هيثم محسن الجاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 23:07
المحور:
كتابات ساخرة
رسائل الإرهابيون واضحة ومكتوبة بالدم الزكي على أرصفة الشوارع ومنحوتة على الجدران الموشومة ببقايا الأشلاء المتناثرة .
والأبواق الإعلامية المسخرة لهم تنشر تلك الأعمال الإجرامية بحق الإنسانية حتى كاد ان يسمعها الأصم من هوالها وبشاعتها .
والقوة الأمنية العملاقة التي ينشل اللسان من عدها عاجزة عن اكتشاف الجرم ومعالجته ومتفرجة ومذهولة من عبقرية الإرهاب في تنفيذ عملياته الإجرامية في اي مكان ومتى تشاء . وهم في هرج ومرج لايفعلون شيئا سوى التنصل من المسؤولية ورمي التقصير على اقرانهم من العناوين الاخرى .
اما الشعب الذي يجهل أكثره الهاوية التي يدفعه اليها السياسيون الفاسدون الذين لايخجلون ولا يستحيون من كثرة البرم والتصريحات و( التجحبن ) . أيضا بعضهم يرمي المسؤولية بالفوضى الشاملة بالبلد بعضهم على بعض وكلهم نذير شؤوم بمصير الشعب العراقي المحبط من غياب الحلول والنهائية لتلك المصائب الكارثية المحدقة بحاضره ومستقبله .
وهناك المخلصون والمواسون لأنفسهم بفقد أحبتهم وأبناء وطنهم حرقا وتمزيقا وتقطيعا وذبحا تحت عناوين إجرامية فيها معصية واستباحة لحرمة الله ونواهيه . وهؤلاء الشرفاء استحالوا الى رماد متراكم من الألم والوجع اليومي وهم يشاهدون الروبيضة يتسابقون على هضم حقوق الناس وهدرها وسرقتها تحت الشمس وأمام الله بلا حياء ولاشرف مطمئنين للقانون الذي يحميهم ويبرر مساؤهم المخزية من اجل إشباع غريزة مبتذلة فيها عشق للدنيا وإقبال عليها ونسيان بل وغافلون عن ماادخره الله لعباده يوم المعاد .
وترى الوطنيون المخلصون يسحلون خطواتهم اليتيمة المنكسرة على أسفلت الشارع مثقلين بالهموم على وطن يباع طواعية لمحتل او طامع او حاقد على العراق .
واكتفوا بحلب أقلامهم مداد لاينتهي من الصراخ والعويل والاحتجاج من اجل العراق واهله . حتى اتهموا بالضعف والجبن لأنهم لم يعودو قادرون على حمل السلاح كما كانوا يفعلون من اجل التحرير والحقوق . واعتبروا ديمقراطيتهم عيبا فيهم وعليهم في مجتمع لايمشي الا بالعصا الغليظة كما هم يفعلون بأبنائنا لما يساقون على خلفية التهم الجاهزة والملفات التي اعدها الوشاة لتكميم الأصوات وكبت الحريات حتى لاذ اكثرنا بالصمت والفرجة على أعمالهم الجبانة لكي نموت حسرة وغيظا .
وهكذا فرغ الوطن من ابنائه الغيارى الذي هربوا الى غياهبهم المعتمة لكي يسحقهم الزمن الاغبر باسنانه القاطعة وهم لايقوون على مجاراة العاصفة السوداء التي تعصب بالبلاد التي استحالت الى خراب عام طال النفوس والحرث والنسل .
#هيثم_محسن_الجاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