أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف سعدالله الناصري - حكاية رجل مظلوم














المزيد.....

حكاية رجل مظلوم


سيف سعدالله الناصري
(Saif Nassrei)


الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كان أبي (( رحمة الله )) يعمل في مضى في أحد أجهزة الدولة العراقية في النظام السابق وبالتحديد في ثمانيات القرن الماضي , وأثناء حدوث الحرب الأيرانية العراقية أنذاك ذهب الى جبهات القتال على الحدود العراقية الأيرانية , في خط التماس مع القوات الأيرانية ...
وكلنا نعرف ماذا تعني جبهات القتال أنذاك في ذالك الوقت , في عام 1989 تفاجئ أبي بقرار أحالته الى التقاعد لسبب تافة جداً وهو أن السلطات الحاكمة وبالتحديد رئيس المؤسسة التي يعمل بها أبي قد أكتشف أنهُ متزوج من أمراة كردية القومية (( وهي والدتي )) عراقية الجنسية !!! وكان هذا تكريم لأبي من السلطات الحاكمة لما قدمه لوطنة العراق العزيز , منذو ذالك الوقت وأبي يعمل كادحاً للقمة العيش وهو يتقاضى مرتب تقاعدي لا يتجاوز ال 5 دولار كل شهر في ظل حصار جائر فرض على العراق
من قبل مجلس الأمن لمجرد حماقات أرتكبها أناس غيرنا ...
في عام 2003 وأحتلال بغداد من قبل القوات الأمريكية وأسقاط النظام السابق , أستبشر الجميع بخير وأن العراق متجهة نحو عراق متطور يمضي على خطى دول الخليج لكننا تفاجئنا بعراق متراجع الف مرة عن ما مضى , عراق دموي ذوي صراع سياسي بحت ضحاياه الشعب العراقي , ويحتوي على أكثر من 30 % من شعبة يعيشون على خط الفقر وأغلبهم من الفئة المتقاعدة التي خدمت البلد أكثر من 20 عاماً في جميع المجالات ..

في ظل تصاعد الصراع السياسي في الدولة العراقية الحالية وتصاعد ميزانية العراق لتصل 120 مليار دولار والتي أصبحت تضاهي اكثر من 4 دول عربية ميزانيتاً , والرجل المتقاعد (( أمرأة أو رجل )) يتقاضى 400 الف دينار عراقي أي ما يعادل 250 دولار أمريكي كل شهرين ؟ لا تكفي للمعيشة العراقية التي يعيشها كل فرد متقاعد خصوصاً ان اغلب الشعب العراقي يعيش تحت سقف (( الأيجار ))

في عام 2006 أقر البرلمان زيادة للفئة المتقاعدة بفرض مستحقات لهم ولكن للأسف ان هذا القانون لم يطبق الى الأن مما جعل خط الفقر يتزايد في العراق لأن أغلب المتقاعدين يعيشون على الراتب التقاعدي الذي كان وما زال لا يوفر لهم او يلبي كدر المعيشة القاسية في العراق و مما جعل خط الفقر يرتفع يوماً بعد يوم
في زماننا هذا وقد قلناها مسبقاً عجائب وغرائب كثيرة فالمفارقة اللوجستية التي يكاد المرء منها يصاب بداء دعونا نطلق علية (( الضحك بحسرة ))
أن من خدم العراق اكثر من 20 سنة على صعيد جميع المجالات يتقاضى 200 الف دينار عراقي والمتقاعد من أعضاء البرلمان يتقاضى مرتبة التقاعدي بالاف الدولارات وهو لم يخدم العراق لا على الصعيد الخدمي ولا من كثرة سنوات الخدمة فكلنا يعرف ان زمن خدمته لا يزيد عن ال 5 سنوات حسب دورة كل برلماني قد عمل في البرلمان العراقي .
أن أكثر الاشخاص ظلماً في عراقنا الحبيب هم المتقاعدين فهم قد يكونوا مهمشين أكثر من اي أنا اخريين كالذين يدعون التهميش وهم يرقدون في اقاليهم معززين مكرمين لا اعرف لماذا ان من خدم العراق يعامل هكذا لربما لأنهم لا يستطيعون الأن عمل اي شيء ضد أي نظام حاكم باعتبار أن اعمارهم كبيرة هذا قد يكون في رأي نظام حاكم يتصور هذا الشيء , لكن هم لم يدركوا أن اشد غضباً على أكل حقه هو الانسان الجائع (( معذرة فهم ليسوا بجياع ككلمة غير لائقة وانما هم بأمس الحاجة الى لقمة العيش المستحقة لهم والواجبة والمفروضة من الدولة لهم لان هولاء الاشخاص هم من خدموا العراق في جميع الأصعدة كما قلنا سابقاً أعلاه ) فمن العيب على حكومتنا وبرلماننا الموقر أن لا يلتفت لهم ولو بفتفوتة من بحار النفط التي يعيش عليها عراقنا العظيم , وكفى سلباً بارواحهم فقد طفح الكيل جداً
ولا اعتقد أن يوماً من الأيام سوف يختلط الزيت بالماء بالطبع ويقارن شخص ضحى طول عشرات السنين لخدمة العراق مع أناس الأن يتحكمون بنا ويتقاضون الاف الدولارات ؟ قد سلبوا وتاجروا بدمائنا وأمتصوا ذاك الدم الطاهر للانسان العراقي البسيط .



#سيف_سعدالله_الناصري (هاشتاغ)       Saif_Nassrei#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف سعدالله الناصري - حكاية رجل مظلوم