مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 09:11
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مسكين أنت ايها العبد
هل تظنون أن سبارتاكوس مات لكي يتذكره أو يكتب عنه أحد , أو لكي يكون بطلا لقصة ترويها الأجيال ؟ هل تعتقدون أن سبارتاكوس قاتل لأي شيء آخر إلا لكي يعيش حرا , و هل هناك أي شك في أن أجمل متعة عاشها و مارسها سبارتاكوس , كانت حريته تلك التي اغتصبها من هذا العالم , من أسياده , و لو لبرهة فقط , و لو للحظة فقط ؟ هل هناك عملا أكثر شبقا , أكثر نشوة , أكثر سعادة , أكثر جمالا , من أن تقف في وجه سادتك , من أن يخشاك سيدك , من أن يخشاك الحراس , من أن تموت و أنت تقاتل ؟ هل حلم مزدك أو بابك الخرمي أو حمدان القرمطي بأي شيء إلا بعالم جديد , بالعدالة , بالحرية , للجميع ؟ نحن , العبيد , الذين يقتلنا خوفنا , نحن من يحتاج إلى هؤلاء , إلى تذكر هؤلاء , و ترديد أسمائهم و تنصيبهم أبطالا لتاريخ ممتد من الأزل لكنه مع ذلك لم يبدأ بعد , لا العكس , لقد عاش هؤلاء و ماتوا , عاشوا أجمل متعة متاحة للعبد في هذا العالم , تلك المتعة التي لم و لن يعرفها الجبناء .. مسكين أنت يا من لم تعرف يوما طعم الحرية , كيف تقف حرا , كالطود في وجه سيدك , مسكين أنت ايها العبد , يا من تموت كل لحظة , يقتلك خوفك , و يقتلك الذل الذي أدمنته , و يقتلك حلمك بلحظة حرية , و يقتلك الحراس بسياط عيونهم , و كلاب السلطان بعوائهم .. أنت تعرف و تزعم أنك لا تعرف , أنت تعرف أن العبد "الحي" هو كالميت تماما , بل أضل سبيلا , لكنك مع ذلك تفضل أن تعيش كل ذلك الذل و الموت , مستسلما , ذليلا , على مائدة اللئام .. مسكين أنت أيها العبد , يا من لم تعرف يوما جنون الثوار , و لا حرية الموت بسيوف الحراس , يا من عشت و مت مطأطئ الرأس , مسكين أنت أيها العبد !!!
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