|
اوباما : كارتر استقبل يوما بالحجارة !!
ماهر علي دسوقي
الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 13:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اوباما : كارتر استقبل يوما بالحجارة !!
أمست اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت في ايلول من العام "1978" هي المحرك الأساس لأية عملية "تسوية" بشأن الصراع العربي الصهيوني وجوهرها القضية الفلسطينية بطبيعة الحال ، وهي كما هو معروف مهدت الطريق أيضا لما عرف "الصلح المنفرد " بين مصر واسرائيل في اذار من العام "1979" وبموجبها تم التأسيس "لسحب" كل طرف عربي الى الاعتراف باسرائيل والقبول بشروطها ، تحت الضغوط الامريكية وعرب الكامب .
لقد مثل الرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر رأس الحربة في تلك الاتفاقيات من قبل النظام السياسي في بلاده،والمبنية على اساس العداء لكل الحقوق العربية والفلسطينية .. في حين كان "القصبة" لها المجرم المعروف مناحيم بيغن رئيس وزراء كيان العدو في تلك الفترة ، بينما جاءت الطعنة الأشد من قبل الرئيس المصري الراحل أنور السادات .
ومن الجدير ذكره هنا ان السياسة الامريكية لم تتغير تجاه منطقتنا العربية منذ العام "1945" على الأقل ، وذلك بعيد بروز دور الولايات المتحدة كدولة عظمى بشكل واضح بعد هزيمة دول المحور في الحرب العالمية الثانية وانتصارها والسوفيت .. وما هي الا شهور قليلة حتى كانت اللجنة الامريكية / البريطانية تطل براسها في فلسطين تحت غطاء "بحث الواقع الموجود " في العام "1946" والتي مهدت الى احالت "الملف الفلسطيني " الى الامم المتحدة في السنة التالية ليعلن عن قرار التقسيم تماشيا مع ما سبق من " كتب" بيضاء بريطانية ووعد بلفور ، وجاءت النكبة وولادة كيان عنصري بملامح غربية فاضحة ومنذ ذلك اليوم والسياسة الامريكية تقف على :
< الانحياز المطلق لاسرائيل وضمان أمنها وحمايتها ودعمها ماليا وعسكريا ولوجستيا وصناعيا وتكنولوجيا . < عدم السماح بوجود سلاح نووي في المنطقة عدى اسرائيل . < اعتماد الولايات المتحدة في استراتيجيتها على اسرائيل في المنطقة العربية . < فرض اسرائيل كواقع على العرب وتنظيم الاعتراف بها وتطبيع العلاقات معها . < السلام يبنى على حماية اسرائيل وضمان مصالح الجانب الأمريكي . < السيطرة على النفط وعدم السماح لسيطرة العرب عليه أو اية قوة خارجية وبمساعدة اسرائيل . < ضمان ضعف الدول العربية وتفتيتها وخلق الصراعات الداخلية فيها .
وفي هذا السياق يمكن فهم طبيعة المفاوضات التي تشرف عليها وترعاها واشنطن بين العرب واسرائيل والتي تقوم على :
< دعم مستمر لاسرائيل لتبقى القوة الأولى في المنطقة عسريا واقتصاديا ، بل وارغام العرب على مساعدتها . < أي "انسحاب" من أية "أراض" يجب ان يترافق اذا لم يسبق بالاعتراف باسرائيل < اعتبار ميزان القوى هو المدخل لاي حل مفترض . <الحل الواقعي والممكن لا يقوم على اساس الحقوق القانونية والتاريخية للعرب والفلسطينين . < اعتماد المفاوضات طويلة الامد غير المرتبطة بسقف زمني . < اتاحة الفرصة لاسرائيل لاضعاف الدول العربية خاصة "الرافضة" للتسوية لاعمال المزيد من الخلل في ميزان القوة لصالحها .
