عبد السميع جِميل
الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 07:19
المحور:
كتابات ساخرة
نعم هو حكم قراقوش .
لاتزال الستات المصريات حين يغضبن من طريقة معاملة ظالمة جائرة فيها فظاظة وفجاجة ولا معقولية أن يعلن إدانة هذا الظلم الواقع عليهن بقول : ايه يا اخى , هو حكم قراقوش ؟
«حكم قراقوش» ليس فقط علامة ورمز لكل حكم استبدادى ظالم جائر , وإنما هو أيضاً علامة ورمز للحكم المسخرة المجنون اللامعقول الغبى المناخوليا المختل المعتوه .
قراقوش هذا فتى رومى "مخصى" كان خادم شخصى لصلاح الدين الأيوبى , وقيل أنه كان فى الأصل خادماً لأسد الدين شيركوه "عم صلاح الدين" فأعتقه . ولما جاء صلاح الدين إلى مصر ليدير شئون البلاد بالنيابة عن عمه , وأثناء خروج صلاح الدين ليقود الجيوش التى تحارب الصليبيين فى الشام وفلسطين جعل قراقوش له زمام القصر ، ثم نائب عنه ، ثم فوّض له إدارة البلاد وحكم مصر "كان استبن بردو هو كمان" :P .
ليس هذا فقط , بل إن صلاح الدين عندما أخذ مدينة عكا من الفرنج سلمها إلي قراقوش هى الأخرى ، ثم لما عادوا واستولوا عليها وقع قراقوش أسيرًا في أيديهم ، وافتك نفسه منهم بعشرة آلاف دينار !! .
المدهش أن قراقوش هذا الذى حكم مصر كان مجنوناً بالإضافة إلى طغاينه وجبروته , وربما تم اجراء عملية جراحية على دماغه فأثرت فى سلوكه وقراراته التى تتسم بالشذوذ والحماقة والغباوة وضيق الأفق , ورغم جبروته وعتوِّه إلا إن انتقام الناس منه بالتندر والسخرية والضحك من ظلمه وفحشه وجنونه لم يتأخر ولم ينتظر رحيله وموته , بل العكس تمام كما حدث ويحدث مع أستبن الأخوان الأن , أمعن المصريين فى الانتقام من قراقوش بالسخرية والنكت حتى أستمرت ملاحقته بالسخرية بعد إن مات وحتى بات الإنتقام منه عابر للعصور والأزمان , وظلت السخرية منه حية حاضرة تنهش فى روحه مئات السنين ، وتجعله عبرة وعظة لمن يريد أن يتعظ ويعتبر من الحكام الفسدة المستبدين .
وقد وصلتنا أخبار قراقوش وأحكامه الشاذة هذه من خلال كتاب «الفاشوش فى أحكام قراقوش» الذى ألفه الوزير ابن مماتى الذى حدد هدفه من تأليف الكتاب فى مقدمته حيث قال : «إننى لما رأيت عقل بهاء الدين قراقوش مخرمة فاشوش ، وقد أتلف الأمه ، فالله يزيح عنهم كل غمة ، لا يقتدى بعالم ، ولا يعرف المظلوم من الظالم ، ولم فى قلبه شى من الحنة ، والشكية عنده لمن سبق ، ولا يهتدى لمن صدق ، فلا يقدر أحد على عظمة منزلته على أن يرد كلمته ، ويشتط اشتياطة الشيطان ، ويحكم حكما ما أنزل الله به من سلطان ، فصنعت هذا الكتاب لصلاح الدين عسى أن يريح منه المسلمين» .
لكن ماذا فعل قراقوش ليسخر منه المصريون من يومها وحتى الأن ؟
أقول لك...
جاءت امرأة الى قراقوش ، وشكت اليه ابنها ، وقالت انه يخالفها ويشتمها , فأمر قراقوش بحبسه , وحلف بأنه لا يطلقه الا بعد سنة ، فلما توجهت المرأة الى بيتها لم تتحمل غياب أبنها , ولم تتصور أن يكون جزاءه الحبس سنة لمجرد اختلافه معها ، فذهبت فى الصباح إلى جنود السلطان حول القصر , وسألتهم المساعدة لإطلاق صراح ابنها , ودفعت لهم بعض المال , فقالوا لها : اكتبي قصته وانهي فيها ان السنة انقضت !! ، ونحن نساعدك . ففعلت ذلك ، فلما قرأها قراقوش فى اليوم التالى مباشرة قال لها : أنتِ تكذبين ! ، بقي من السنة اليوم , فأتى بعد غروب الشمس بعد أن ينقضى اليوم !! . فأندهشت المرأة من تواهانه وفرحت وقالت : الأمر أمركم .
