أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ارشد حمد محو - حديث عن مرحلة ما بعد خطف الطفلة سيمون .















المزيد.....

حديث عن مرحلة ما بعد خطف الطفلة سيمون .


ارشد حمد محو

الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 11:33
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


حديث عن مرحلة ما بعد خطف الطفلة سيمون .

يكاد أن يتفق الكثير من المعنيين بمسألة الطفلة سيمون أن أستدراجها ثم خطفها لم تكن طبيعية ، بدليل تداعيت المسألة و ردود الفعل التي أعقبتها والتي أثبتت أن منعطف خطير وحساس للغاية ينتظرنا نحن الايزيديين في الوطن ، وأن مستقبل العلاقة بين الايزيديين مع المحيط ومع السلطة يحمل في طياته كثير من المعوقات والمشاكل و ربما مفاجأة لاتحمد عقباه في المستقبل ..
لكن ما يتعلق بالقضية فأننا قد تجاوزنا مرحلة ردود الافعال و البيانات و النداءأت الفردية و الجماعية، وحديث الاستنكار و الشجب والعواطف ، وتجاوزنا مرحلة أبراز المواقف من القضية ومن عبر عنه منذ الوهلة الاولى؟ ومن أختار الصمت؟ لكنه لم يفلح وعبرعنه مضطرآ تحت ضغط الرأي العام الايزيدي الذي لاشك أنه قد أصبح في طور الولادة خاصة بعد هذه الحادثة تحديدآ ، كما وبينت الحادثة نفسها طبيعة المواقف سوا الايزيدية او غير الايزيدية في التعامل مع قضايا تمس صلب معاناة الايزيديين في وطنهم وكيفية معالجتها أو تغير مسارها باتجاه الحل الذي كان يريده كل طرف من الاطراف التي أعتبرت نفسها صاحبة الشأن في القضية من الايزيديين وسواهم ، الذين هم في السلطة و الذين في خارج فلكها . .
ولكن أين وصل مسار القضية ؟ وهل أن نتائجها التي ترتبت في هذا الوقت والتي ستفرزها في المدى البعيد هي في صالح أصحاب القضية ؟ أم أننا لم نحقق شيء وأن مسلسل الحوادث سيستمر في المستقبل كما عبرعن هذا التوجه الكثير من متابعي المشهد الايزيدي في كوردستان و العراق ،وهل كان رد فعلنا صحيحآ و بمستوى القضية؟ وهل كان تعامل الاخرين بمستوى مسؤولياتهم ؟ .
للأجابة على هذه الاسئلة علينا أن ندرك بان أرهاصات مرحلة اخرى أكثر تعقيدآ قد بدأت تبرز بخصوص مستقبل الايزيديين و الديانة الايزيدية ونحن بحاجة الى نمط تفكير مختلف ورؤية وعقلية مختلفة عن كل المراحل التاريخية السابقة ، لاسيما بعد كل هذه التغيرات ( غير المطمئنة ) التي طرأت على تفكير الاخرين من محيطنا بتأثر التصاعد غير المسبوق لأحزاب و تيارات الاسلام السياسي في المنطقة ووصولها الى السلطة في بعض الدول مثل مصر و تونس ونظرتها الى الاقليات الدينية الاخرى، وان المستقبل لايبشر بالطمأنية بالنسبة للأخيرين، وخاصة الايزيديين لأنهم لايزالوا في نظر الكثيرين في دائرة الاتهام بعبادة قوة الشر( الابليس ) وهم ( يزيديون ) وليس ( أيزيديون ) وهم فقط أتباع الشيخ عدي بن مسافر(( الاموي )) أي أنهم لا تاريخ لوجودهم قبل الشيخ عدي ، فمن يحمل هذه الايدولوجية، تصوروا كيف سيكون تعامله وهو في السلطة مع أناس لايعترف بهويتهم الدينية و الوطنية الاصيلة ؟؟ .
