|
عذرا باريس ... العراق اصبح اليوم عاصمة العطور
وسيم جواد البكري
الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 02:41
المحور:
كتابات ساخرة
اليوم .. عطر الدماء الزكية التي استبيحت في عراقنا الاكثر رواجاً .. واباحة . في صباح مدن العالم توهجت عيون اطفالهم على سمفونيات العصافير ... وزقزقة الطيور ... وعطر الورود ... ويومٌ واعدٌ بالأمل ... واحلامٌ كل يومٍ تتحقق ... المدينة يفترشها قوادها عملا ... اعمارا ... توهجا ... ثناء ... واعمال تسير بلا حدود ... بلا عوائق ... بلا روتين ... كالنهر يتدفق بلا من يوجهه ... يسير بصمت ... تاركا سحر الهدير والنماء اينما يمر ... الطلاب ذهبوا الى مدارسهم بأمان ... العاملين اوشكوا على الانتهاء من اعمالهم ... بيوم جاهدٍ لكنه جميل ... بسحر وقدس المواطنة ... بدأ الاطفال يعودون من مدارسهم وهم يوزعون الفرح والابتسامة بكل مفاصل مدينتهم اينما مرو ... كالملائكة بأجنحة شفافة ... لانهم وطن ... هكذا هي الحياة عندهم كل يوم تشع مزيدا من التألق والبهاء . الا في عراقي ... في موطني ...اصبحت الدماء مباحة وزكاء عطر دماء الشهداء وصل الى القمر مع الارواح الطاهرة التي عرجت الى ربها ... فاليوم ذهب الاطفال الى مدارسهم ولم يعودوا ... سلبوا العمال حقهم ليس في العمل فحسب بل حتى حقهم بالحياة ... اغتصب الظالمون احلام الاطفال وافترشوا بأشلائهم الارض ... توهجت عيون اطفال العراق على صوت القنابل ... الدماء ... معزوفة دوي المفخخات ... قتلوا الاب ... الاخ ... الابن ... الاخت ... الجد ... لم يسلم احد ... الكل عندهم سواء ونتساءل؟؟؟ باي حقٍ يَقتلُون ... باي حق يفعَلُون ... من هم ؟؟؟ ماذا يريدون ؟؟؟ من اي مرحاض خرجوا ... لكن سرعان ما تكاملت عندي الإجابات ... يقتلوننا لأننا نحمل في القلب العراق في كل لحظ ... يقتلوننا لأننا نخيفهم ... ليس بسلاحنا ولا بقوتنا ... بل نخيفهم بعلمنا وبأيماننا نخيفهم لأننا بكل ما نعمل بكل ما نبدع نقول لهم نحن قادمون ... لانهم يعرفون سيخرج منا مهندسون يبنون صرحا عاليا يرعبهم ... لانهم تأكدوا سيخرج منا اطباء سيكتشفون دواء لمرض الجرب الذي ينهش جسد العراق ... وتيقنوا بأن منا سيخرج الموعود الذي سيوالي اجلهم ... بل تنبأ كبارهم المتعفنين بأن احد اطفالنا سيكون كيمياويا بارعا ويكتشف مضادا للجراثيم التي خرجت من المرحاض ... لقد ذهلوا انه مضادا لفصيلتهم ... لهذا هم يكثرون من قتلنا ... لكننا صامدون غدا سيكون أفضل ... غدا يوماً مشرق ونواصل حياتنا ... لأننا نحمل في طياتنا العراق ... لأننا وطن ... لم نقضي نحبنا عندما فجرتم مصانع حليب اطفالنا ... بل كنا نستهزئ بكم لقد كنا في المبنى المقابل نراقبكم ونبتسم ما تصنعون... يا لغبائكم لم نرضع يوما اطفالنا الحليب بل كنا نرضعهم وطن ... ارضعناهم منذ صباهم العراق ... افهمتم لماذا لم ننكسر يوما رغم ما مرت بنا من صعاب ... افهمتم لماذا لم ينكسر العراق عندما كنتم تقتلوه مراراً ... لان في العراق ملايين من العراق ... لان كل شخص في العراق هو بحد ذاته عراق ... انتم لم تقتلوا العراق الام والاب ... بل قتلتم احدى النسخ التي تشبه العراق ... قتلتم احد مفتدين العراق ... هكذا دائما انتم رغم ما تفعلون ... نحن وطنيون سنبقى ... رغم ما فعلتم اليوم بنا وقتلكم لأطفالنا سنواصل مسيرتنا وسنطمح لغدٍ افضل وانتم والذي يأووكم ستعودون للمرحاض من اين ما جئتم لأنكم لا تنتمون لأي طائفة بشرية على وجه الارض انتم ليس الا صرصور سيسحقه اطفالنا بأحذيتهم عندما يكبرون وأخيرا احببت ان اقول لكم شيئا سأكون انا المسؤول عنه . اذا دينك فتالك تقتل الناس اسمحلي أكلك من خرة بدينك
#وسيم_جواد_البكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|