وجاء الى قراقوش أيضاً غلام بيده ديك , فقال قراقوش للغلام : ان هذا الديك لو نقر عينك لكان قلعها .. يا غلمان خذوا دية عينه !! . فأخذوا الديك من الغلام , فحلف الغلام الا يسكن مدينة يكون قراقوش حاكمها بعد اليوم .
جاءه أيضاً شاب مضروب ، فبعث قراقوش معه خمسة رجال من الشرطة ، فبلغ ذلك خصمه الذي ضربه ، فسبقه ووقف بجانب قراقوش .. وعندما اقبل الشاب , قال الخصم : هذا الذي قتلني وضربني فأقبل قراقوش على الشاب المظلوم وبطحه وضربه الى ان اشرف على الموت وهو يقول : انا مظلوم ، انا مظلوم . فقال له قراقوش : سبقك فى الشكوى !! . فحلف الناس انهم لا يقعدون ما دام قراقوش في البلد حاكما .
ذهب فلاح إلى قصر قراقوش وشكى له من جندى نزل أرضه وضرب زوجتها الحامل فى سبعة أشهر , فأجهضها , فقال قراقوش للجندى : خذ زوجة الفلاح عندك ، واطعمها واسقها وحبلها حتى تصير في سبعة أشهر ثم أعدها الى زوجها . فقال الفلاح : يا مولانا ، تركت أجري على الله . وأخذ زوجته وهرب !! .
وذهب إليه رجل أخر وشكا له مماطلة غريمه ، فقال له المدين : يامولانا ، إني رجل فقير ، وإذا حصلت مال له ، لا أجده حتى اعطيه حقه ، فإذا صـرفت المال جاء وطالبني . فقال قراقوش : احبسوا صاحب الحق ، حتى يصير المديون إذا حصّل شيئاً يجد له موضعاً معلوماً ، يدفع له فيه . فقال صاحب الحق : تركت أجري على الله . ومضى !! .
وفى يوم نشر قراقوش قميصه ، فوقع القميص من على الحبل ، فبلغه ذلك ، فتصدق بألف درهم ، وقال : الحمد لله , الحمد لله .. لو كنت لابسه ووقع بي لانكسرت !! .
وفى يوم أخر سابق قراقوش رجلاً بفرس له , فسبقه الرجل بفرسه , فحلف قراقوش أنه لا يعلف فرسه ثلاثة أيام , فقال له السابق : يا مولاي يموت فرسك ! . فقال له قراقوش : احلف لي أنك إذا علفته يا هذا لا تعلمه أنني دريت بذلك !! .
وفى يوم أتوه بغلام له ركبدار - الحداد - وقد قَتَل ، فقال : اشنقوه . فقيل له : إنه حــدادك ، وينعل لك الفرس ، فان شنقته انقطعت منه . فنظر قراقوش قبالة بابه لرجل قفاص ـ أي صانع أقفاص - فقال : ليس لنا بهذا القفاص حاجة .. اشنقوا القفاص ، وسيبوا الركبدار - الحداد - الذي ينعل لنا الفرس .
لكن رغم كل هذا العته يحاول البعض تقديم صورة أخرى لقراقوش بإعتباره بانى السور المحيط بالقاهرة , والحقيقة أن انجازه هذا لم يخرج من دائرة العته والجنون ؛ فقد بنى هذا السور من احجار الأهرامات الصغيرة فى مصر !! , وهو الأمر الذى يكشف عن قلة احترامه للحضارة والتاريخ , إلى درجة أنه باع خزانة الكتب التى قال عنها المؤرخون أنه لم يكن هناك أعظم منها , وأنها كانت فى القصر مرتبة ومفهرسة , فجاء قراقوش وجعل لبيعها فى القصر يومين من كل اسبوع لمدة عشر سنوات !! .
هذا هو قراقوش الدولة الأيوبية , أما قراقوش الدولة الإخوانية فماذا فعل ليسخر منه كل من هب ودب من المصريين اليوم ويتم مقارنته بقراقوش هذا ؟
أقول لك يا سيدى ماذا فعل...