وهنا ربما لا اتفق مع البعض: بأن الحادثة قد وحدت تمامآ كلمة الايزيديين وتوجهاتهم المختلفة في التعامل مع قضاياهم ، ولعلي لا ابالغ اذا قلت بان الحادثة قد اثرت بالعكس على بعض الجوانب في العلاقة بين التوجهات الايزيدية المختلفة الحاضرة على الساحة السياسية و المجتمعية وتنافرت الامور بينهم أكثر من قبل ، بسبب سلوكيات البعض و تعاملهم مع قضية سيمون ( وكما يتعاملون مع كل القضايا المشابه ) بأسلوب المزايدات السياسية و الشخصية و أستغلال هكذا الحالات لتحقيق مأرب شخصية على حساب الكل الايزيدي .
وكذلك لا اشاطر الرأي مع ذلك التوجه و الرأي المتفائل جدآ بمستقبل الايزيديين و الديانة الايزيدية والمستند على مسألة قدرة الايزيديين على التغلب على مأسيهم وصمودهم التاريخي أمام فرمانات الابادة التي تعرضوا لها، ورغم كل ذلك حافظوا على تراثهم الديني و الشفهي ولم تندثر مبادئهم الدينية كبقية الديانات الاخرى القديمة التي سبقت الديانات السماوية ، لان المسألة ببساطة هي أن الظروف والواقع تختلف كل الاختلاف عن الماضي ، وأن الايزيدية و الايزيديون أيضآ مختلفون في واقعهم، و توجهاتهم مختلفة في كل المشاكل التي تواجههم ، عكس الماضي عندما كانوا متحدين ويحاربون من اجل هدف واحد وهوالصمود و البقاء ، كما ان الخوف كان مباشرآ من عدو كان يستخدم السلاح و الحملات العسكرية لأبادتهم جسديآ و ماديآ ، ألا ان الخطورة قد تجاوزت هذا الشيء في هذه المرحلة، و أصبح هناك سياسات ممنهجة و مؤدلجة لصهر الايزيديين في بوتقة أيدولوجية دينية مسيسة .
وامام هذه المرحلة الجديدة والاخطار المحتملة حول مستقبل الايزيديين، فأن التعامل بنفس العقلية و الاساليب القديمة مع قضايانا لايغير من الواقع المؤلم شيئآ ، ولا نحقق شيئا، فقط بوضع اللوم على الاخرين دائمآ ،والبكاء على الماضي الاليم وانتقاد السلطة و الحكومة بعدم تطبيقها للقوانين و المساوات على الجميع ، أذآ فعلينا أن ندرك مفاصل الخلل في مجتمعنا ، و أن نضع اليد على الجرح مباشرة ونعترف باخطاءنا ونواجه واقعنا المؤلم الذي ننتقده جميعنا وذلك بالخروج من التقوقع وأنتقاد بعضنا البعض كأشخاص و تيارات سياسية ، و الانتقال الى مرحلة وضع أستراتيجية وبرنامج أصلاحي ديني و اجتماعي متكامل ، وألا فأن الزوال سيكون مصيرنا كما زالت الديانات القديمة التي لم تستطع مواكبة العصر ، و لأن هذا العصرهوعصر الديانات التبشيرية ( اليهودية و المسيحية و الاسلام و البوذية و الهندوسية )، وبالرغم من ان الديانة الايزيدية لها فلسفتها الخاصة و مباديء دينية اولية و تمتلك أجوبة كاملة حول مفهوم الحياة و ازدواجية الإنسان ( بما فيه الخير و الشر) وأجوبة حول معاناة الفرد و ما يخص الحياة بعد الموت ( تناسخ الأرواح ) الا ان بالمقارنة مع الأديان العالمية الأخرى فان الايزيدية لا تسعى الى الحكم مثلا و لا تطالب بمقاليد السلطة او شن حروب على الآخرين بأسم الدين، و كل ذلك نابع من صلب عقيدتهم الدينية ، لذا فان المستقبل حتمآ سيكون من نصيب هذه الديانات العالمية لانها ديانات دول وأصحابها لهم دولهم المستقلة منذ مئات السنين .
