أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - 19 آذار ... يوم بغداد الدامي والدامع والمريع..














المزيد.....


19 آذار ... يوم بغداد الدامي والدامع والمريع..


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاد المجرمون القتلة يفجرون سياراتهم المفخخة وعبواتهم الناسفة, عاد الانتحاريون الجبناء القتلة يقتلون الناس في مدارس بغداد وشوارعها وأسواقها المكتظة بالسكان الأبرياء من أبناء وبنات الشعب العراقي, عاد الموعودون الأغبياء من أسيادهم الأكثر إجراماً ومسؤولية عما يحصل يومياً بالعراق بالجنة وولدانها وحورها وخمورها!! لقد كان يوم الثلاثاء دامياً وحزيناً ومؤلماً أصاب المجتمع بالصميم وأبكاه, إذ تسببت هذه العمليات الإجرامية باستشهاد 50 مواطناً ومواطنة حتى الآن, إضافة إلى جرح وتعويق ما يزيد عن 170 إنساناً عراقياً بريئاً وفي أنحاء متفرقة من بغداد ومناطق أخرى من العراق. ولكن هل علينا أن نستغرب من عمليات القتلة المتطرفين والمناهضين لقضية الشعب والوطن؟ لا يجوز ذلك بأي حال, فهذه هي مهمة هؤلاء المجرمين القتلة الذين استطاعوا في فترة وجيزة إعادة بناء تنظيماتهم وتجديد وتوسيع وتنشيط البنية التحتية لعملياتهم والقوى الحامية لهم والمتسترة على عملياتهم والمندسة في صفوف القوات المسلحة, سواء أكان الجيش أم الشرطة أم الأمن الداخلي وقوات عمليات بغداد أم من المخبرين السريين ...الخ. ولكن علينا أن نستغرب فعلاً من دور الحكومة ورئيسها والقائد العام للقوات المسلحة والقوات المسلحة بكل صنوفها وتشكيلاتها وعملهم. إذ إن مهمة هذه الهيئات هي حماية الشعب من هؤلاء المجرمين القتلة ومن عملياتهم الإجرامية واكتشاف أوكارهم ومن يحميهم ويتستر عليهم.
إن رئيس الحكومة وحزبه ومن هم حوله مشغولون بترتيب النتائج المطلوبة للعملية الانتخابية لمجالس المحافظات والعملية الانتخابية العامة القادمة من خلال تشديد الاصطفاف الطائفي واستقطابه ومحاربة القوى المعارضة له بكل السبل المتوفرة لديه والتي سكت عنها أو سمح بها حتى الآن المجتمع الدولي, وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبقية الحلفاء له ولنظامه المحاصصي, وخاصة إيران.
لو كان لدى غالبية المسؤولين, ومنهم المسؤول الأول, قطرة حياء من الشعب المبتلى بهم وبه وبغيرهم من الحكام السيئين لاستقال من منصبه بسبب عجزه التام عن مواجهة أعداء الشعب من القتلة من أتباع القاعدة وتنظيم حزب البعث المسلح وبقية التنظيمات الحاملة للسلاح. ولكن كما يقول المثل الشعب فالحياء قطرة وليس بسطلة وقد سقطت منذ سنوات.
لا أدري كيف ينام هذا المسؤول ليله والشعب العراقي ينزف يومياً دماً ولا يجد لديه الوسائل السياسية الكفيلة بحل الأزمة سياسياً ومواجهة قوى الإرهاب. إن الرهان على الأساليب الأمنية بديلاً عن السياسة هي الجريمة التي ترتكب اليوم بالعراق وهي التي لم يستطع رئيس مجلس الوزراء استيعابها والتعامل معها. ويبدو إنه ما يزال يعتقد بأنه قدر العراقيين في أن يكون هو على رأس السلطة وأن يعاني الشعب من جراء وجوده ودوره الأمرين على أيدي القتلة المجرمين لكي تتوفر الأرضية المناسبة لظهور أو لتعجيل ظهور صاحب الزمان الحجة المهدي المنتظر!! ولا ندري هل هناك من أتباع رئيس الحكومة من يساهم بهذه العمليات من وراء ظهره لكي يعمق ويشدد ويوسع من حالة الاصطفاف الطائفي واستقطابه, بما في ذلك بعض عمليات الاغتيال في مناطق مختلفة ولقوى بعينها؟ ولكن من حقنا أن نتسائل خاصة وإن القتل متواصل والعجز متواصل وعدم اكتشاف أوكار المجرمين متواصل أيضاً.
أما القوى السياسية الأخرى المشاركة في الحكم فإنها لا تجرأ حتى الآن على اتخاذ الموقف الجريء والضروري والمناسب للمرحلة الراهنة بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها والبدء بتشكيل حكومة جديدة تأخذ على عاتقها تصفية الأوضاع الراهنة بحلول سياسية عقلانية والتهيئة لانتخابات عامة. وعدم جرأتها يعود إلى رغبتها في عدم خسارتها لمواقعها الراهنة ومكاسبها الخاصة. إذ لا نجد سبباً معقولاً في عدم الإقدام على مثل هذه الخطوة وهم يرون كيف يموت الناس يومياً وبالعشرات والجرحى بالمئات ورئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة "المهيب الركن" نوري المالكي غير قادر على إيقاف حمامات الدم الجارية حتى في العاصمة بغداد. والعمليات الإجرامية تقترب يومياً من حصنه المكين من المنطقة الخضراء, فوزارة الخارجية ووزارة العدل ليستا بعيدتين عن المنطقة الخضراء التي يتحصن بها ويترك الشعب يموت يومياً في الأسواق والشوارع والمدارس وفي الكنائس والجوامع والحسينيات وفي وزارة العدل ومدن عراقية أخرى.
