أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - الإمبراطورية الأمريكية في الطريق إلى التفكك















المزيد.....


الإمبراطورية الأمريكية في الطريق إلى التفكك


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 20:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اكتشف الغرب من خمسة قرون (1492) الأراضي الأمريكية و قامت أوربا بتغذية الأراضي الجديدة بالبشر من المغامرين المستوطنتين الأشداء و من المساجين قطاع الطرق ذي الأحكام .. بعد حروب دموية كثيرة مع سكان الأراضي الأصليين (الهنود الحمر) تخللتها عمليات تطهير عرقي لا تقل عما فعله العرب البدو في الدول التي غزاها لنشر العقيدة الدموية .. تكونت تكتلات عرقية أوربية مختلفة الأحجام في عدة أماكن متخذة شكل مستوطنات كبيرة (ولايات) .. استمرت الصراعات و المنازعات المختلفة بين أبناء الولايات و الهنود الحمر فيما بينهم و تارة أخرى مع الجنود الإنجليز حتى تم الاستقلال عنهم و تبع ذلك التصديق على اتفاقية الدستور الأمريكي من قبل مندوبي الولايات المختلفة عام (1788) .. و هو التاريخ الفعلي لولايات المتحدة الأمريكية أي حوالي قرنين من الزمن و هو البداية الحقيقية لإمبراطورية الحالية في الداخل و الخارج

اعتمدت الإمبراطورية في بدايتها على تصدير المشاكل الداخلية إلى الخارج و على إخضاع كل شئ لمبدأ المكسب و الخسارة بما فيها الحريات العامة و حقوق الإنسان و حرية الكلام لكونه يحافظ على سلامة الجبهة الداخلية من الانقسام بسب اختلاف و تنوع الأعراق و الثقافات

فشلت أوربا في مشاريع اندماج المهاجرين و فشلت أيضا معها فكرة تعايش الثقافات و الأعراق المختلفة سويا في بوتقة الثقافة الواحدة لبلد الواحد .. المهاجر يأخذ كل شئ من مميزات اجتماعية و ضمان اجتماعي و حماية معيشية دون أن يقدم شئ لبلد الحاضن له و بالمقابل يقوم بالتهرب الضريبي و العمل في السوق السوداء متلقى فى نفس الوقت إعانة لبطالة و يستغل القوانين العامة و قوانين العدالة الاجتماعية لاستفادا بجميع الإعانات و الاستحقاقات التي تقدمها الدول لفقراء .. المهاجر دائما شاخص إلى موطنه و إلى ثقافته الخاصة و لا يريد أن يتقدم خطوة لإمام لاندماج مع الوسط المحيط به .. يظهر بوضوح في السنوات الماضية فشل الاندماج الجزئي في المجتمع الأوربي و على العكس من ذلك تنمو الكراهية و البغض بين الجاليات الإسلامية تجاه مواطني الدول التي يقيمون بها و يعيشون على خيراتيها

يرجع سر تماسك الإمبراطورية الأمريكية في بداية الأمر إلي التكتلات الكبرى التي تكونت ( الإنجليزية / الأيرلندية / الفرنسية / الألمانية / الأسبانية / .... ) قبل تآكلها بمرور الوقت لصالح المهاجرين الجدد المستقدمين من أمريكا الجنوبية و أفريقيا و أسيا و غيرهم .. فشل مشروع تعدد الثقافات / الأعراق / القوميات / الديانات في أمريكا ... أصبح من الصعب تواجد أمريكي لا يفتخر بجذوره و قوميته الأصلية و يعلو بها على الأمريكية فليس هناك في الوجدان شئ قد يسمى بالقومية الأمريكية .. ماضي بغيض و حاضر لا يختلف كثيرا عنه

الهجرة النوعية ( أصحاب المهارات العالية ) التي تمارسها أمريكا طوال الوقت و تقوم الدول الأوربية بالتقليد الأعمى لبعض الوقت يصاحبها هجرة بعشرات الأضعاف من المهمشين و الفقراء المحتاجين و المطرودين من أوطانهم و حتى الأشقياء و أصحاب الجريمة الهاربين ، لذا يمكن تفهم بعض الأسباب التي تجعل من الصعب اندماج الثقافات المختلفة القادمة في الأوطان الجديدة

