|
الفساد المنتج
حسن مشكور
الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 22:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الفساد مرض متوطن في كل شعوب الارض يمتد من امريكا الى الفاو ومن الارجنتين الى الصين ومن موسكو الى كشمير ومن الفاتيكان الى مكة مرورا بالقدس " الشريف " ومن منظمة التحرير الفلسطينة الى المؤتمر الافريقي ومن كاراكس الى غينا بيساوا ومن مصر الى قندهار مرورا بطهران. تتجلى ظاهرة الفساد وبشكل واضح في الانظمة الدكتاتورية والانظمة التسلطية وكانت مجموعة مايسمى بالدول الاشتراكية تحتل المرتبة الاولى فروسيا الحالية تحتل المرتبة الثالثة في تزوير الانتخابات بعد سوريا والباكستان ورومنيا الاشتراكية كانت تحتل المرتبة الاولى في تزوير الوثائق الدراسية. اللعبة بين ديمتري ميدييف وبين فلاديمير بوتن مرة رئيس ومرة رئيس وزراء هوفساد وهناك محاولة لجعل الرئاسة ست سنوات وهذا يعني ان بوتن سيصبح رئيس لفترة اثنا عشر عاما ولفترتيين متلاحقتين وهي اطول فترة في حكم روسيا منذعهد ستالين والفساد ليس في تزوير الانتخابات فقط وانما كذلك محاولة الثراء من سرقة المال العا م وهذا ينطبق على الطبقة الحاكمة في العراق وانظروا الى قرار رئيس المحكمة الدستورية مدحت المحمود بالغاء القانون الخاص بتخفيض رواتب ومخصصات الرئاسات الثلاث بكون القانون يتعارض مع الدستور ولا ادري لماذا الان ولاسيما ان القانون صدر من فترة ليست بالقصيرة لماذا لم تدحضه محكمة المحمود حينها هذا هو الفساد وضمن صيغ تفسيرات المحمود الديمقراطية !! الانظمة التسلطية من الناحيةالشكلية تاتي الى الحكم وفق نظام انتخابي يضمن فوزها بكونها تسخر المال العام لشراء الذمم وبه تضع المحكمة الدستورية تحت تصرفها واعتقد الصورة واضحة في العراق وهي محاولة المالكي بضم الموسسة العسكرية والشرطة والبنك المركزي والهيئات المستقلة الاخرى والتي اوجد المحمود مخرجا قانوني لتكون تحت سيطرة السلطة التنفيذية واخطر الامور هي عندما يكون القضاء فاسدا وفاقدا لااسقلاليته ولكم بتفسير مدحت المحمود لمواد الدستور وهذا يمكن تسميته تخريب الديمقراطية بالديمقراطية وهذا هو قمة الفساد ولا غرابة في الانتخابات القادمة من ان يستعين المالكي بكونه وزير الداخلية والدفاع ومسوؤل عن الاجهزة الامنية من ان يسخر كل هذه الموسسات لخدمة فوز حزبه في الانتخابات القادمة كما فعل حبيب العدلي وزير داخلية مصر في عهد مبارك .
في روسيا عندما حاولوا فتح طريق سريع يربط موسكو وسان بيتربيرغ والذي يمر عبر غابات منطقة " كاهمك" والذي يتطلب قلع الغابات علما هناك بدائل ولكن بوتن وقع قرار بتحويل هذه المنطقة الى مشاريع اقتصادية وساهم في دعم المشروع هذا وزير البيئة ورئيس بلدية المنطقة , هذا المشروع ممول من قبل بنك الاستثمار الاوربي لم تعلن نسبة الفوائد المتربة على هذا التمويل ولكن المجموعة الروسية لمحاربة الفساد كشفت ان تكلفة كيلوامتر واحد تصل الى 237 مليون دولار وليس روبل علما ان نفس المسافة وبنفس المواصفات تصل القيمة الى اقل من ستة ملايين دولار في امريكا تصوروا كم هو حجم الفساد وبمساهمة الحكومة !! اذا لماذا الغرابة في صفقة السلاح الروسي التي عقدها العراق مع روسيا والتي فيها جرى منح " رشوة " لكلا طرفي الاتفاق عمليا المبالغ التي كان من المفروض ان يستلمها الطرف العراقي هي فى الواقع اموال عراقية جرى اضافتها على الاسعار الحقيقة للقطع التي اراد العراق شرائها .
