|
هل هناك امكانية لإصلاح الإسلام وكيف؟
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 14:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في رد على مقالي: الغرب محتل من الإسلاميين وعميل لهم http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=350717 سألني الأخ يسري البدري: يا استاذ سامى .... كلامك صحيح الى حد بعيد. بس انت ليه ضد فكره الدين من اساسها .. ليه مش ممكن يكون الاسلام مثله مثل باقي الديانات السماوية اليهودية والمسيحية .. يعني رسالة سماوية غيرها البشر على مر العصور وفقط تحتاج للإصلاح؟
وهذا هو جوابي: ----------- أخي يسري سؤالك في محله ولك الحق في الجواب وسوف آخذ كلامك نقطة نقطة.
انت تقول: كلامك صحيح الى حد بعيد سامي: كلام جميل ومقدمة مطمئنة. يعني موش كل اللي أحكيه غلط. فهناك اذن نقاط التقاء بيننا.
انت تقول: بس أنت ليه ضد فكره الدين من اساسها؟ سامي: لا اعرف كيف توصلت إلى هذه النتيجة. انا شخص متدين وكنت سابقا اريد ان اصبح رجل دين كاثوليكي وقد درست فعلا في مدرسة لمدة اربع سنين لهذا الغرض في بيت جالا في فلسطين. ولكن الآباء المشرفين على المدرسة قرروا طردي منها لأسباب لا اعرفها. كل ما هنالك أنهم اعطوني رسالة لكي اسلمها لخوري الرعية في قريتي عندما كنت ذاهبا للعطلة السنوية عند اهلي. وفتحت الرسالة لأقرأها فوجدت فيها ما يلي: "هذا الولد غير طبيعي، خلوه عندكم في القرية". وعلى كل، انا اعتبر نفسي مسيحي ومتدين ولكن على طريقتي الخاصة. وقد شرحت فكري الديني في عدة مقالات في هذا الحوار يمكنك الرجوع لها. أنظر مثلا http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=328279 ولا اخفي عليك بأني بصدد خلق دين جديد ويمكنك قراءة نقاطه الرئيسية في هذا المقال: دين جديد وكتاب مقدس جديد http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=343866
انت تقول: ليه مش ممكن يكون الاسلام مثله مثل باقي الديانات السماوية اليهودية والمسيحية؟ سامي: دعني اتوقف هنا عند كلمة "سماوية". لا يوجد شيء يسمى دين سماوي أو كتاب سماوي. كل دين وكل كتاب مقدس (مكدس) هو منتوج بشري. والأنبياء ذاتهم بشر مثلي مثلك. وفي كل دين، وفي كل كتاب مقدس، وعند كل نبي يمكن ان تجد الغث والسمين، كما هو الأمر في كل ما هو بشري. واظنك تتفق معي في ذلك كما يرشح من جملتك الأخيرة في ردك والتي سوف اجيب عليها.
انت تقول شارحا: بأن الديانات الأخرى تم تغييرها على مر العصور، ونفس الأمر يمكن ان ينطبق على الإسلام الذي يحتاج للإصلاح. سامي: إذن انت تعترف ان الديانات (السماوية) الأخرى تم تغييرها عبر العصور وإن الإسلام يحتاج إلى اصلاح. اذن هناك عيوب في الإسلام كما في غيره من الديانات. ما هي تلك العيوب؟ وكيف يمكن ان نصلحها؟ انت لم تفصح عن تلك العيوب ولا كيف تم اصلاح الديانات الأخرى، ربما لأنك تعتبر أني اعرف الإجابة على هاتين النقطتين. فدعني احاول عرض ما اعرفه مع رجاء التصحيح أو الإضافة لإغناء الحوار والاستفادة المتبادلة.