لم يكن قراقوش الدولة الإخوانية يتصور أو يتوقع أو يتخيل أنه فى يوم من الأيام سوف يكون حاكماً جالساً على عرش مصر , ولم يكن على استعداد لذلك أصلاً , حتى إنه دخل سباق الرئاسة كبديل "أستبن" لواحد صديقه شبيه أبى لهب , ثم بعد خروج صديقه ابو لهب من السباق قدم نفسه كوريث لبرنامج ابو لهب الرئاسى المسمى بمشروع النهضة الذى قال قراقوش الدولة الإخوانية أنه مشروع عبارة عن طائر يطير فى الهواء وله رأس وأجنحه وجسد ويغطيه ريش وله مؤخرة كالزعانف !! , ولكن سرعان ما أكتشف المصريين أن هذا الطائر فاشوش لا وجود له فى الواقع , كما أكتشف المصريون أن قراقوش كان يكذب عليهم ويقول أنه يعمل فى وكالة ناسا العالمية وهو لم يمر من أمام بوابتها يوماً , وأتضح أنه يعاني من نوبات صرع نتيجة إستئصال ورم بالمخ عام 2008 بدولة بريطانيا , وهو الأمر الظاهر على تعبيرات وحركة عضلات وجهه عند حديثه وانفعاله ونظرات عينه وتخبطات قراراته ومسخرة سلوكياته وعته تصرفاته !! .
قراقوش الدولة الإخوانية يعمل طبقاً لقانون الجهد المعكوس ؛ أصدر ست قرارات فى ستة أشهر ، والست قرارات قام بإلغاءها جميعها بعد ساعات قليلة ؛ كقرار عودة مجلس الشعب الذى قضت المحكمة الدستورية العليا بحله ، وتعيين النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود سفيرا لمصر في الفاتيكان ، وإغلاق المحال التجارية في العاشرة مساءً ، وإعلان دستوري في 21 نوفمبر , و قرار زيادة الأسعار والضرائب ، وأخيراً قرار إجراء الإنتخابات البرلمانية فى أوقات اعياد المسيحيين ، وتلك القرارات كانت تصدر بدون معرفه اي شخص من مستشاري قراقوش , وهى كلها قرارات تم إلغاءها جميعاً , ولعل أسرع قرار تم الغاءه هو قرار زيادة الأسعار والضرائب حيث تم اقراره ليلاً ليعاد الغاؤه صباحاً , ليكشف عن إرتجال وعبثية خطيرة يدار بها الوطن من شخص مختل وغير طبيعى «بمرشدير» .
بدأ أول يوم من توليه الرئاسة بمشكلة أين يحلف اليمين ؟ هل يحلف اليمين أمام «البرلمان المنحل» الذى لا يعترف هو وأخوته بحكم المحكمة الدستورية العليا بحله أم يحترم القانون والإعلان الدستورى المكمل الذى ينص على إعلان خلو منصب الرئيس فى حال رفضه حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا ؟ وكانت النتيجة أنه بدأ حكمه بأتباع سياسة عبد الفتاح القصرى الشهيرة بـ «خلاص تنزل المرة دى» فى إعلان صريح وحريص على السلطة والكرسى , حتى أنه لم يكتفى بحلف اليمن أمام المحكمة الدستورية فقط , بل ظل يحلفه فى كل مكان يدور فيه منذ توجه إلى قاعة الإحتفلات الكبرى بجامعة القاهرة بعد خروجه من المحكمة الدستورية العليا , وإحتفاله مع اخوته فى ميدان التحرير فى جمعة بإسم «تسليم السلطة» , وحاول جاهداً فى أيام حكمه الاولى أن يعيد مجلس الشعب الذى قام بحله المجلس العسكرى استنادا الى حكم المحكمة الدستورية ببطلان الانتخابات التشريعية وباعتبار مجلس الشعب "غير قائم قانونا" , فأصدر قراقوش قرارا جمهوريا يلغي بموجبه مرسوما سابقا اصدره المجلس العسكري بحل المجلس , أملاً فى حلف اليمن أمامه وطبخ القوانين على مقاسه , وهو الأمر الذى قررت المحكمة الدستوية وقف تنفيذه , فغضب قراقوش من المحكمة الدستورية العليا - التى حلف أمامها على إحترام الدستور والقانون - وسارع بعدها فى الحنث فى قسمه وقام بإصدار إعلان دستوى يعلن به أهدار أحكام القضاء