مصطفى ملو
الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 19:44
المحور:
الادب والفن
من المعلوم أن الناس جميعا يصادفون يوميا العشرات و ربما المئات من الأحداث و القصص,ورغم ذلك فليس كل الناس قصاصين,وليس كلهم يفهمون في الفن القصصي.فالقاص إذن هو الذي له نظرة مخالفة لبقية الناس,هو الذي قد يبدو مجنونا و شاذا عن الجماعة,هو الذي يروي قصة شاهدها و يرويها كل الناس بأسلوب وطريقة مخالفة لطريقة كل الناس.
و بما أن الحال كذلك,فإن نقد أي عمل قصصي لهو أصعب من إبداع هذا العمل نفسه.
في هذه القراءة النقدية البسيطة,لقصة "إضراب",لن نحاول الدخول في نقد و دراسة عناصر القصة من حبكة و بناء قصصي و شخوص و علائق و حركة في الزمان و المكان و رؤية قصصية(مع,من أعلى من خلف...)...,و لكن سنكتفي بتوضيح مجموعة من الرسائل التي أراد الكاتب تبليغها من خلالها,ولم نكن لنهتم بالموضوع لولا الإعجاب الكبير و الاستحسان العظيم الذي لقيته هذه القصة من قبل القراء,وحتى نصحح تلك النظرة المغلوطة لدى بعض الناس,الذين يعتقدون أن لا جدوى من الأقصوصة أو أن قصرها يجعلها غير ذات فائدة و لا تحمل معنى و لا جديدا يذكر.
*رسائل أقصوصة "إضراب":
-أن لا شيء تغير بخصوص الوضع التعليمي بالمغرب منذ أجيال,فمنذ أن كانت الشخصية الرئيسية في القصة تلميذا و المعلمون يضربون عن العمل إلى أن أصبح أستاذا و مازالو يضربون.
-أن المعلم و التلميذ كلاهما ضحية,فليس التلميذ-كما يعتقد البعض-ضحية لأساتذة غشاشين أو لا يحبون عملهم و لكنه ضحية من يدفع بهؤلاء المعلمين إلى الإضرابات تلو الإضرابات.
-الأقصوصة تعبر عن بداية وعي فئة من الشعب المغربي بتردي الأوضاع(أم المعلم),وأن ما كانت تعتبره غشا و تملصا من المسؤولية هو حق,فأصبحت بذلك قادرة عن الإجابة عن سؤال لم الإضراب؟
-أنه رغم الإضرابات لعقود من الزمن فلا شيء تبدل.أو ربما تبدل نحو الأسوأ.
-أن الإضراب حق مشروع.
-أن رجال و نساء التعليم يعيشون في وضعية مزرية عكس من يعتقد بأنهم في جنة النعيم و أنهم "ماحامدينش الله".
-أن الحقوق لا تنال إلا بالنضال و التضحية.
#مصطفى_ملو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