عيوب الديانات الأخرى بما فيها الإسلام -------------------------- كل ديانة تتضمن أساطير مخالفة للعقل (وتلك الأساطير تجدها في كل الثقافات بدائية كانت أو متقدمة، قديمة أو حديثة) كما تتضمن نظم اجتماعية وضعها واضعوها لتنظيم العلاقة بين الله أو غيره من القوى خارج الطبيعة (سمها كما تريد) والعلاقة بين البشر. وفي تلك النظم ايجابيات (مثل منع الفوضى والحفاظ على السلام الاجتماعي) كما فيها سلبيات مثل قهر القوي للضعيف واعطي هنا أمثلة آمل أن نتفق عليها:
- قهر الأطفال: ومن هنا تنتج جريمة الختان التي يروح ضحيتها سنويا ملايين الأطفال الأبرياء، كما ينتج الزواج المبكر مع الفتيات. ولعلمك تموت كل اسبوع طفلتان في اليمن بسبب مثل هذا الزواج الذي مارسه نبي الإسلام مع عائشة في عمر ستة سنين. - قهر النساء وفرض سيطرة الرجال عليهن: ومن هنا جاء نظام تعدد الزوجات وختان النساء ووضع النساء في أكياس قمامة وأقصائهن من التعليم والوظائف الدينية والعامة قهر من لا يدين بدين الغالب: ومن هنا جاء كسر تماثيل الآلهة وفرض الجزية والسماح للمسلم بالزواج من غير المسلمة ومنع غير المسلم من الزواج من المسلمة، والحرمان من حرية الاعتقاد والتعبير عن معتقد ما وتغييره (ومن هنا جاء حد الردة الذي يسن عليه القانون الجزائي العربي الموحد الصادر عن مجلس وزراء العدل العرب عام 1996. انظره هنا http://www.carjj.org/node/237 - وحشية العقوبات: لا يخفى عليك ما تفنن في اختراعه البشر لمثل تلك العقوبات. وفيما يخص الإسلام هناك قطع يد السارق، ورجم الزاني، والقصاص (العين بالعين والخصوة بالخصوة) وهو ما تضمنه قانون مجلس وزراء العدل العرب المذكور. - قهر الفكر الحر واستعمال العقل: ومن هنا جاء حرق كتب العلماء واضطهادهم، واضطهاد أهل الفن والشعراء والمفكرين. وسابقا تم حرق كتب ابن رشد، ومؤخرا تم سجن شاعر قطري بسبب قصيدة، وسجن المفكر السعودي تركي الحمد بسبب بعض تغريداته. - قهر المغلوب: ومن هنا جاء، بالإضافة لما سبق، نظام العبيد وسبي نساء العدو وأسواق النخاسة. فبعد احتلال تونس تم نزع آلاف الأطفال من اهلهم وبيعهم كعبيد في أسواق دمشق عاصمة الخلافة الأموية.
كل هذه العيوب التي تواجدت في كل الديانات على درجات مختلفة تم تغييرها أو ما زالت البشرية تجاهد لتغييرها. وهذا مطلوب من الإسلام تغييره أو تم تغييره. فقد حذف نظام الرق كما ان بعض الدول لم تعد ترجم... ولكن ما زال هناك من يطالب بذلك.
صعوبة اصلاح الإسلام ---------------- إن اردنا إصلاح عيوب الإسلام التي ذكرنا بعضها يجب قلب الشريعة الإسلامية رأسا على عقب. وانت تعرف الصعوبات التي تجدها الدول العربية والإسلامية للتغلب على تلك العيوب. وسبب هذه الصعوبات هو الاعتقاد بأن تلك النظم من وضع الله (ومنصوص عليها في القرآن والسنة) وأن نظمه تفوق النظم البشرية... فلا داع لتغيير النظم الإسلامية. أي انهم ينكرون وجود عيوب، وما تم تغييره يجب العودة له. فهناك من يطالب بالرجوع لنظام الرق والسبي وملك اليمين وفرض الجزية وهدم الأهرامات وابو الهول كما تم تدمير تماثيل بوذا في أفغانستان وابو العلاء المعري في سوريا وطه حسين في مصر. وهناك من يريد فرض عقوبة الرجم وقتل المرتد وقطع يد السارق (كما هو واضح من قانون مجلس وزراء العدل العرب المخبلين).
فإذا اردنا تغيير عيوب الدين الإسلامي علينا اذن ان نتصدى للأسباب التي تمنع تغيير هذه العيوب: أي فكرة ان القرآن من عند الله وفكرة أن النبي معصوم عن الخطأ، وأن اتباع ما جاء في القرآن السنة واجب على المسلم ويمكنه فرضه على الآخرين. علينا اذن ان نعتبر القرآن ليس كلام الله بل كلام بشر (مثل ألف ليلة وليلة)، وأن النبي محمد واصحابه هم مجرد بشر (مثل علي بابا والأربعين حرامي).