الفساد نظرا لا اتساع امتداده وضخامة الاموال التي يجري التحايل عليها فلهذا الاخطبوط قضاة ومحامون وبنوك ورؤساء دول وعسكر وفرق موت تقوم بتصفية من يحاول ان يقتحم حصون " مملكة الفساد " وكذلك اطباء بمختلف الاختصاص واهمها تغيير ملامح الوجه كما فعل وزير الدفاع العراقي السابق عبد القادر العبيدي الهارب من وجه العدالة باجراء تغيير على ملامح وجهه حسب مانشرته وسائل الاعلام والتي فيها قبح الوزير وجهه وليس " عمليات تجميل " . في هذا الشان دفع الكثيرين من الاعلاميين والصحفيين حياتهم عندما قاموا بفضح ملفات الفساد وجاءت روسيا بالمرتبة الثالثة في عدد الصحفيين والاعلاميين الذين جرى تصفيتهم بعد العراق والفلبين . الفساد المنتج هو التعبير لاظهار الدلالة عن الحالةالتي عليها العراق وهي ان هناك اموال تصرف لمشاريع لاتنفذ على عكس مانراه في دول اخرى على سبيل المثال في مقاطعة " كوبيك " الكندية كانت معظم مشاريع الجسور والطرق وكذلك مشاريع البناء تحال الى عدد محدد من الشركات وبعلم المجلس البلدي ورئيسه ولفترة امتدت لااكثر من عقدين من الزمن ولكن الشركات المنفذه قامت بانجاز المشاريع وفق المواصفا ت والفترة الزمنية و كذلك المواصفاة الخاصة بالصيانة والضمان هذا يشمل الكثير من شركات البناء في نيو يورك كذلك وهذا مايمكن ان نسميه الفساد المنتج. وصحيح ان هذه الشركات تحصل على العقود بطرق غير شرعية كالرشوة او غيرها ولكن لنقرأ ماقالة احد مدراء الشركات التي اتهمت بالفساد " قال ان كل المشاريع نفذت وبانتاجية عالية ومطابقة للمواصفات المطلوبة والمحدده ضمن قوانين البناء اضافة الى ان جميع العاملين في المشروع اضافة الى المقاولين الثانويين حصلوا على اجورهم كاملة اضافة الى الشركة دفعت حصتها الضريبية وكذلك مبالغ الضمان الصحي وحوادث العمل لكل العاملين ووفق القانون"
في الدول المتقدمة الذي يحد من الفساد هو قوة القانون وكذلك وعي الناس وكذلك الاعلام . حيث ان القانون يسمح للطرف الذي يتضرر من جراء تحطم جسر او انهيار بناية او انخساف في شارع بان يقيم دعوة قضائية تصل فيها متطلبات التعويض الى ملايين من الدولارات وهذا ما تخشاه الشركات المنفذة ولذا تحرص كل الحرص على تنفيذ المشاريع وفيه الضمانات لعشرا ت السنيين ولكن في مصر كم بناية انهارت على راس ساكنيها ودفن الفساد في هذه المشاريع مع الضحايا في قبورهم .
في العراق نجد ظاهرة الفساد الذي يمكن نسميه بالفساد الغير منتج ظاهرة مدمرة بكون اللجان الخاصة بالمراقبة والنزاهة لاتوجد لها لها حصانة وتستطيع " مافيات الفساد " المتغلغة في كل مفاصل الحكومة من شراء مسؤول وخاصة اولئك المعينين لانتماءتهم الحزبية والطائفية وليس لكفاءتهم وممن جاءوا من حياة العدم فلقد اغرتهم " الوان الدولار". وانظروا الى حال العاصمة ولمبالغ التي صرفت هل هناك ثمة شئ يستحق الذكر وكذلك الحال في المحافظات واخطر ملفات الفساد هو الامر المتعلق بحياة وامن المواطن عندما يقال صرفت المليارات على الاجهزة الامنية ولكن بدون انتاج فقوى الارهاب والجريمة تستطيع ان تضرب متى تشاء وفي ائ مكان ناهيك على مصائب وزارة التجارة والصحة والنفط ومشاريع الكهرباء والماء يتبع /
اذار / 2013
#حسن_مشكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علي الاديب وجامعة -الهداية القسربة-
-
جمعة وراء جمعة والعراق نخربه
-
الصلاة الموحدة لفرسان الطائفية المقدسة 2-2
-
الصلاة الموحدة لفرسان الطائفية المقدسة
-
حكومة المالكي دكان لبيع النفط 2-2
-
المخرج الوردي ام المخرج الرمادي
-
تعالوا نرجم مجلس محافظة الكوت
-
14 تموز- هموم مؤجلة
-
سيادة العراق.....النظرة المبتورة....
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|