أشبه الإدارات المتعاقبة على الإمبراطورية الأمريكية بإحدى فرق كرة القدم الشهيرة ( ريال مدريد / برشلونا ) حيث يلعب اللاعبون من أجل الشهرة / الأسماء / المادة / في المقام الأول و الأخير و ليس من اجل أسبانيا الدولة المضيفة أو من أجل النادي المتعاقد معهم .. المكسب و الخسارة و المصلحة المادية هو القاسم المشترك بين جميع الإدارات لحفاظ على استمرارية تبادل الكراسي .. أصبحت العلاقة بين المواطن و الوطن يحكمها عامل الربح و الخسارة و يتضح هذا من التذمر بعد خسارة أكثر من أربعة الآلف جندي في العراق و تفضيل الانسحاب منها لتفادى التكاليف الباهظة فلم يكن هناك الهدف القومي الذي يلتف حوله الأمريكان .. تتعاقب الإدارات و منها من يرى المصلحة فى مطاردة زعيم القاعدة "بن لادن" و تأتى الأخرى و ترى المصلحة في عمل هدنة مع نائبة "الظواهرى" على حساب مبادئ حقوق الإنسان .. اللاعبون اختلفوا و طريقة اللعب اختلفت و الكل يلعب بطريقته الخاصة من أجل استمرار الفريق في الصدارة

تعتبر أمريكا المسئولة الأولى عن تكون إمبراطورية الشر (المملكة السعودية) و تشاركها بريطانيا في ذلك طوال المائة عام الماضية ... بالنظر إلي الواقع الفعلي على الأرض لما يجرى حول العالم ، نجد أن أمريكيا و بريطانيا مستمران في حماية " مملكة الشر " بالرغم من انتشار الإرهاب حول العالم و أصبح يهدد البشرية جمعاء مازالا الاثنان يمارسان مبدأ المكسب و الخسارة و المصلحة المادية لهما بغض النظر عن الآخرين على أمل إمكانية القضاء على الإرهاب بأسرع وقت دون التعرض أو المساس بوضع الأنظمة الخاصة في الدول الخليجية

الانحطاط الأخلاقي في تطبيق مبادئ حقوق الإنسان حسب الموقف و الطلب .. جعل العالم يفقد مصداقيته في كلا من "بريطانيا و أمريكيا " لحمايتهما الدول الخليجية على حساب ابسط الحقوق المرأة و لإنسان عموما و هذا سوف يقود حتميا في يوما ما إلي التذمر الداخلي والتفكك (بريطانيا / أمريكيا) إلى دول مستقلة في المستقبل

يصل الدين العام لأمريكا إلى (14.3) تريلون دولار و الرقم مرشح إن يصل إلى (16.2) الذي يمثل (98%) من الناتج القومي تقريبا و هناك محاولات لتقليص التكاليف الحكومية و مصاريف الجيش و الضمان الاجتماعي حتى لا يتعدى الدين العام الناتج القومي .. تشارك الصين في الدين العام الأمريكي بـ (1.2) تريلون تقريبا و اليابان بنفس القدر تقريبا و تشارك الدول الخليجية بـ (0.5) تريلون تقريبا و الرقم مرشح أن يصل إلي "التريلون" في القريب العاجل و يعتبر أكثر من (50%) من أجمالي الدين الأمريكي من الديون الخارجية

أمريكا مرشحة في السنوات القادمة (10 – 20 عام ) إلى التفكك و التقسيم على طريقة الاتحاد السوفيتي السابق ، ولايات فقيرة و ولايات أخرى غنية يقودها أبناء التكتلات العرقية الكبرى ، فليس هناك تاريخ تراثي قومي عرقي يمكن أن يتباكى عليه الأمريكان!

منذ بداية التسعينات و مع انهيار الاتحاد السوفيتي تعمل أمريكا على أضعاف منافسيها كما نجحت فى ذلك مع الروس لمدة سبعين عام ، لكي تستمر في الانفراد بالمسرح العالمي لأطول مدى .. أسندت إلى بريطانيا (الحليف الإستراتيجي) مهمة المراقب لأوربا و الحارس الأمين على عدم تقدمها الاقتصادي السريع بالتحكم في فرامل القاطرة الأوربية من خلال عضويتها "المشكوك فيها" في اتفاقية الاتحاد الأوربي