باختصارهذا ما جاءت به السياسة الامريكية للمنطقة العربية ولفلسطين "المغتصبة" وهو ما اكده اوباما قبل ايام فقط للاعلام الصهيوني ، فعن أي تغيير يتحدث العرب وأهل "السلطة" في بقايا بلادنا؟ اللهم الا اذا اعتبروا موافقته على تناول وجبة ما في رام الله او بيت لحم "من المطبخ الفلسطيني" تغيرا استراتيجيا لا فتا ؟!
كارتر يا سيد اوباما كان قد "زارالضفة الغربية " في اذار من العام "1979" اي في مثل هذه الايام تقريبا ، وظن أنه "بكامب ديفيد "والحكم الذاتي و"الادارة المدنية" الصهيونية وروابط القرى وانهاء دور لجنة التوجيه الوطني والبلديات الوطنية قد جلب الحل الامثل للفلسطينين... ليتاح له المجال للقاء الشعب الفلسطيني ، فاخذ يطوف بعض شوارع المدن الفلسطينية ملاقيا ترحابا من أزلام السياسة الامريكية ، لكن حفاوة الاستقبال كانت شعبيىة بامتياز حيث انهمرت عليه الحجارة وموكبه على ميدان المنارة في مدينة رام الله رغم الحماية الصهيونية المشددة وفر من المكان ... واذا كنت لا تعلم ها "انا" اعلمك .. وان كنت تعلم فهذا يفسر لماذا تهاب مواجهة الجماهير الفلسطينية غير المنتقاة على قياس أمنك، ويفرض منع التجوال على "المنطقة" التي ستتحرك بها !!
كارتر حضر على وقع كامب ديفيد ، وانت تأتي على وقع ذبح الشعوب العربية في سوريا وليبيا .. وفي الذكرى العاشرة لغزو بلادك لأرض الرافدين ، ارايت انت تكمل سياسة من سبقك ، ونحن وشعوب العرب سنكمل نهج من سبقنا في النضال والكفاح ، ولا يغرنك ضعفنا اليوم ، فالايام " دول" ، ولو أنها استقرت لغزاة سابقين ما وصلت لك ؟ اتعلم انها من سخريات القدر حقا ان يعود كارتر الى واجهة الأحداث عبر "معهده" المتخصص بنشر الديموقراطية في "العالم الثالث" وخاصة الوطن العربي ، فتراه يشرف هنا أو هناك على سير العمليات الانتخابية مقدما " النصح" والتدريب والاشراف ، يطعن في هذه ويبارك تلك ؟! ولربما تعود انت أيضا في المستقبل لتعيد على مسامعنا ما يردده اليوم زميلك في حكم امريكا الأسبق وتلتقط بعض الصور مع المعجبين بالسياسة الامريكية !!
لكارتر ولك ولغيرك .. السهول ستنبت القمح والحجارة والمقاومة وستحيل الليل الى فجر .. الاااا فانتظر !!
#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل بمكياج يكون الطاعون دواء ؟!
-
جنين.. نحن معك بمصابك الجلل !!
-
زرع سنبلة ومضى !!
-
كادح ومنافق !!
-
شهيد يخاطب حفيد!!!
-
الاغذية الفاسدة رياضة يومية!!
-
يا اخا من غير أعرابنا وداعا !!
-
وفاء طير!!
-
القبور أحيا منهم !!
-
الفقر في النفس لا في المال تعرفه !!
-
الصورة ذات الاطار الفضي
-
ثكالى نزف الوطن !!
-
ألا من زلزال يعيد لنا الرشد!!
-
حجر .. وصفية وناقلات الجند!!
-
سامر ... وان تَشَعًبَ الخطر !!
-
بالأمعاء الخاوية .. تُحفر الحرية!
-
ربيع ويافا
-
عكاز وحجر
-
ناب زرقاء .. وجباه سمراء
-
يافطة وجائع
المزيد.....
-
الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
-
بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح
...
-
الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس
...
-
من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
-
هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
-
سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر
...
-
مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في
...
-
-كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش
...
-
أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول
...
-
دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|