والمحكمة الدستورية العليا وتحصن اللجنة التأسيسة للدستور التى أختارها مجلس الشعب الغير شرعى المنحل وحافظ عليها بعدما وعد القوى المدنية التي ساندته قبل توليه الرئاسة بأن يعيد تشكيلها رغم بطلانها وانسحاب معظم أعضائها , وحصن مجلس الشورى كذلك من الخضوع لحكم المحكمة والقانون , وأعطت اللجنة التأسيسة للدستور حق التشريع لمجلس الشورى فى الدستور الجديد لتعويض حل البرلمان , واعطى قراقوش لنفسه سلطات فرعونية الهية تمنعه من أى مساءلة أو محاسبة أمام أى جهة , وكان قراقوش قد وعد المصريين بأنه سوف يعيد تشكيل اللجنة التأسيسة للدستور , وأنه سوف يشكل حكومة أئتلافية , وعصر الناس على أنفسهم ليمون وحصل على أصواتهم ونجح فى الإنتخابات ولم ينفذ شيئاً مما وعدهم به , ثم أعلن الناطق باسمه فى القصر الرئاسى رفض قراقوش «التدخل في أعمال التأسيسية» ثم عين رئيس حكومة إخواني !! , وأعلن قراقوش بعد حنث قسمه ووعده أنه سوف يصوم 3 أيام كفارة حنثه اليمين الدستوى الذى أقسمه فى بداية حكمه كما نقل عنه نائبه الخاص محمود مكي !! .
كل هذه الوعود كان يوزعها قراقوش فى إطار مدهش من السذاجة والخبث والهطل والعبط بعد حوارات شكلية مع شخصيات معارضة يتسم خلالها قراقوش بالهدوء ويردد عدة كلمات تجميلية تكتيكية تم انتقاؤها بخبث منها ؛ "موافق" .. و"سوف نحقق هذا بإذن الله" ، و"إني أمد يدي للجميع" ، و"تحب أحلف لك" ثم يخلف وعده وعهده ويفعل ما يأمره به المرشدير «القصاص» .
منذ تولي قراقوش الإخوان الحكم والمصائب والكوارث تتوالى تباعاً على المصريين ما بين حوادث سكك الحديد , وانهيار مباني , واشتعال مصانع بالنيران , وانقطاعات الكهرباء , وأزمة بنزين , وهجوم على الجنود المصريين في سيناء , وحتى السيول والزلازل , مما جعل المصريين يؤمنون بأن قراقوش «قدمه نحس» على مصر , ووصفوه بـ «البومة» و«شرارة» , وذلك منذ انقطعت الكهرباء عند ادلائه بالقسم فى المحكمة الدستورية , وانقطع علم مصر فى احتفالات القوات العسكرية اثناء وجوده , وسقوط قطاع من سور الصين العظيم اثناء زيارته للصين , وسافر إلى أسوان فحدثت زوابع وأمطار غير معهودة وهدمت منازل وأماتت سكانها , وذهب إلى السعودية فأنقطعت الانارة عن الحرم المكى أثناء طوافه ، واشتعلت النيران فى أبراجها , وسافر الى المانيا , وقبل وصوله إلى المطار ، قام المسئولون بتصوير المطار لإثبات سلامة المطار قبل الوصول وبعد وصوله انقطع التيار الكهربائى عن المدينة كلها ولم ينقطع منذ 40 سنة , هذا بخلاف تساقط الثلوج فى ألمانيا مما أدى الى حوادث قتل فيها 140 شخص واصيب فيها 300 مصاب وألغيت 500 رحلة جوية , وعندما التقت هيلاري كلينتون بمرسي وعادت إلى بلادها توفيت أمها ، وعندما ذهب الى السودان سقطت طائرة حربية غرب مدينة أم درمان غرب الخرطوم وهو ما أدى إلى وفاة 17 عسكري واصابة 7 آخرون , وحين عاد إلى القاهرة سقطت عمارتان فى مصر القديمة فى صباح اليوم التالى تسببت فى دفن سكانها تحت الأنقاض , وتوالت حوادث القطارات , حتى أصبحت أشهر الشعارات التى يستقبله أبناء المحافظات التى ينوى زيارتها كالإسماعيلية وبورسعيد واسيوط وغيرها هى «الله حي الله حي مرسي شرارة النحس جاي» و«بخروها بخروها مرسي جاي نحس أبوها» , وأدت أخر زيارة له فى باكستان إلى زلزال بقوة 5.4 ريختر , وانفجار مجمع قضائى بباكستان واصابة 17 شخص !! .
