أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماماس أمرير - لملح البكاء سرانية














المزيد.....

لملح البكاء سرانية


ماماس أمرير

الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 00:54
المحور: الادب والفن
    


كسل يوميّ يجرّ حنيني
مجدولة روحي
لمساء نعاسه يومئ للزوايا بأن تتظاهر بالغياب

ترتخي على الأرصفة أقمار مثخنة بالسكينة
ومنعطفات شتى


هكذا كان الزمن مرهقا
في أدغال روحي

وأنت في ذاكرتي شجن كثيف
يعبث بخاصرة العشق


حين يقتحم المدى شطآن عينيك
و حين أسراب الهوى
وبعض البجع الهادئ
يراقص ماء أحزاني

ألوذ بقطعان قلقي
فهل من ثمالات السوناتا يأتي
نزف جراحي؟

آه....لأشرعتك احتيالٌ على ريحي
و لأهدابي غفوة صلاة في محراب المدى



مساءٌ حزين
ديباجة دفقٍ إلهيٍّ
وفُُجاءة النبض على وجعي
ترنيمة مبتلة بأحزان الأنبياء

و لهب قديم
رماده ينام في مواقد شوقي

كهشيم ساق جسدي
يذروني عشق بين مآقي الريح
و العناوين الضائعة مضغة الليل
تتكاثر في ضياع العتمة

وأنت في شراشف الدهشة منغمسٌ
ألملم أسرّتك المبعثرة
من غزوات الشبق

أقطف ما تبقى من خجل البنفسج
أسكبه بكأس وريدي
ثم أسقيك حتى الموت

ونديمي هذا الكسل الجميل
المتعرش بنوافذ القصائد


حين يسترخي صمت الكون
على أغصان روحي
أنسج أغنية المجرات العتيقة

يحملني كوكب إلى حنايا دفئه
يلتهم بلذة أطرافي

ويريق عسلا شهيا
فتهيم مصابيح النجوم
في صدري
وتلتقي الحقول عند ضفافي

و على نعاسي تنبت حبات قمح
فتنتفض مسارب الريح



الآن أدرك بحزن شفيف
أن آلامي عناقيد مبتلة بالندى

فتشبث بطهر ثوبي
وتعلم أن المنامات الصغيرة
لن تمنحك سكرة الكون
أو ومضة الأنبياء

وأن الطرقات الثملة
تعتق نبيذها في سحنة وجهي

فاشرب من قطرات أديمي
ولا تذهب بعيدا

لا تقامر بأحزاني
ولا تلقي بأسوار عشقي العتيق
إلى جنوب نهر مرقط بدماء الصباحات

بل عد لسكرات الليل
وقبل مناماتي المقدسة

تلمس جيدا ما قالته أصابعي
على جسدك ذات سفر مخملي
فهناك نبوءة لصباح أكثر حزنا


لا زال وجهي عابقا
يكابد ممرات أقدار متيبسة

فهل شردتك المتاهات؟
ألا زلت تردد أناشيدك المقدسة بعيدا عني؟



تنثر للقهر أيات منمقة
بديباجة الطهر
ثم تلقي بي جارية بأطراف الغمام


حين يصيبك الغرور بأمطاره الوثنية
و تركب قرص الشمس وحدك
ثم ترحل إلى الله بدوني


ألقي أنا بثديي عرض البحر
وألغي مواسم قدرتي على الخلق
فتموت أحلامك الصغيرة
في ملوحة الوقت


ولا يبقى لك إلاّ بحيرة آسنة
وقليل من الأحلام البائدة
وطوق نصر مهترئ


ولأنني ...مجروحة
بحجم الدهر
تجف القطرة بحلمي
وتنأى إيحاءات الخصب من معابدي
ثم تذبل حدائق الكون


أتلمس أطرافي المتبقية من زمن دفء
فيرحل عشق بهي أسكرني
حتى آخر قطرة تسكبها ريحك


لطهر الرمق أزف أشجاني
وأحزاني المسافرة على أجنحة السنونو

وانثر بذور شهوتي
فجبالي هنا وسهولي!!

أيها المزارع المتراكم فوق طين شهواتي
عبثٌ مواسم عطشك وأسراب السيول بآباري!

اقتربْ فرذاذي المخمليّ
نعاسٌ وسكرةٌ مقدسة
وشبقى ثمالات
تذيق عناديل الشوق
سهر وسهد

على شفقي ينام النهار
وغير نجومي لا يبدد
تجهم عتمتك

حنينٌ أنا
وأزاهير الحب بكفّي


بأي لحن أغويتني
وأي الأساطير كانت تقامر بدمي


على شفاه الغسق دمي وأحزاني تغني
وسرّانية العشق
جذوة غافية لا تحفل بالعابرين
على جداول صمتي

فانت النبي الموعود بأسرار مناماتي


الفراغ بامتداد يدي
والسماء بوسع كفي
و السقم يرتطم بأحلامي
وقصائد من عياء الطرقات المكتظة بخطواتك

شهقة خطواتي
تحملني إلى نشوة مبهمة
في سحر عينيك

فانزع معطفك البارد
واغسل ممرات الشتاء بنبيذي
واجعلني لبلاب عظامك


الدفء يسكن نبيذنا
يطرحني في زمنك سؤالا عسيرا
فلا تتدبر أمورك الساذجة
بأحلام مشنوقة
وتنسى نبوءتك العتيقة
أنك مبشَّر بحمّى دمي...



هنا ملامحي تفتت عنها ملح البكاء
وأصابعي تنزع رغوة الصقيع

فتشبث بخاصرة الورد
واملأ كؤوس الفرح
بشهد شهي

واحملني لخمائل عينيك
لذة قصوى

يكفيني قليل من الندى
لتبزغ صباحاتي
ويستعد عطشي للرحيل ؟




#ماماس_أمرير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فايز محمود المفكر الأردني أين نحن من تكريم مبدعينا?!
- حلم مكتض بالريح نص مشترك قاسم محمد مجيد الساعدي وماماس أمرير
- رأسي غرفة موحشة
- إلى طارق مصاروة وزير الثقافة السابق
- لا جدوى من الموتى
- ثمالة في نشوتي
- طفل الماء
- للوجع ملكوت في خاصرتي
- عمق الهزيمة الإنسانية في قصة -غرفة- للمبدع محمد اللغافي
- فايز محمود المفكر الأردني بلا عمل وبلا بيت فهل سيمنحه الوطن ...
- المصلوب
- ضعف
- الآلهة الأولى
- لا شيء غير هذا التراب
- لملح البكاء سرّانية
- أشجار الألم


المزيد.....




- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماماس أمرير - لملح البكاء سرانية