هذا هو الهدف الذي يجب أن نسعى اليه. ولكن كيف الوصل اليه؟ هناك من يريد التحايل: فيقسم القرآن بين مكي ومدني فيقبل بالمكي (الذي لا يتضمن شريعة) ويرفض المدني (وهذا موقف المرحوم محمد احمد طه). وهناك من يقبل بالقرآن ويرفض السنة (وهو موقف القرآنيين ومن بينهم المرحوم جمال البنا والمرحوم رشاد خليفة وأحمد صبحي منصور وغيرهم). وهناك من يريد ان يضع النظم القرآنية في مساقها التاريخي فلا يطبقها في عصرنا (وأتباع هذه الفكرة كثيرون).
ولكن التيار الإسلامي السني والشيعي الرسمي والذي يُعلم في المناهج الدراسية من الروضة الى الجامعة ويُروج له في الجوامع والإذاعات والتلفزيون يرفض هذا الفكر معتبرا انه ينسف الشريعة الإسلامية، فيكفر من يقولون به ويطالب بقتلهم. ودعني هنا اذكرك بما كتبه محمد متولي الشعراوي: "أنا لو لي من الأمر شيء، أو لي من حكم تطبيق منهج الله شيء لأعطيت سنة حرية فيمن يريد أن يرجع عن إعلان إسلامه أن يقول: أنا غير مسلم وأعفيه من حكم الدين في أن اقتله قتل المرتد".
في الصراحة راحة ------------ انا لست ضد التحايل وأتمنى للمتحايلين عمرا طويلا على شرط أن لا ينسوا الهدف الذي يعملوا لأجله وأن لا تطول المدة قبل الوصول اليه. ولكني أنا شخصيا أفضل الكلام الصريح. ففي الصراحة راحة. وأقول بكل صراحة أن القرآن ليس كلام الله بل من تأليف حاخام يهودي مسطول، والنبي محمد هو رجل مثلي مثلك، لا بل هو مجرم حرب يجب ادانته. وليس هناك ما يسمى شريعة الله، فهذا كله هراء، والله منها براء.
واريد هنا ان اضيف بأني لست ضد الأساطير الدينية ولا ضد العبادات. فلك ان تصلي وتصوم وتحج على شرط أن لا تزعج الناس كما يفعل بعض أو كثير من المسلمين. وللعلم، المغرب وغيرها من الدول الغبية تعاقب من لا يصوم في رمضان، ومشايخ السعودية المخبلون يقولون بقتل من لا يصلي.
كل ما اطالب به هو فصل الدين عن القانون. وهذا يتطلب نسف الأساسين التي بني عليهما الإسلام وهما: - مقولة أن القرآن كلام الله - ومقولة أن النبي معصوم.
--------------------- اطلبوا واهدوا كتبي http://www.amazon.com/s/ref=nb_sb_noss_2?url=search-alias%3Daps&field-keywords=aldeeb حملوا مجاناً كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic أنظروا مدونتي التي تحتوي على أكثر من000 مقال وشريط عن الأديان عامة والإسلام خاصة http://blog.sami-aldeeb.com
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العبقرية السويسرية: حوار مع مهجرة سورية
-
الغرب محتل من الإسلاميين وعميل لهم
-
مسلسل جريمة الختان 118: أثر الختان على العلاقة مع الأهل
-
مسلسل جريمة الختان 117: آثار صدمة الختان على الطفل
-
مسلسل جريمة الختان 116: الغرب وازدواجيّة المعايير
-
مسلسل جريمة الختان 115: الأفارقة والتدخّل الغربي في ختان الإ
...
-
نسخة جديدة من القرآن بالتسلسل التاريخي
-
مسلسل جريمة الختان 114: الغرب وختان الإناث في عهد الإستعمار
-
مسلسل جريمة الختان 113: ختان الإناث ومعادة الإسلام
-
مسلسل جريمة الختان 112: إتّهام اليهود بنشر ختان الذكور
-
مسلسل جريمة الختان 111: ختان الذكور ومعاداة الساميّة
-
مسلسل جريمة الختان 110: الختان وسلاح المال
-
مسلسل جريمة الختان 109: الختان والزواج كصفقة تجاريّة
-
مسلسل جريمة الختان 108: معدّل الختان يعتمد على من يدفع تكالي
...
-
الإسلام في طريقه للانقراض
-
اعدام أبو العلاء المعري اعدام لإنسانيتنا
-
القرآن وألف ليلة وليلة
-
كتب مكدسة وانبياء مشعوذون
-
دين جديد وكتاب مقدس جديد : عرض للنقاش
-
هل حد الردة من الإسلام؟
المزيد.....
-
بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران
...
-
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
-
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
...
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|