أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - العائد من الموت














المزيد.....

العائد من الموت


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 19:26
المحور: كتابات ساخرة
    


مُش بس الفنانة (صباح) يخاف الموت منها,بل كثيرٌ من الناس الذين يخاف الموتُ منهم بدليل أن بعض الناس من خلال الحوادث المرورية يرون الموت بأعينهم عدة مرات ومن ثم يهزمونه والنجمة صباح هزمت الموت أكثر من عشرين مرة...نحن نسمع عنها بين كل وقتٍ وحين بأنها ماتت لتظهر بعد ذلك على إحدى الفضائيات وهي تُكذبُ بتلك الإشاعة,لا,ليست صباح وحدها من كسرت الرقم القياسي وتعدته بعدد ميتاتها وإعادة بعثها للحياة من جديد مثل الإله(تموز-دموزي) بل هنالك كثيرٌ من الناس الذين نسمع عنهم مثل تلك الأخبارحيث يموتون بالصيف وبالشتاء يبعثون من جديد وهنالك من نسمع عنهم بأنهم ماتوا في الشتاء وفي فصل الصيف رأيناهم في الطرقات,وهنالك أمور عكسية تحدث بشكلٍ عكسي حيث أننا مثلا نسمع عن بعض الناس بأنهم أحياء علما أنهم أموات ونحن لا ندري عنهم أي شيء,وقد صادفت في حياتي كثيرا من الناس الذين سألتهم عن ذويهم فأخبروني بأنهم ماتوا من زمان وبذلك أكون قد فوجئت مفاجأة مدهشة,ولكن الأجمل من كل ذلك أن يعود الميت من موته لتلتقي به في الشارع وتسلم عليه وتصافحه وجها لوجه ويدا بيد.

وصدقوني هنالك رجلٌ في قريتنا سمعتُ عنه أكثر من مرة بأنه قد مات,وفي إحدى المرات كنتُ متأكدا من موته ولكن باءت كل تلك الأخبار بالفشل وتبين لي بعد فترة بأنه كان مسافرا إلى الخارج,وحتى هذا الخبر تبين أنه مجرد إشاعة وبأنه ما زال في الأردن على قيد الحياة ويعيش في إحدى القرى المجاورة لنا.

والتقيت اليوم بهذا الرجل وكنت أظن بأنه قد مات فعلا وقد مضى على موته خمس سنوات,وفي الحقيقة أصبت بمفاجأة كبيرة جدا لكوني قد وجدته على قيد الحياة وحيا يرزق: الهواء والماء والطعام والدواء وراتب تقاعدي من الضمان الاجتماعي وفاتورة كهرباء يدفعها في آخر كل شهر, وكانت هذه الإشاعة قبل 5 سنوات وفي كل مرة يتضح لي بأن الخبر ليس حقيقيا..وقلت له:

-كل ما أعرفه عنك بأنك كنت ميتا فكيف عدت إلى الحياة؟.

فسألني باستغراب:

-هل أنت متأكد من كلامك؟.

-بصراحة؟...لستُ متأكدا تماما وخصوصا زيجاتك الكثيرة التي أسمع عنها فأحيانا أسمع عنك بأنك ميت وأحيانا أسمع عنك بأنك طلقت زوجتك وتزوجت بامرأة من جيل بناتك.


-يا رجل لماذا تطلق الناس عني مثل تلك الإشاعات؟.

فقلت له:

-في معظم الأحيان لا يكون الخبر مجرد إشاعةٍ فقط لا غير,وإنما خبرا مؤكدا...طبعا أنا متأكد من كلامي زد على ذلك أنني مشيت في جنازتك عدة مرات ..وفي بعضها صليتُ عليك أربع تكبيرات,وكنتُ يومها محرجٌ جدا من هذا الموقف...فكيف عدت إلى الحياة!! لم أعلم قبل هذا اليوم بأن الأموات يبعثون من جديد!! إلا أنت والفنانة صباح,بل أنك فقت النجمة صباح في عدد الإشاعات التي أُطلقت عليك وفي عدد الميتات التي (متها) فإن كانت صباح قد ماتت عشرين مرة فإنك أنت قد مت 100مرة ومره ..وأنت تشترك مع الفنانة صباح بهذه الميزة بحيث تموتون في كل سنة وتعودون إلى الحياة من جديد..أنت يا صديقي فعلا مثل الفنانة(صباح) فمنذ أكثر من عشرين عامٍ وأنا أسمع عنها إشاعات بأنها ماتت وفي كل مرة يظهر لي بأن خبر موتها ما كان إلا مجرد إشاعة كاذبة تروج لها بعض الصحف على أغلفتها الخارجية وبالألوان من أجل زيادة حجم المبيعات والشهرة.


فضحك وقال:

-أنا مثل الفنانة صباح؟.

-طبعا من هذه الناحية مثلها ولكن ينقصك شيئا واحدا لتصبح مثلها 100%.

-وما هو هذا الشيء؟.

-ينقصك بعض عمليات التجميل وشد البشرة وشفط الدهون ليصبح مكان صرتك بمكان أُذنيك...ونهداك الذكريان بمكان( صرتك).

حتى أنني اليوم لا أصدق أي خبر عنكَ وعن الفنانة صباح بأنها ماتت,وزد على ذلك بأنني لا أصدق عنها بأنها على قيد الحياة,وإن سمعتُ عنها بأنها ماتت لا أصدق هذا أبدا وإن قيل لي بأنها على قيد الحياة لا أصدق هذا مطلقا,وأنت مثل صباح الفنانة العريقة في القدم,فقد سمعتُ عنك بأنك مت وشاركتُ في تشييع جنازتك وحزنتُ عليك كثيرا وبعد ذلك تبين لي بأن الخبر من أوله لآخره مكذوب جدا وليس حقيقيا,فضحك كثيرا وظن بأنني أمزح معه,ثم قال:
- متى سمعتَ بأنني ميت؟ومتى سمعتَ بأنني حيٌ أرزق الماء والهواء والكهرباء كما تزعم؟ الذين شاركت في حفلات موتهم هم من أقربائي ويتشابهون معي بالأسماء..وأنا كما تراني حيا يُرزق الماء والخبز والتبغ.

-كثيرا..كثيرا..,علما بأنني متأكد تماما بأنك قد مُتَ منذ منذُ زمنٍ بعيد جدا جدا...وبصراحة أنا قرفت جدا من سماع خبر موتك لدرجة أنني لا أطيق الحديث عنك ولا بأي شيء ولا أصدق بأنك حي ولا أصدق أيضا بأنك ميت.وأحيانا يقال لي بأنك مسافر إلى مكانٍ بعيد وأحيانا أسمع عنك بأنك تزوجت من عجوز أمريكية وحصلت منها على الجنسية بالإضافة إلى رصيد كبير من المال الذي كانت تدخره في البنك.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي تغير,أنا أم الناس؟
- مكان أمي
- زبائن المكتبات والمؤسسات الثقافية
- المترددون والمتأكدون
- نحن أبناء الشرير والحرام
- سلوكيات غير منطقية
- سلامٌ عليك
- التسامح أفضل من العدالة
- الغشاشون
- عدونا هو ثاني أكسيد الكربون
- الأشرار جدودنا
- خطبة جمعة متناقضة
- اثنان يخافون من النائم:اللص والحاكم
- أشهر جملة العالم
- لماذا لا يسمي الغرب أبناءهم على أسمائنا كعرب مسلمين؟
- صورتي2
- عاري
- أنا إنسان فاشل
- إبرة مخدر
- هذه هي حياتنا


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - العائد من الموت