ولعل الكثير من أصحاب الاقلام الايزيدية والكتاب قد سبقوني في طرح موضوع أهمية القيام بأصلاحات دينية و اجتماعية والخروج على بعض التقاليدوالبالية والافكار الرجعية التي أصبحت جزءآ من الدين ولاتخدم باي شكل من الاشكال الحفاظ على ديمومة الديانة الايزيدية ومستقبلها ، وربما كان رد الفعل و الاستجابة حينذاك لم تكن بمستوى أهمية القضية ، ألا أنني هنا أجدد الدعوة وأؤكد على اهميتها أكثرمن أي وقت مضى .
ولنبدأ أولا بتوعية و تربية الجيل الجديد ومساعدتهم في كيفية التوفيق بين رغبتهم في مواكبة التطور الحاصل وبين الحفاظ هلى الهوية الدينية ( الايزيدية ) كتراث و خصوصية دينية بعيدآ عن التطرف و التقوقع ؟ وكيف سيتمكنون من تحقيق ذلك ويصبحون روادآ في المجتمع الايزيدي يقودون الاصلاحات فيه بدون أن يكرروا نفس أخطاء الذين سبقوهم ( أي الجيل القديم – أن صح التعبير ) وذلك بالوقوع في صراعات شخصية ومحاولة تنحية الاخر و تشويه سمعته وأستغلال مواقعهم ونفوذهم فقط لأجل تحقيق المصالح الشخصية الضيقة دون ان يقدموا شيئآ لمجتمعهم ؟؟ .
أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتف الجهود بين المهتمين والمعنيين في الشان الايزيدي من الكتاب و المثقفين والغيورين على مصلحة المجتمع الايزيدي على أيجاد حلول مناسبة وبرامج أصلاحية جادة بعيدآ عن مساهمة و تدخل (المؤسسة الدينية) و (الاميرية ) وبعض (السياسيين) الذين لايفرطون بمصالحهم من أجل قضية مجتمعهم ، كما وأنهم يشكلون دائمآ حجر عثرة في طريق أي تغيير يضر بمصالحهم حتى ولو كانت في خدمة الايزيديين جميعآ، وعلى الداعيين الى الاصلاحات أن يدركوا بأن أي أستراتيجية أصلاحية لايمكن أن تحقق اهدافها بدون معوقات و محاولات أجهاضها من طرف الاخر وان كل التجارب الناجحة في المجتمعات العالمية قد بدأت برغبة ومن ثم العمل على تنفيذها باصرار فالتغلب على المعوقات وبالتالي تحقيق الاهداف المرجوة والخروج من الازمات المظلمة .
كما و علينا ان ندرك أن الانفتاح على الثقافات المختلفة في العالم ضرورية للخروج من التقوقع ولاسيما أن الايزيدية لازالت في مرحلة التعريف بها للأخرين وعلينا ان نستفاد من هذه الفرصة لتصحيح بعض الاراء و النظريات التي كانت تظهر الايزيديين بانهم من غير عباد الله ، ألا أن التقليد الاعمى الذي تمارسه شريحة كبيرة من الجيل الايزيدي الجديد( وخاصة بالنسبة للأيزيديين في الخارج ) قد تكون بمثابة بداية طريق باتجاه أخفاء كثير من مظاهر و مبادىء الخصوصية و الهوية الدينية للأيزيديين .
وأخيرى على الفرد الايزيدي أن لايستفز بسرعة من قبل بعض الجهلة ، وأن يستوعب وان يكون على أستعداد لأحتواء الاساءة اليه او عند ممارسة التمييز ضده ، وأن يحاول أن يفهم المستفز و يخاطبه بالتعقل وبالثقافة الانسانية ، يقينآ أذا نجح في ذلك ، سيخجل المسيء اليه و يضعه في دائرة الادانة و التخلف .



#ارشد_حمد_محو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اموالنا المهربة مع أبناء المسسؤولين الى الخارج
- يوسف القرضاوي و موقفه من الحقوق القومية الكوردية


المزيد.....




- الرئيس الإيراني يبدي تحفظه على قانون جديد لتشديد عقوبة عدم ا ...
- بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية ع ...
- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ارشد حمد محو - حديث عن مرحلة ما بعد خطف الطفلة سيمون .