تقوم أمريكا بتعطيل عملية الاستغناء السريع و الكامل عن استخدام المحروقات و الطاقة الملوثة لمناخ الكرة الأرضية من منتجات بترولية و فحم حجري و الاتجاه آلي السريع إلى الطاقة البديلة النظيفة في جميع الصناعات (بالأخص صناعة المركبات و السيارات) و تمارس أمريكيا الضغوط الغير مباشرة على "ألمانيا و اليابان" لتفادى ذلك .. تقوم أمريكيا في نفس الوقت بكبح جماح اليابان بسبب تقدمها المتسارع عن طريق تقوية المنافس التقليدي " كوريا الجنوبية" و تريد تكرار نفس الأسلوب مع الهند المنافس التقليدي لصين لكبح تقدمها ..
الاستغناء عن البترول في المستقبل سوف يفقد أمريكا الكثير من الموارد الاقتصادية و الميزات الإستراتيجية الأخرى بسبب تحكمها في منابعه و في تجارته و تحديد سعره عالميا كما انه يفقد أمريكا ميزة التحكم الغير المباشر في اقتصاديات الدول المنافسة لها و فقدان تلك الموارد و الميزات يعجل من الانهيار الاقتصادي

استمرار أمريكا كإمبراطورية و أرض الأحلام على حساب أحلام باقية البشر ، يكمن في أضعاف الصين اقتصاديا و داخليا على المستوى الاجتماعي و العرقي و تضيق الخناق عليها بسبب حقوق الإنسان و الوصول إلي دول القوقاز و وضع اليد عليها كشوكة في ظهر الصين و روسيا و الاستعانة بالأتراك في تنفيذ ذلك .. هذا يفسر سبب التواجد الروسي في قاعدة اللاذقية بسوريا و اتجاه الصين و روسيا على إعاقة المخطط الأمريكي من خلال التصويت السلبي على القرارات في الأمم المتحدة الموجه ضد سوريا و إيران

يظهر هناك في الأفق بوادر الرغبة الأمريكية و البريطانية لتقوية تركيا سياسيا و اقتصاديا لكي تصبح القاطرة المتحكمة في دول العالم الإسلامي (ممكن تحت مظلة خلافة بشكل جديد) و استغلال جماعة الإخوان كتنظيم عالمي منتشر في جميع الدول الإسلامية لإخضاع و تنفيذ ذلك .. بغرض القضاء على الإرهاب تدريجيا و التحكم في العالم الإسلامي (بعد أضعاف الجيوش المحلية) ككتلة واحدة عن طريق تركيا و هناك الهدف الإستراتيجي الحقيقي لإمبراطورية الأمريكية هو ينحصر في محاصرة الصين و روسيا كقوى منافسة لإمبراطورية و كبح جماح التقدم الاقتصادي .. نفس اللعبة القديمة!!


مع شكري و محبتي



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع ثقافي حضاري و تطهير عرقي ديني في مصر
- شعارات ثورية مصرية
- مُرسِيات (1)
- مصر من عهد رمسيس الثاني و نفرتاي إلى عهد مرسى و أم أحمد
- الموعظة على الجبل .. دستور الحياة
- الترجمة القرآنية الكاذبة
- لست مسلما لا أحمده
- الفرق بين صلاة المسلمين عن صلاة المسيحيين
- أين مصر؟
- القرآن المبسط (الطبعة الأولى)
- دستور تقسيم مصر
- أشرف الخلق رجل شرير منعدم الضمير قاطعا لطريق
- أشرف الخلق أسود القلب سليط اللسان زير لنساء
- أشرف الخلق مجرم منعدم الأخلاق
- عمال اشتراكيون على الورق
- مرسى الرئيس الطز
- مصر – المسيحية أفضل حل
- الملحدون الناطقون بالعربية - قيمهم و معاناتهم
- بعض كلمات القرآن الغير عربية الغريبة
- بعض الآيات القرآنية – أسباب تخلف المسلمين (3)


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: معبر رفح لن يُفتح إذا تكررت -الفوضى- م ...
- أمريكي ينتشل أجزاء من طائرة منكوبة تحطمت في نهر بواشنطن
- كيم جونغ أون غاضب ويحاسِب.. إقالة عشرات المسؤولين تورّطوا في ...
- واتساب يتصدّى لعملية تجسس واسعة استهدفت صحافيين وناشطين
- الجيش الاسرائيلي يعلن تعرض قواته لإطلاق نار داخل سوريا
- ترامب يتعهد بالحديث مع بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا
- ترامب: الأردن ومصر سيستقبلان سكانا من غزة
- -الشبكة- يرصد أثر مشاهد تسليم أسرى الاحتلال على البريميرليغ ...
- نادى الأسير يكشف عدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم السبت
- ترامب يكرر تصريحه عن -تهجير- سكان من غزة إلى مصر والأردن


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - الإمبراطورية الأمريكية في الطريق إلى التفكك