مزمور للسلام...!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 17:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

مزمور للسلام ..!!
سيأتينا بالسلام
السلام لنا
ولكل اسرائيل .
هكذا انشد لاوباما وبالصدفة تماما ، المنشد الديني الشهير دودو فيشر ، "الحازان" بالعبرية ، وهو اشبه ما يكون عند المسلمين بقارئ القرأن ، عند دخوله الى معرض للمنجزات التكنولوجية الاسرائيلية في اليوم الثاني لزيارته الى اسرائيل .
وهذا مزمور ديني ينشده ابناء عمومتنا في الكنس غالبا .
لكن بدلا من التوجه بهذه الصلاة الى الخالق ، كانت موجهة الى اوباما . فهل يعني هذا أن اوباما أو ادارته هي التي ستاتي بالسلام الى اسرائيل واسرائيل فقط ؟؟!!
والأجواء في اسرائيل احتفالية جدا بالزيارة ، واجزاء كبيرة من مدينة القدس وكأنها تحت حظر تجوال ، فشوارع كثيرة مغلقة او يتم اغلاقها لمرور موكب الرئيس ، ولقاءات العمل والجلسات الثنائية المغلقة ، وسوق التكهنات نشطة ، ووجبات الطعام التي يعدها اشهر الشيفات ، زيارات الى متاحف ، وطقوس كثيرة . في الاستوديوهات التي تبث على مدار الساعة يحلل المحللون ، ويتناقش الخبراء ، حتى وصل الامر الى الاستعانة بخبراء لغة الجسد لمعرفة ما دار داخل الغرف المغلقة !
لكن لم تتم ، وحتى هذه اللحظة ،الاستعانة بالمنجمين والقارئين في الفنجان لكشف ما دار .
الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس يكرر خطابات تدعو الى دولتين لشعبين منذ سنين لكن ما من مجيب ، واوباما كذلك ، لكن ما يهمه هو ادارة الصراع لا انهائه على ما يبدو . المهم العودة الى مادة المفاوضات ودون شروط مسبقة .
تسيبي بيفني وزيرة القضاء والمسؤولة عن ملف المفاوضات مزهوة فرحة ، ووزير الاقتصاد ورئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت ، ممثل المستوطنين يصرح بأن اقامة دولة فلسطينية هو كارثة . وللتذكير فقط فأن الاتفاقية الائتلافية الموقعة بين الليكود بيتنا -حزب نتانياهو وليبرمان- وبين البيت اليهودي تنص على اعتبار دولة اسرائيل يهودية اولا ثم ديموقراطية ثانيا !! وعلى الصعيد العملي والتطبيقي فأن هذا يعني الكثير !!
خطابات وشعارات يتم تداولها في بورصة النشاط الديبلوماسي منذ عقود ، كلمات السلام ولكن ما من سلام .
في رام الله تحدث اوباما عن معاناة الفلسطينيين متفهما طموحهم في اقامة الدولة المستقلة ، لكن دون شروط مسبقة ، قاتل الله هذه الشروط !! عودوا الى مائدة المفاوضات وبيصير خير انشالله!!
عباس يشكر ويثمن ويقدر ، ومن غزة وبناء على اقوال اسرائيل ، تسقط عدة صواريخ على الجنوب ، حماس تنفي ولكنها تتوق الى اعتراف من اوباما ، واستبدال عباس ، فمن اجل عيون الحكم كل شيء يهون !!!
لم تنته الزيارة ، سيلتقي باراك ونتانياهو ، وسيزور بيت لحم برفقة عباس ، وسيغادر على الطائر الميمون ، بعد أن يعلن أن الطرفان يبذلان اقصى الجهود للعودة الى مائدة المفاوضات التي لن تقدم او تؤخر !!
الطريق الى السلام ....يعرفها الصغير والكبير !!
لكن ، لا أحد
يملك الجرأة
للسير فيه ، خوفا من
وحشة الطريق !!
سلاما ايها السلام
نلتقيك في زيارة لاحقة .

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات