أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - اضطهاد المرأة في التاريخ















المزيد.....


اضطهاد المرأة في التاريخ


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 12:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مالك ابو عليا / اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
اضطهاد المرأة في التاريخ
يتفاقم اضطهاد المرأة في ظل الصراع الطبقي و قد تغير شكل هذا الاضطهاد بتطور مراحل مختلفة نوعيا من تطور المجتمعات ابتداء من المجتمع العبودي مرورا بالاقطاعية و انتهاء بالرأسمالية.
ففي التشكيلة الاجتماعية المشاعية البدائية و التي هي اطول المراحل تاريخيا علا شأن المرأة كثيرا , و قد وصلنا الكثير عن تلك المجتمعات عن طريق الدراسات الاجتماعية و الانثروبولوجيا.
ان مميزات الحياة المشاعية البدائية تعطي ادلة علمية دامغة على مكانة المرأة و دورها في بناء المجتمعات, و قد تمكنت من الامساك بالشؤون الاقتصادية و قد قادها ذلك الى احتلال مراكز ذات اهمية في المجتمع.
ففي المجتمع المشاعي البدائي كان الفرد يعمل لصالح قبيلته التي كانت تؤمن له الحماية و البقاء على قيد الحياة, و كانت المرأة لديها مقومات ( كما بقي ذلك بالطبع) لأن تقود الصراع ضد الطبيعة القاسية لأنها كانت مسؤولة عن اعادة انتاج الحياة , في مجتمعات كانت تعتمد بشكل اساسي و مبدئي على العمل الجماعي المترابط بأدوات انتاج بدائية , و كانت الحاجة لقوى الانتاج (الانسان) انذاك حاجة كبيرة لبدائية أدوات الانتاج فأخذ انتاج و اعادة انتاج الحياة ومنتجها (المرأة) أهمية عظمى لدى تلك القبائل.
في المراحل التاريخية المتقدمة , و بعد التطور الذي حدث لوسائل الانتاج , و بدورها ساهمت في تطوير التأثير على الطبيعة المحيطة و اساليب الحماية المتقدمة , تربية الحيوانات , و اعادة توزيع العمل بين الرجل و المرأة , حيث تقوم المرأة بأشغال لها علاقة بالاستقرار فبقيت داخل حدود جغرافية محدودة, و اخذ هذا التقسيم دوره بالنسبة للمرأة بأن اخذت المرأة دور العمل المنزلي و الزراعة الحدائقية (الضيقة) و بناء الاسرة التي اخذت تنتزع من المرأة وقت طويل و شاق, أما بالنسبة للرجل فكان يتنقل في مساحات جغرافية أوسع للصيد و البحث عن الحيوانات الأليفة.
أما فيما بعد فقد تم الانتقال الى الزراعة الحقلية (الواسعة) بفضل المرأة , و التي كانت تحتاج الى قوة عمل اكبر فأخذ الرجل على عاتقه هذه المهمة و بدأ ذلك يحل تدريجيا بشكل اساسي محل الصيد لجدواه الاقتصادية المرتفعة و خصوصا بعد الفأس المعدنية التي اصبح من خلالها يظهر فائض انتاجي اكبر.
و بشكل تدريجي و معقد جدا امتلك اقلية من الرجال الأراضي و المواشي و استعبدوا النساء و الغالبية من الرجال و ظهر نظام الرق ,و فقدت المرأة موقعها في (الهرم الإقتصادي) بعد تحويلها الى مجرد وسيلة من وسائل الانتاج ,تعرضت فيها المرأة للإستغلال المزدوج بالبيت و المزرعة ، و ما زالت تداعيات هذا الإستغلال قائمة تنخر قوة عمل المرأة في بوادي الدول الكومبرادورية حيث تعمل المرأة طول النهار بالبيت و المزرعة دون أجر بينما الرجل يسيطر على موارد إنتاجها.

ظهر النظام الإقطاعي الذي لعبت المرأة فيه دور في الانتاج (دون مقابل) في المنزل و البيت و ظهرت الفوارق الإجتماعية و الطبقية التي جعلت المرأة في الدرجة الدنيا حيث لا موقع لها في القرار السياسي الذي انفرد به الرجل ، و أصبحت خادمة بالبيت ان كانت محظوظة و بالبيت و الأرض في أسوء الحالات , و استمر الصراع في النظام الاقطاعي للسيطرة الطبقية و التفوق المراتبي , و في المجتمع الاقطاعي البطريركي تم اضفاء الصفة الشرعية على استعباد المرأة من طرف الرجل, عن طريق تحالف النبلاء و رجال الدين الكهنوت لدعم سلطة الملك الفردية و ترسيخ المجتمع الذكوري و اضفاء صفة شرعية سلطة الذكر على الانثى.

فاذا نظرنا نظرة خاطفة فمنذ الدولة العبودية النموذجية اليونان القديمة , مرورا بروما الدينية و اوروبا الاقطاعية وصولا الى الحروب الاستعمارية الرأسمالية و الحربين العالميتين الاولى و الثانية و ما يرافقها من هجوم شرس على التقدم و التنوير, حروب لصوصية و ارهاب منظم ، و أوضاع المرأة تتزايد سوءا.

ومع التطور الهائل في وسائل الانتاج , و نمو الثورة العلمية التكنيكية بشكل مطرد, طرأ تحول سريع في استغلال الأرض ، و ظهرت المدن الصناعية التي تضم عشرات الملايين من العمال و العاملات, و تراكم الأموال في أيدي قلة من الرأسماليين ، ظهرت الطبقة البورجوازية التي استفادت من الإكتشافات العلمية التي وفرت الإستغلال و راكمت الرساميل على حساب استغلال الطبقة العاملة ، و تعرضت المرأة للإستغلال من طرف الرجل عبر التمييز بينها و بين الرجل في مستوى الأجور و ساعات العمل و التعويضات العائلية و الأمومة التي تعرضها للطرد.

كان للفكر الماركسي دور هام في الوعي بمطالب المرأة و تحقيق جزء كبير منها ، و لم يتم ذلك إلا عبر تضحياتها وسفك دمها ,ففي 08 -3- 1857 كان أول تظاهرة نسائية في العالم, ، دفاعا عن المساواة مع الرجل في قوانين العمل المجحفة في حقها و تم الإعتراف لها بفضل نضالها بجزء كبير من المساواة في العمل مع الرجل.

ان الدول البرجوازية تعترف شكليا بحقوق المرأة و خاصة حقها في الانتماء الى التنظيمات السياسية و لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن هذه القوانين لا جدوى لها في ظل الديمقراطية الشكلية و العقلية الذكورية السائدة في البلدان الرأسمالية التي عززها العرف السائد و الثقافة المتوارثة.
يمكن الحديث عن التوظيف الايديولوجي للدين في الصراع السياسي من اجل فرض المزيد من الاستغلال على الطبقة العاملة و قمع المرأة , وبروز الطابع الديني في السياسة الذي يأخذ شكلا معاديا للشعوب و مواليا للامبريالية العالمية, وهذا يشكل خطر على المكتسبات التي حققتها المرأة في تاريخها

إن أوضاع المرأة في ظل عالم نظام اقتصادي متوحش حافل بالحروب و استغلال رأس المال للعمل و الدين لأغراض رجعية لن يضيف الا ان يزيد في مدى استغلال المرأة و إبعادها عن السلطة السياسية و تبضيعها و تسويقها في الأسواق التجارية التي يتم فيها تعريض المرأة لأبشع أنواع الإستغلال ، و يتم فيها تكريس دونيتها و انتهاك حقوقها في ظل استغلال حقوق الجماهير بأكملها التى تحتاج إلى الحرية و العدالة الاجتماعية.
ان الماركسية اللينينية , تنطلق من تحليل استغلال المرأة تاريخيا , و تثبت تهافت مزاعم الايديولوجيين البرجوازيين و الرجعية التي تقول بأن( طبيعة المرأة هي التي تحدد وظائفها , و تثبت انها غير قادرة على القيام بالمهام التي يقوم بها الرجل, و بأن المرأة ليس لها قدرة على ان تقود مجتمعات بأكملها) , بل تثبت الماركسية اللينينية ان استغلال المرأة كان له اسباب تاريخية ذات جذور مجتمعية : انقسام المجتمع الى طبقات و تقسيم العمل.
ان الحزب الشيوعي الاردني و الاحزاب الشيوعية العالمية بارتكازها على الماركسية اللينينية , المادية التاريخية, تعي وتدرس اصل اضطهاد المرأة و تناضل من أجل حريتها و مساواتها و من اجل تمكينها اقتصاديا.



#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية و عسكرة الأطفال
- علم المادية التاريخية / الحلقة السابعة / التشكيلة الرأسمالية ...
- علم المادية التاريخية / الحلقة الثامنة / الوعي الاجتماعي .
- علم المادية التاريخية/ الحلقة السادسة / التشكيلة العبودية و ...
- علم المادية التاريخية/ الحلقة السادسة /التشكلية العبودية و ا ...
- علم المادية التاريخية/ الحلقة الخامسة/المشاعية البدائية
- علم المادية التاريخية / المفهوم المادي للتاريخ /الحلقة الراب ...
- علم المادية التاريخية /العلاقات الجدلية بين قوى الإنتاج وعلا ...
- علم المادية التاريخية/ المفهوم المادي للتاريخ
- علم المادة التاريخية
- الرأسمالية و اجبار الانسان على الانتحار
- صندوق العولمة الدولي
- المرأة , من منظور ماركسي لينيني عام ...
- ما هي الأحداث التاريخية التي جرت و سببت انحطاط المرأة و عبود ...
- ما هي التناقضات الأساسية الملازمة للمجتمع الرأسمالي على أساس ...
- الرأسمالية و تسليع العلاقات الانسانية و الانسان
- الجزء الثاني . حول التقدم الاجتماعي
- حول التقدم الاجتماعي


المزيد.....




- هل أعلن ترامب الحرب على النساء؟
- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - اضطهاد المرأة في التاريخ