إن أبرز المسؤولين من النخبة السياسية الحاكمة سادرون في غيهم وفي تركهم الشعب يموت على أيدي القتلة المجرمين. فالإرهاب والفساد هما وجهان لعملة واحدة وضحاياهما هو الشعب أولاً وقبل كل شيء, إضافة إلى عملية التنمية والاقتصاد الوطني والتطور المنشود في الخدمات والتشغيل وتحسين مستوى دخل ومعيشة الجماهير الفقيرة الواسعة.
إن الجرائم التي ترتكب من قبل المجرمين القتلة لا ينبغي أن تدان وتشجب من قبل القوى السياسية كافة فحسب , بل يفترض المشاركة في كشفها من قبل الجميع والمساهمة في مواجهتها. ولكن يفترض أيضاً أن تدان وتشجب سياسات الحكومة العراقية ورئيسها الذي لا يسعى لحل المشكلات القائمة ويستجيب للمطالب العادلة والمشروعة للشعب لكي يوفر الأرضية الصالحة لوحدة القوى لمواجهة الأخطار المحدقة فحسب, بل يفترض العمل من أجل إزاحة من هو عاجز من موقع المسؤولية المباشرة عن توفير الحماية للشعب وخاصة الحفاظ على حياة الناس.
والسؤال هو: هل هناك من آذان صاغية لنداءات المواطنات والمواطنين الذين يعانون الأمرين أم أن الصراع على السلطة والمال والجاه هو الموجه الأول للصراعات الدائرة في البلاد وليس مصالح وإرادة وحياة الشعب؟
وأخيراً و وبدلاً من تقديم التهاني لكل الناس بالعراق بمناسبة قرب حلول أعياد نوروز الخالد نتوجه بالتعزية الحارة والصميمية لذوي الشهداء والذكر الطيب لهم والتمنيات الخالصة بالشفاء العاجل للجرحى والمعوقين والتعزية للشعب العراقي بالخسائر الفادحة التي يتحملها بأرواح بناته وأبنائه يومياً.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى السيد نوري المالكي رئيس مجلس وزراء العراق
- سياسة جرَّ الحبل ببغداد وعواقبها المريعة
- الحكام الراقصون على أنغام التفجيرات الإرهابية وأشلاء الضحايا ...
- المثقفون العراقيون اليهود قبل التهجير
- السياسة الاقتصادية والبنية الطبقية للنخبة الحاكمة بالعراق
- اهتزاز النظم السائرة صوب الإسلام السياسي والطائفية في الدول ...
- هل أبقى نوري المالكي شيئاً من سمعة وحرمة السلطات الثلاث في ا ...
- هل هناك من منافسة غير مشروعة بين رئاسة الإقليم والحكومة الات ...
- جرائم بشعة ترتكب بالعراق ...من يرتكبها؟
- لا للأستبداد .. لا للطائفية .. لا لقتل المتظاهرين .. نعم لمط ...
- أفرج عن الدكتور مظهر محمد صالح بكفالة, ولكن..!
- محنة الشعب والسجناء في نظام المحاصصة والقهر السياسي بالعراق
- مخاطر ظاهرة إعادة إنتاج الاستبداد في دول المحيط الرأسمالي وم ...
- تباً لكم أفلا تستحون من اعتقال وإساءة معاملة الدكتور مظهر مح ...
- الدفاع عن د. مظهر محمد صالح واجب كل المثقفين والقوى الديمقرا ...
- الفكر الطائفي السياسي واختلاف المذاهب فكرياً والمحنة العراقي ...
- الصراعات السياسية والطائفية المستقطبة والعوامل المسببة لها
- دكتاتور السودان يسير على خطى دكتاتور العراق السابق صدام حسين
- تشبث المالكي بالحكم وعواقبه المحزنة!
- نظام البعث الدموي يسير إلى حتفه .. فهل سيسمح لنشوء دكتاتورية ...


المزيد.....




- هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي ت ...
- المغرب.. غزارة الأمطار تغرق شوارع طنجة
- مأساة تزلج تتكرر بعد 63 عاماً، حادث طائرة واشنطن يعيد كابوس ...
- عضلة أنسجة اصطناعية تنمو مع القلب.. حل علمي مبتكر قد يعالج ا ...
- بيسكوف: -بريكس- لا تعتزم إصدار عملة موحدة بل منصات استثمارية ...
- -ترامب لن يستسلم-.. تعليق إسرائيلي على الضغوط الأمريكية على ...
- مشاهد قريبة وجديدة للحظة تصادم مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق ...
- أمريكا تحذر لبنان: لا مكان لـ-حزب الله- في الحكومة الجديدة
- باشينيان يقترح تعديل نص النشيد الوطني الأرمني ويحدد -القافية ...
- تقنية حديثة تكشف أسرار مدينة مفقودة عمرها 600 عام مدفونة تحت ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - 19 آذار ... يوم بغداد الدامي والدامع والمريع..