافق والعطف اللامحدود؟ هي تحتفل بي كل يوم وأكبر في عينيها وتبتسم في وجهي وتفتخر بي وأنا أخصّص لها يوما لأتذكرها هل يستوي ذلك أيها العقلاء؟
أمّي هي ركني الركين وهي الأساس المتين وهي الأصل الدفين، مهما فعلت ومهما قدمت فلن أستطيع أن أردّ لها الجميل، جعل الله عز وجل رضاها شرطا لرضا رب العالمين، ولن تفتح أمامك أبواب الخير إلا برضاها، واحذر غضبها فإن غضب الأمّ يورث النار والعياذ بالله لأن الجنة تحت قدميها، هذه هي وصية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي حث الأبناء على برّ أمهاتهم وطاعتهن فلا طاعة لله إلا بطاعة الوالدين ولا طاعة للوالدين في معصية الخالق.
ما يجري اليوم في بلادنا، أحوال وأحوال، انظر إلى الأمهات يصرخن وينتحبن لأن أولادهن رموهن في عيادات للمسنين، وبعضهم آثر زوجته على أمّه فأصبحت الأم تندب حظها وتكتم غيظها وتدعو ربها أن يهدي ابنها، بل إن بعضهم فعل بأبويه أكثر من ذلك ألا يستحي؟ ألا يظن أولئك أنهم منبوذون وأنهم من أبنائهم سيتضررون؟ فما فعلته في أمّك يفعله فيك ابنك، والحلقة تدور فلا تغرنك الحياة الدنيا ولا تغرنك بالله الغرور، واعلم أنك كما تدين تدان.
الأم هي التي تحمل وتنجب وترضع وتربّي وتسهر وترتعد فرائصها حينما تغيب عنها، تتمنى أن لا تفارقك لأنك جزء منها، وأنت تنساها في لحظة من الزمن، تنساها عندما تكبر ويشتد عودك، وتتزوج وتنجب أبناء، تنساها لأنك مشغول عنها بملذاتك وشهواتك، بعملك ومرحك، تنساها لأنها كبرت ولم تستطع أن تقوى على الحياة بمفردها، تحتاج إلى مساعدة، تنظر يمينا وشمالا فلا تجد أحدا، تسبّح لربها وتذكره، وتتذكر سنين عمرها وهي التي تحملت المعاناة والألم من أجلك، واليوم تجعل لها يوما واحدا تأتي إليها وتقبل رأسها في تمثيلية مبهمة ومخزية إلى حد كبير، إنها أمك، إنها أصلك فهي التي كانت سببا في وجودك وتحملت وزنك في بطنها، هكذا أصبحت الأم عندنا نرميها في ديار المسنين ولا نبالي بحياتها، من يفعل ذلك لا يعرف قيمتها ولا قيمة الحياة بقربها.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمي .. قرة عيني
- في رحاب الفكر
- وقاحة جنسية
- البراءة تتألم
- قد شغفها حبّا
- وكشفت عن ساقيها
- لغة القتل تتواصل
- ثقافة التغريب
- قصتي مع ذبابة
- ماذا لو تنحى بشار الأسد
- معركة الاستمتاع
- رسالة من السماء
- هل تتم المصالحة الفلسطينية؟
- الكويتيات متبرجات
- ماذا حققت المرأة التونسية بعد الثورة
- أزلام الإعلام يتحدثون
- البحث عن السعادة
- هل المرأة تفكّر؟
- طه حسين صناعة غربية
- هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فوزي بن يونس بن حديد - أمي... قرة عيني