لا يمل قراقوش الدولة الاخوانية من تقمص دور الواعظ والخطيب ؛ فبمجرد أن يمسك الميكرفون لا يريد أن يتركه , ويظل يكرر ويردد ما يقوله بشكل مبالغ , وتكراره دائماً ليس من أجل التأكيد على معنى معين ، أو توصيل رسائل سياسية ، ولكن من أجل ضبط الإعراب وقواعد النحو والصرف , ومن أجل سد القصور بين الإرتجال والنص الأصلى , والقاعدة تقول إن الكلام يُنسِى بعضه بعضا ، علاوة على أن من يتحدث طوال الوقت ليس لديه وقت ليسمع آراء الناس فى ما يقول , وقراقوش ولله الحمد يفرط فى الخطابة ويطوّل ويرتجل ويكرر ويخرج عن النص المكتوب ويحلق بعيداً ويخطئ فى اللغة والمعلومات التى ينقلها ويتناقض فى كلامه ويتميز بالإنكار والتقليل من شأن الأحداث محاولا إقناع نفسه بأن ما يحدث هو "كلام فاضى" , ولكنه دائماً يفشل فى كل خطاباته بنجاح ساحق , لأن كل خطاباته تتميز بالتناقض ؛ فله خطاب يهاجم فيه الرئيس جمال عبد الناصر وفترة الستينيات , وله خطاب آخر فى قمة عدم الانحياز يمتدح فيه الرئيس جمال عبد الناصر ويشيد به وبمواقفه !! , وله خطاب في المحكمة الدستورية العليا قال فيه أنه سيحترم القضاء ، وله خطاب أخر بجامعة القاهرة يقول أنه سيتعهد بعودة البرلمان مرة أخري ، وله خطاب شكر فيه المجلس العسكري علي إدارته للفترة الانتقالية ، وخطاب أخر لوح له بالعودة الي ثكناته , وله خطاب يقول فيه أنه سيرحل إذا خرج له الشعب فى الميادين يطالبه بالرحيل , وعندما خرج عليه الشعب فى الميادين قتلهم وخرج يقول أن «أرحل» فى الحكم القديم كانت موقف وقضية بينما هى الأن «مجرد رأى» ! , وخرج فى خطاب يرفض الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري ، وقال إن هذا الإعلان لم يستفت عليه من الشعب , ثم إصدر إعلان دستوري بدون استفتاء شعبي عليه , وأكد فى خطاب له على عدم اللجوء إلى حالة الطوارئ مهما كان الأمر , وخرج فى خطاب أخر يعلن فيه حالة الطوارئ في محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية وزعم كذباً أن فرضه الطوارئ كان مطلباً شعبياً !! , وامر وزير داخليته بقتل المتظاهرين ثم خرج فى خطابه يقول لهم : «أبناءنا اللى راحوا ضحية الأحداث ديه يعزوا علينا كلنا ، إننا نشوف نقطة دم تنزل من أى واحد» وكأنه غير مسئول عن قتلهم ! , وخرج فى خطاب له يهاجم اليهود ويصفهم بمصاصو دماء وأحفاء القردة والخنازير وأن بيريز "جزار قانا" , وعندما انتقدت الحكومة الامريكية بقوة تصريحات تلك , سارع بالموافقة على زرع جساسات اسرائيلية على الحدود المصرية , وأرسل خطاب إلى بيريز يقوله له : عزيزى بيريز نتمنى لبلادكم الرغد صديقك الوفى قراقوش ! . وفى خطاب له ينتقد الشرطة ويقول أنه سيعيد محاكمات قتل المتظاهرين , يخرج فى خطاب أخر يقول فيه للشرطة : من فضل الله علينا أن ثورة 25 يناير كانت فى عيد الشرطة ليشارك الأمن المركزى فى نجاحها !! .. قامت الثورة فى عيدكم دليل على دوركم وأنكم فى القلب . وكما تتسم خطاباته بالتناقض تتسم أيضاً بالإنكار والكذب والإنفصال عن الواقع ؛ ففى الوقت الذى تقترب فيه مصر من الإفلاس الحقيقى ويستموت قراقوش فى التسول والشحاتة من الصين وتركيا وامريكا وقطر والبنك الدولى , يخرج فى خطاب له يقول : أن أقتصاد مصر قوى , والذين يتحدثون عن الإفلاس هم المفلسون !! . وفى الوقت الذى تنحسر فيه السياحة بشكل غير مسبوق بسبب الأوضاع الأمنية يخرج قراقوش فى مجلس الشورى ويتحدث عن ارتفاع معدلات السياحة وكأنه فى عالم أخر , وبينما هو يخطب امام قصر حكمه ، فإن دماء المتظاهرين المتواجدين بميدان التحرير تسيل والقتلى والمصابين فى القصر العينى ومحمد محمود لم تتوقف ، والإشتباكات الدامية لم تهدأ ، ولا يخجل ويخطب متحدثا عن وطن غير الذى نعيش فيه ، حيث يتفاخر باستقرار الوضع الاقتصادى بينما الناس فى الشوارع تصرخ من ارتفاع الأسعار وغياب الدولار ، ومن شدة حماسه ووردية تصريحاته خرج فى خطاب له بإستاد القاهرة يتحدث فيه عن تحسن الحالة المرورية والأمنية فى نفس الوقت الذى خرج فيه قراقوش وتحدث على الشاشات الأجنبية كذباً عن بلطجية حاولوا إسقاط طائرة عسكرية ببورسعيد , ليسبب مزيد من الإنحدار للسياحة , وتجاهل تماماً الأحداث الدامية فى المنصورة والمحلة وبورسعيد والتى أسفرت عن سقوط قتيلى وجرحى , وأنفصال بورسعيد تماماً من تحت حكمه , وهو ولا كأن الأمر يعنيه !! , والغريب أنه فى خطاباته ولقاءاته التلفزيونية والرسمية يقوم بتصرفات مريبة , كأن يداعب "قضيبه" أمام الكاميرات وينظر الى سيقان رئيسة وزراء استرالية بنظرات شبقة , ويهرتل بكلام غير مفهوم «الـ «Drunk يروح السجن إذا كان Driving».., وينقل معلومات مشوهة ومغلوطة , ويقول أن البيرونى كان منشغل بالفلسفة وأنه مكتشف الدورة الدموية وليس ابن النفيس الذى فعل ذلك بعد وفاة البيرونى بقرون , وللغرابة انه فعل ذلك فى مصر ! , وقال أن ابن الهيثم علم الدنيا التشريح , وأبن الهيثم أصلاً ليس له علاقة بالطب اطلاقاً , فى لقاء لقراقوش الدولة الإخوانية سئل عن : ما هى موارد مصر؟.. فرد قائلاً : «عندنا موارد بشرية .. الإنسان له معتقد ، وهذا يكون دافعا لتحقيق أهدافه ، نحن مؤمنون والمؤمن لديه مفاهيم مختلفة ، عندنا الإيمان وعندنا اللغة تتميز عن غيرها من اللغات عندنا بشر كتير ولغة مشتركة ومعتقدات مشتركة وعندنا مياه رغم مشاكل المياه .. عندنا أرض واسعة وعندنا غاز وفى توازن بين الليل والنهار مش زى بعض الدول الأخرى .. ما عندناش جبال تحجزنا عن بعض وعندنا وقود وعندنا خامات وفيه حاجات نادرة كمان .. هذه الموارد كثيرة جدا والأهداف مهمة جداً .. دور الإعلام مهم جداً وإذا تجانس وتوحد .. إذا تجانس مش عيب وصار له أهداف يحققها ويترسخ بداخله أن عندنا أدوات كثيرة، فكيف يكون الإعلام وسيلة ناجحة لتحقيق هذه الأهداف؟» وما فى خطبه ظهر فيها على الشاشة إلا وتقمص شخصية شاويش المسرح فى الأفراح الشعبية مكرراً كلامه أكثر من مرة وحريصاً على إلقاء التهانى وبعزفة السلامات قائلاً : الحب الحب .. الحضن الحض .. البوس البوس .. تحية للمهندسين , والتجار , والمهنيين , وتحية خاصة لأهل الإسماعيلية , وبورسعيد , والف سلام ومية شمعة منورة لأصحاب التوك توك , وأنا وأنت ورقصنى آجدع .
وفى الختام لم يعدم قراقوش من وصف نفسه بما لديه من جنون وعته قائلاً : بسم الله الرحمن الرحيم .. إحنا جلدنا طخين !! .
ودمتم
#عبد_السميع_جِميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