أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة؟














المزيد.....

لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة؟


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 07:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في بداية المقال أود أن أذكر أني أخص بالذكر الرجال الذين يعيشون تحت الاحتلال لسنوات طويلة. في واقع الأمر؛ ليس غريباً أن نتذكر منذ البداية كيف أن السلطة الوطنية الفلسطينية، التي لم تقدم عراقيلاً مشابهة لتلك التي تفرضها حكومة حماس على النساء الغزيات، كانت تتبع لنفس العقلية الذكورية التي تُخضِع المرأة لقوانين القبيلة.

المظاهر كانت مختلفة عندما كان يقبع سكان الأراضي الفلسطينية تحت حكم السلطة الوطنية الفلسطينية، و حتى التوجهات الاصلاحية كادت تكون معدومة لأسباب كثيرة منها؛ فساد السلطة، و الانتفاضات التي حاولت الأحزاب الإسلامية التسلق عليها خاصة في الثمانينات، ولقد كان غياب التيارات التقدمية لأسباب تتعلق بإختلافات بين أعضائها، و لأسباب تتعلق بعجزها، وغياب الوعي الفلسطيني لأهمية تواجدها، دوراً ايجابياً بالنسبة للإسلاميين بعد سنوات طويلة من العجز، و الضعف وحاجتهم لشعارات جديدة في هذا العالم، الذي بدأ في بداية التسعينات يشعر بتقلص دور الاتحاد السوفياتي.

و لسوء الحظ؛ منذ بداية الثمانينات صار العالم العربي، و خاصة بعد الثورة الاسلامية في ايران، و ازدياد نشاط الجماعات الاسلامية المتطرفة في مصر، يتوجه إلى مسارات مختلفة أكثر ما تكون بعداً عن حاجته للتقدم. و عندما بحثت عن حقيقة الأسباب، التي تجعل المرأة الفلسطينية تشعر أن مجرد وجودها في هذا المجتمع هو غلطة تاريخية؛ حيث تتحكم فيها العائلة، و تخضع لنفس مصير الأم و العمات، فإني لم أجد مبرراً واحداً لهذا الضعف سوى التخلف و الرجعية التي يتمسك بها رجال الدين، و المجتمع المستفيدين من تهميش دور المرأة بالتكاتف مع قلة الضمير السياسي، و التوعوي الفكري بين أبناء و نساء المجتمع! و حينها بدأت أُقلب الأوراق، و أُجرب الواقع؛ لأرى ما هي خلفية هذه التناقضات في آرائهم غير المنطقية، التي يريدون أن يصدقونها على أنها حقيقة.. و لاحظت أنه على الرغم من خضوع المرأة، و استعبادها حسب هذه القوانين الرجولية في العالم العربي؛ إلا أنه الرجل الشرقي كان دائماً الحلقة الأضعف في الأداء السياسي، الاقتصادي، الفكري، و الثقافي، و هذا ما أعزيه ليس بسبب غياب المثقفين من الرجال العرب، أو ليس بسبب قلة وجود الرجال الذين يدعمون المرأة؛ بل بواقع الأمر بسبب كثرة أعداد من نسميهم رجالاً- بشعارتهم المتحمسة دائماً- الذين يرغبون بتغييب المرأة المثقفة الواعية عن المشاركة في اتخاذ القرارات الفعالة، التي تصب في مصلحتها من أجل بناء مستقبل اكثر أمانا لنساء عربيات قويات يعطين مجتمعهن مثلما يأخذن منه .

إن الخطاب السياسي، و الاجتماعي، و الاقتصادي للرجل الفلسطيني لا يتعامل مع أهمية دور المرأة في الحياة الفلسطينية على أرض الواقع، بل فيه تقنين لأدوراها حسب عادات المجتمع، و تقاليده دون الأخذ بعين الاعتبار خبراتها، و كفاءتها، و انتاجيتها بالعمل في كافة مجالات العمل المختلفة.

و على مدار التاريخ سوف نجد أن وجود نساء قويات، كانت لهن كلمتهن، و حكمتهن في الحياة، كان يعتبر خطراً على وجود الرجال المستفيدين من تنحي المرأة عن أداء أدوارها في اتخاذ قرارت مهمة تتعلق بسياسة المجتمع، و أساليبه، و حتى توظيف كافة أدواته الممكنة؛ لتشجيع غيرها من النساء على الإنطلاق للحياة!

كان الرجل- و لا داع لأن نذكركم بقصص أحد الأنبياء الفقراء الذي تزوج من امرأة غنية تكبره بعدد لا يقل من السنين- دوماً يحاول أن يتقرب منها خادماً، خاضعاً- في البداية؛ قادرا ًعلى تنحيتها وتحويل دفة الأمور إلى مصلحته- في النهاية!

المشكلة التي غالباً تطرح نفسها عبر قراءاتي لمعظم تاريخ الشعر العربي؛ فيما يتعلق بنوعية العلاقة التي تربط بين رجل ضعيف، و امرأة قوية لها شخصيتها- كما هو مذكور حتى لدي بعض الشعراء العرب- هي: أن الرجل يظل لئيماً، يتصنع الحكمة و الغرابة و الظرافة، وأما هي المسكينة؛ فيجب عليها أن تكون في النهاية خاضعة، بل مستأنسة و إن شعرت بالظلم لاحقاً لمكره الشديد، و أساليبه الملتوية!

ما أعتقد أنه سوف يصلح للتاريخ لاحقاً في سبيل المساواة بين الرجل و المرأة هو بداية قراءتنا لقصص تتمكن فيها المرأة الشرقية بوعيها، و قوة آرائها، و نزاهتها، من استرجاع أي حق من حقوقها,, دعونا نبدأ أولاً بحقها في الانتقام! لما لا؟!



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة الشرعية و ازدراء المرأة في الإسلام
- الزواج و الاشباع Marriage Satisfaction
- علاقة الجنس و الإنجاب بالنضال الفلسطيني
- هل تزداد نسبة الراحة و الطمأنينة في واقع المجتمعات المتدينة ...
- في الوجه الآخر عملة جديدة
- مثل أي شئ يُفقِد الشهية.. هلوسات غزية ممكنة
- الحقيقة المُرة.. لا أَمَلُّ من المحاولة
- من الحقيقة المُرة ما يسمونها جرأة
- بين مازوشية السلطة الوطنية الفلسطينية و سادية حماس - لا أحد ...
- هل يحتاج الشباب العربي للدولة أم للجنس؟
- رسائل - صريحة - لا أتلوها في وجه النهار
- أنين ( قصة قصيرة من نسج الخيال )
- الشرق الأوسط و باقي الخيانات
- هل ستدق النساء العربيات أجراس الخطر ؟
- هل القبلية هي عملية ممنهجة في نظام العالم الجديد ؟
- الكراهية المدعية في وجه الريح
- ما نحتاجه بعد المجزرة الانسانية في غزة!
- أن تثق فيمن لا يثق بنفسه .. وهمٌ آخر في الأراضي المحتلة
- هكذا يقول - الشعب - لحكام الفساد : كنت دائماً لوحدي !
- هل يحب الآباء الفلسطينيون أبناءهم ؟


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة