أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - - صخرة البَصَل - .. والكعبة














المزيد.....

- صخرة البَصَل - .. والكعبة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 13:42
المحور: كتابات ساخرة
    


هنالك صخرةٌ شهيرة ، على سَفح قلعة العمادية بجانب الطريق المُؤدي الى المدينة ، تُدعى [ صخرة البَصَل ] .. وهي على بُعد " شَمرة عَصا " كما يُقال .. إذ ان النازل من القلعة مَشياً على الأقدام ، يصلها خلال دقائق فقط . قبلَ حوالي الثلاثين سنة ، كان أحد أقربائي ، يُرّدِد على الدوام ، عندما يُقال له : عليكَ أن تحج الى بيت الله الحرام ، وتترك كُل أفعالك البعيدة عن الدين ! .. كانَ يُجيب مُتحمِساً : والله .. لو إنتقلتْ الكعبة الى " صخرة البصل " ، هُنا الى جانبي .. لما زُرتُها !! .
ودارتْ الأيام .. ومَرتْ الأيام .. وبالطبع بقِيَتْ الكعبة في مكانها العتيد في مَكة المُكرمة .. لكن قريبي لم يبقَ على حالهِ السابق .. فلم يَعُد مُشاكِساً ولا ساخراً من كُل شئ .. لم يَعد يجهر بآراءه الحادة حول الإيمان والسماء والأرض والفرائض والطقوس .. حيث هَمدتْ هذه الجذوة المُتمردة في نفسهِ .. وإستغربتُ عندما سمعتُ ، انه ذهب الى " العُمرة " قبل سنوات ، وكذلك أدى فريضة الحج قبل سنتَين ويُصّلي يومياً ... نعم ايها السادة ، هذا الذي كان الجميع يتحاشون تعليقاته الساخرة ومُلاحظاته الصادمة .. أصبحَ هادئاً ، ساكناً .. يسبقُ أسمه لقب ( الحاج ) .. نقضَ قَسَمهُ بالله الذي قطعه على نفسه قبل ثلاثين سنة .. وسافرَ آلاف الكيلومترات من صخرة البصل في العمادية الى مكة في الحجاز ، لكي يزور الكعبة .. مُعتَبِراً حياته السابقة ، مَرحلة طيش شباب ومَسخَرة ! .
هذا المثال البسيط أعلاه .. ليسَ حالة فردية أو نادرة في مُجتمعنا .. بل أكادُ أزعم ، انها " ظاهرة " .. لا تتعلق فقط بالإيمان بالدين او المَذهَب والإلتزامات المترتبة على ذلك .. بل تمتدُ الى الإنتماءات الحزبية ، والإعتقادات الفكرية والسياسية أيضاً . أعرف أشخاصاً ، كانَ " يُعْتَقَد " أنهم مِثالٌ للثورية والإندفاع والكفاح في سبيل المبادئ الماركسية ، في السبعينيات ، كانوا يَدّعون : أنه لو صار إصبعهم بعثياً لقطعوه في الحال ! ، تَحّولوا في الثمانينيات ، الى بعثيين مُتطرفين ومَلَكيين أكثر من الملك كما يُقال ، مُحتفظين بجميع أصابعهم سليمة ! .. نفس هؤلاء ، أصبحوا مُناضلين في العراق الجديد ، بِقُدرة قادر ، بعد ان خلعوا رداء البعث وإرتدوا بِكُل أناقة ، ملابس الأحزاب الحاكمة الحالية .. ويُبررون بِطلاقة كُل تأريخهم المشبوه ! .
كذلك أعرف آخرين .. كانوا يسهبون في شرح تفاصيل النزاهة والشرف والفضيلة والإستقامة ، فينبهر المستمعون بهذه الكلمات الطيبة .. لكن هؤلاء الثرثارين ، تحولوا الى أكبر الفاسدين والناهبين والسارقين .. مُتناسين بسهولة ، كُل القِيَم التي كانوا يتشدقون بها ! .
.......................
عموماً .. أعتقد ان الحياة تُعلمنا يومياً : ان الأفكار / المبادئ / الإيمان / القِيَم .. الخ . رُبما تكون ثابتة في خطوطها العريضة المتعلقة بثُنائيات : الخير الشر ، الصح الخطأ .. الخ ، لكنها قابلة للكثير من التغيير والتبديل والتحوير ، في تفاصيلها اليومية تبعاً للمراحل التأريخية ، وحتى الصفات الفردية للبشر ، وإمكانياتهم المتباينة ، في الإقناع والتبرير ! .
قريبي ، كان يقول قبلَ ثلاثين سنة ، انه لن يَحُج ، حتى لو تحولتْ " صخرة البصل " الى الحجر الأسود .. وها هو الآن ( حاج ) مُحترم حسب الأصول ..
ترى هل سيأتي اليوم الذي أهتدي فيهِ أيضاً .. وأصبح حاجاً ؟! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة أوجلان .. ملاحظات أولية
- الموصل ... مدينةٌ خطيرة
- مِنْ حّقِنا أن نَحلَم
- دُولٌ تأفَل .. ودولٌ تظهَر
- شعب أقليم كردستان أكثرُ طَمَعاً
- مُستقِل وليسَ مُحايِد
- - حَركة الشَواف - ومُظاهرات الموصل
- ليسَ هنالك ، بشرٌ مُقّدَس
- بعض الضوء على الساحة الكردستانية
- مأساةٌ .. عشية اليوم العالمي للمرأة
- إحتكارات .. وتسويق
- هل ستجري الإنتخابات في 20/4
- - سعيد - يبتهلُ الى الله
- المالكي .. وتفريغ البانيو
- على المُعتدلينَ أن يرفعوا صوتهُم
- مُظاهرات العراق . الى أين ؟
- بُقعة ضوءٍ صغيرة
- ميزانية الاقليم : اللحم والعَظم
- طرطور
- إشاعات من الموصل


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - - صخرة البَصَل - .. والكعبة