|
لا أهلاً ولا سهلاً بزيارة أوباما
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 23:02
المحور:
القضية الفلسطينية
يستعد أبناء شعبنا الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة استقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما ، بطريقتهم الخاصة وعلى نحو مختلف عن الاستقبال الرسمي له في رام الله ، استقبال يليق به كراع للإرهاب الإسرائيلي وداعم له .
استقبال بصيغة الهبة الشعبية ، ضد السياسات الأمريكية الامبريالية المنحازة ، بكل صلف ، ووقاحة للسياسات الإسرائيلية ، وضد نهج إدارة أوباما ، التي تستقبل الصفعات اليهودية لها ، بمزيد من التودد والدعم العسكري ، والمادي ، والسياسي ( لإسرائيل ) .
واللافت للنظر ، أن هناك علاقة طردية ، بين التوسع الاستيطاني وبين الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني ، فكلما زاد منسوب الاستيطان ، والصلف الإسرائيلي ، حيال ما يسمى بالعملية السياسية زاد الدعم الأميركي ( لإسرائيل ) ، في حين تستريح العواصم العربية ، وتطرب آذان الرسميات العربية ، لتصريحات الناطق باسم الإدارة " بأن عمليات الاستيطان تضر بعملية السلام " !!
ولا يتسع المجال هنا ، للتوقف بشكل مفصل حول العلاقة الطردية بين الاستيطان ، والدعم الأمريكي اللا محدود منذ انطلاق مؤتمر مدريد عام 1991 ، مروراً بأوسلو ، وواي ريفر ، وخارطة الطريق ، وأنابوليس ، وما بعد أنابوليس.
ولإنعاش الذاكرة نذكر ببعض المواقف لإدارة أوباما :
أولاً: أن أوباما ، في السنتين الأخيرتين ، من ولايته الأولى انقلب على نفسه ، فبعد أن كان يطالب ، بوقف الاستيطان في الضفة والقدس ، كمدخل لإنجاح " ما يسمى " بالعملية السياسية بين الفلسطينيين (والإسرائيليين ) ، راح يتراجع ، وبشكل ذليل عن هذا المطلب ، وراح يضغط ، على الجانب الفلسطيني ، بأن يعود للمفاوضات ، بعيداً عن شروط وقف الاستيطان ، وتحديد مرجعية خاصة بالعودة إلى حدود 1967 .
ثانياً : أن أوباما ، لم يحرك ساكنا ، عندما استقبل نتنياهو نائبه جوزف بايدن ، في القدس عام 2010 ، بالإعلان عن بناء ( 1500 ) وحدة استيطانية في ما يسمى ( بحي شلومو ) في القدس الشرقية ، ولم يحرك ساكنا ، في الأشهر الأخيرة ، من فترة رئاسته الأولى ، بشأن إقدام حكومة نتنياهو على بناء ما يزيد عن عشرة آلاف وحدة استيطانية ، في القدس وعموم الضفة الغربية .
ثالثاً : أن هذه الإدارة ، أفشلت مشروع قرار ، في مجلس الأمن في كانون أول من العام الماضي ، يقضي بوقف الاستيطان وبإدانة (إسرائيل ) جراء استمرارها ، في زرع الضفة الغربية والقدس بالمستوطنات .
رابعا : أنها وقفت موقفاً داعماً ، للعدوان الإسرائيلي ، على قطاع غزة في تشرين ثاني الماضي ، ما يذكر بموقفها الداعم للعدوان على القطاع نهاية عام 2008 ، والمؤيد بقوة لاستمرار حصار القطاع ، والذي ضغط على العديد من الدول ، بشأن عدم التصويت لصالح تقرير غولدستون ، في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة .
خامساً : أن إدارة أوباما ، أفشلت بضغوطها ، على بعض الدول في مجلس الأمن عام 2011 ، إمكانية توفير النصاب القانوني في المجلس للتصويت على أن تكون فلسطين ، دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
سادساً : أن هذه الإدارة ، فقدت أعصابها ، وتوعدت بالويل والثبور لمنظمة التحرير ، وللسلطة الفلسطينية ، وهددت بقطع المساعدات المالية عنها ، عندما توجهت للجمعية العامة للأم المتحدة ، في تشرين ثاني من العام الماضي ، من أجل طرح موضوع حصول فلسطين على صفة " دولة غير عضو " ، حيث مارست ضغوطاً هائلة على العديد من الدول لإفشال التوجه الفلسطيني . سابعاً : أن إدارة أوباما في ولايتها الرئاسية الثانية ، تعمل على إفشال المصالحة الفلسطينية ، وإفشال تشكيل حكومة فلسطينية تحت ذريعة أن " حركة حماس " غير ملتزمة ببنود خارطة الطريق وعملية السلام عموماً ، متجاهلةً عن عمد ، حقيقة أن ( إسرائيل ) أفشلت عملية أوسلو – على سوءتها – وأنها لم تلتزم بما هو مطلوب منها في " خطة خارطة الطريق ، ولا بخارطة أنابوليس ، وترفض بالكامل ، قرارات الشرعية الدولية وألقت بمبادرة السلام العربية في سلة القاذورات .
