أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطنة الشيدي - المرأة : خارج القوسين














المزيد.....

المرأة : خارج القوسين


فاطنة الشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1161 - 2005 / 4 / 8 - 12:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حين نشرع في الحديث عن المرأة ، فينبغي أن يكون الحديث عن كائن آدمي ينبغي أن لا نضعها بين علامتي تنصيص أو حتى بين قوسين ، فنحن نتكلم عن المرأة الإنسان بما يحمله من معطيات العقل والروح والجسد واللسان ، وبما تفرضه هذه المعطيات من جوانب شعورية ونفسية ، هذه المعطيات التي تمثل الإنسانية العليا المتماثلة في الطاقات الجسدية والروحية والشعورية ، وفي الخصائص الفكرية والإنسانية بين الذكر والأنثى ، ( وإن كان ثمة اختلافات في بعض الجوانب النفسية والجسمية ، فهذه قضية إعجاز خلقي ) .
ينبغي أن ننفلت من دوائر المسكوت عنه في الأنساق الاجتماعية ، وتجاوز صورة المرأة المهشمة الملامح وغير المكتملة في الذاكرة العربية ، بما يحكمها من أحكام معتمة ونظرة مؤطرة لتكون متململة بين صورتين غير متجانستين (صورة الملاك ) ، أ و( صورة الشيطان) بحيث لاتخلو من التشويه انحطاطا أوتقديسا بتعتيم سلطوي مقصود ثقافياً واجتماعياً وسياسياً .
إن صورة المرأة المطفأة والمؤطرة بحجم مسئوليات كبيرة في مستواها الأدائي ، القليلة في المستوى الإمتناني - إلاعلى صعيد البنوة في شكل مثالي ربما – خاضعة في مجملها للاستهلاك الآلي لها بدون حتى محاولة الوصول بها إلى مستوى معرفي معين ، بل أن تكريس جهلها يحقق المزيد من الامتهان الروحي والجسدي والفكري لها والمزيد من التسلط الإنساني عليها، بشكل يقربها من مستوى الحيونة أو العبودية.
فصورة المرأة في الذهنية العربية هي صورة العورة التي يجب إخفائها وإخمادها، لما تمثله من عقل ناقص وفكر مثقوب ، وكل فعل يصدر عنها محكوم مسبقا بالنقص.
لقد تلبست المرأة العربية الصورة المشوهة المخلوقة اجتماعيا ، والمؤطرة بإطار ديني ، وسكنت خلف سياجات العتمة والتبعية ،وأصبحت الكائن التابع بحرفية متناهية، المدرك أو غير المدرك لقوانين التبعية حاصرة دوائر اهتماماتها في (الرجل ) الذي قدم لها تلك الصورة ، مساهمة في بناء تلك الصورة ونقلها عبر الأجيال ، لتمتد من المؤسسة الأولى لكل هياكل المجتمع و بناءاته الاجتماعية والإنسانية وأنساقه الثقافية والفكرية ، وتلتحم بالعظم واللحم فيه وتتصير نمطاً من أنماط حياته، وجزءاً من تكوينه القيمي .
فالمرأة العربية التي لم تعرف لها حقاً، لم تسع له ولم تطلبه ، وحين يقع عليها ظلم الرجل تشرع في البحث عنه ، ولكن كيف يكون ذلك وكل القنوات ذكورية الصنع والمنشأ والمصب ، ويبقى الحق الديني بمؤسساته الدينية حيث الصريح والواضح من الأحكام الذي لا تجد لها حلاً مادياً لتحقيقها فهي – غالبا - لم تهيأ لذاتها إرثاً ماديا أو معرفيا وبذلك يصير الحكم عليها.
لقد تفنن العقل العربي في فرض حالات الحصار على المرأة على صعيد الأفراد أوالمؤسسات ، لذلك رفض المجتمع العربي في أغلبه المرأة التي رفضت الإقصاء وخرجت عليه ، وتفنن في سحقها وقمعها فكم من فكر دمر، أوأتهم بالعقوق والتمرد والنشوز لخروجه على صوت العادي وقانون التبعية والإئتلاف مع المعطيات الذكورية .
ثم لجأ المجتمع الذكوري لتقديم ذاته مناصرا ومنصفا للمرأة بشكل مسرحي وغير حقيقي ، طارحا قضية المساواة بالطرح الشكلاني الخارجي كتميمة ذكورية دسها الرجل لتتسلى بها المرأة ( الناقصة عقلا ودينا) وتتلهى بها كلعبة آمنة في يد طفل، في محاولة لتغييب قضية الاعتراف بذات المرأة الفكرية والشعورية والاحترام لماهيتها وكيانها وأدوارها وشخصيتها وحقوقها ، وابتعاد الرجل كطرف خارجي عن تحديد مهامها وتحجيم وتأطير مساحاتها.
إن المساواة بدءا هي قضية المرأة ، لذلك تقتضي أن تستوعبها المرأة أولا ، لتفرض على الرجل فكرة وجودها إلى جواره لا خلفه ، ثم تبدأ معه رحلة الإصلاح من الداخل قبل الخارج ، لذا ينبغي عليها أن تعرف حقوقها ،كما تعرف واجباتها لتحقق المساواة الحقيقة خارج القوسين وخارج علامات التنصيص . .



#فاطنة_الشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطنة الشيدي - المرأة : خارج القوسين