محمد انعيسى
الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 18:32
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
مؤخرا كثر القيل والقال حول القضية الأمازيغية، فخلال هذه الأيام الأخيرة طلع علينا مجموعة من المثقفين الإنتهازيين بمقالات مفادها أن الأمازيغية ملك للمغاربة وليست حكرا على الحركة الأمازيغية،والغريب في الأمر أن جل هؤلاء المثقفين يتهجمون على الحركة الأمازيغية بشكل مجاني بدون تقديم أية أدلة موضوعية وعلمية.
تذكرني هاته المقالات بالنقاشات التي جرت قبل سنوات بين الحركة الأمازيغية والحركة الإسلاموية حول موضوع الأمازيغية والحرف، إذ ذهب معظم المدافعين عن الخط الأرمي لكتابة الأمازيغية إلى القول بأن حرف تيفيناغ ما هو إلا حرف صنعه أعداء العروبة والإسلام لنشر القلاقل والعداوة بين المغاربة، لكن سرعان ما إنقلبت مواقفهم بعد تبني المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لحرف تيفيناغ كحرف رسمي لكتابة الأمازيغية بالمغرب، إذ بدأ هؤلاء في التليين من مواقفهم وخرجوا علينا بمقالات تؤكد على أن حرف تيفيناغ هو حرف عريق وهو ملك للمغاربة جميعا.
سميت هؤلاء بالمثقفين الإنتهازيين بسبب نفاقهم السياسي، إذ لو كان هؤلاء مبدئيين في مواقفهم لتوجهوا برسائل مباشرة لمحمد السادس الذي قرر تأسيس هذا المعهد الملكي لنشر العداوة بين المغاربة عن طريق تبني حروفا لكتابة الأمازيغية صنعها أعداء الدين والوطن حسب موقفهم السالف الذكر.
من بين المقالات التي أثارت إنتباهي، مقال للسيد رمضان مصباح الإدريسي على موقع هيسبريس والذي عنونه ب: السياسة البربرية الفرنسية: طبعة 2013؛مزيدة ومنقحة.
الحقيقة أن المقال لا يختلف عن باقي المقالات التي تستند على نظرية المؤامرة والأيادي الخفية للنيل من الحركة الأمازيغية،هكذا يذهب صاحب المقال إلى نقاش مجموعة من المفاهيم التي تعتمدها الحركة الأمازيغية كالغزو العربي لشمال إفريقيا في مقابل الفتح الإسلامي الذي يراه مثقفنا مناسب لإنصاف التاريخ.
ما استدعى إهتمامي أكثر بالمقال هو وقوف صاحب المقال عند خطاب أجدير الذي كان محطة حاسمة في تاريخ القضية الأمازيغية،إذ يقول السيد رمضان:ِ’ قلت هو ذا ما أبحث عنه: خطاب أجدير أرفعه في وجه هؤلاء القادمين من خرائب السياسة الاستعمارية في المغرب.
لا أدري بالضبط لماذا لم يوجه السيد رمضان مقاله لمحمد السادس مباشرة، لأنه في حقيقة الأمر هو المؤسس للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمقتضى ظهير شريف في خطاب أجدير، والحركة الأمازيغية لم تؤسس هذا المعهد بل كانت دائما تطالب بمعاهد مستقلة للدراسات والأبحاث الأمازيغية والعديد من الفاعلين الأمازيغيين لحدود الساعة لهم موقف مضاد من سياسة هذا المعهد، بل لماذا لا يقف السيد رمضان وأمثاله من المثقفين الإنتهازيين في وجه الملك ليقولوا له بإختصار شديد: إنك بتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والإعتراف بالأمازيغية كلغة رسمية للمغرب تخدم مصالح الأطماع الأجنبية وتنشر العداوة بين المغاربة؟
#محمد_انعيسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