وأخيراً وليس آخراً ، يأتي أوباما ، إلى المنطقة خالي الوفاض معلناً أنه لا يحمل أية مبادرة ، وأن زيارته ذات طابع استكشافي ، وكأنه وكما يقول المثل الفلسطيني " غايب طوشة " وبحاجة لاستكشاف الأوضاع ، وكأنه لا يعرف برنامج نتنياهو السابق ، ولا برنامجه اللاحق ، ولا يعرف تفاصيل ما جرى ، ويجري بشأن موقف الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حيال ملفات القدس ، والمستوطنات ، واللاجئين ، والتي خبرها جيداً على امتداد فترته الرئاسية الأولى .
ما يجب قوله ، أن زيارته لرام الله لا تعدو كونها زيارة علاقات عامة وليس أكثر ، وأن زيارته (لإسرائيل ) تستهدف توفير كل السبل الدعم لها . وقد حرص أوباما ، عشية الزيارة ، على الإعلان ، بأنه سيؤكد على دعمه القوي ( لإسرائيل ) وأنه سيطمئنها ، من خلال هذا الدعم بموقف الولايات المتحدة القوي ، ضد البرنامج النووي الإيراني وتجديد الالتزام ، بالوقوف إلى جانب ( إسرائيل ) ، في مواجهة إيران . خلاصةً فإن أهداف الزيارة تكمن فيما يلي :
أولاً : " دعم ( إسرائيل ) مادياً وعسكرياً وسياسياً ، والتكيف والتنسيق مع مواقفها ، حيال مختلف القضايا ، المتعلقة بالشق الفلسطيني ، والإيراني والسوري حيث تشير تقارير ، متسربة عن الزيارة ، بأن أوباما بصدد الاستجابة ، لمطلب الكونجرس الأمريكي بتزويد ( إسرائيل ) بمبلغ 3,1 مليار دولار ، لعام 2013 فقط لتمويل القبة الحديدية . ولعل ما جاء في تصريح نائب مستشار الاتصالات الاستراتيجية الأمريكية ، بن رودس - " بأن مواقف أوباما ، في فترة رئاسته الثانية بخصوص الشرق الأوسط ، ستكون حاسمة ، وخاصةً كيفية ضمان ( أمن إسرائيل ) ، في منطقة جوار خطرة جداً " - يزيل أية غشاوة ، عن عيون البعض ، الذين لا زالوا ، يراهنون على أوباما في ولايته الرئاسية الثانية. ثانياً: أن أوباما يريد إعادة الود ، والوصال ، الذي انقطع بين الحزب الديمقراطي ، وحكومة نتنياهو ، إبان حملة الانتخابات الأميركية الرئاسية الأخيرة ، جراء انحياز نتنياهو لمرشح الرئاسة الجمهوري ميت رومني . ثالثاً : رفع العزلة الدولية عن ( إسرائيل ) التي تفاعلت وتكرست جراء العدوان الأخير على غزة ، وإبان التصويت على قبول فلسطين " دولة غير عضو " في الأمم المتحدة ، حين وقف نتنياهو ، مدحوراً مذموماً في ردهات الجمعية العامة للأمم المتحدة .
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا خير يرتجى من زيارة أوباما
-
الفلسطينيون ومهزلة اتفاقات جنيف
-
استشهاد جردات وإضراب العيساوي يشعل هبة شعبية ضد الاحتلال
-
في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة : دروس الوحدة واستخلا
...
-
نحو هبة جماهيرية لإنقاذ الأسرى
-
شعار الاستقلال الفلسطيني مناقض للمرحلية وللهدف الاستراتيجي
-
كفى رهاناً على الانتخابات واليسار الاسرائيلي
-
نحو أوسع حملة تضامن مع المناضل الأسير سامر العيساوي
-
الرئيس مرسي يعيد إنتاج تجربة مبارك
-
باب الشمس : إبداع نضالي فلسطيني جديد
-
على هامش مهرجان فتح في قطاع غزة
-
مجزرة الاستيطان تجهض حلم الدولة الفلسطينية
-
مبادرة عربية جديدة للسلام ... أية مهزلة هذه ؟
-
حول التحديات والمهام الفلسطينية الراهنة
-
فلسطين - دولة غير عضو - إنجاز كبير ..ولكن ؟
-
اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار في الميزان
-
صواريخ المقاومة تصنع ملحمة النصر وتاريخاً جديداً للشعب الفلس
...
-
الجبهة الشعبية تعيد الاعتبار للفعل المقاوم ضد الاحتلال
-
ذكرى بلفور مناسبة لاستخلاص الدروس وليس لممارسة طقوس كربلائية
-
مرسي يصدم مصر والأمة العربية برسالته الحميمية إلى بيريز
المزيد.....
-
بايدن يكشف ماذا كان يشعر به خلال المناظرة أمام ترامب: -كانت
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تصدر تعليمات لأصحاب الحسينيات تزامنا
...
-
-صليات من صواريخ الكاتيوشا وأسلحة أخرى-..-حزب الله- ينشر ملخ
...
-
القائمة تكبر.. نائب ديمقراطي آخر يطالب بايدن بالانسحاب من ال
...
-
بايدن: أنا باق في السباق. سأهزم دونالد ترامب
-
احتفالات وألعاب نارية في أميركا بمناسبة الرابع من يوليو
-
مقتل شخصين خلال حادث غير متوقع في الصين
-
السعودية.. حريق كبير بعقبة الملك فهد في ?منطقة الباحة وفرق ا
...
-
مسؤول أمريكي يعتبر تعاون الصين مع روسيا تحديا طويل الأمد لأم
...
-
الداخلية الإيرانية تعلن النتائج الأولية للدورة الثانية للانت
...
المزيد.....
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
المزيد.....
|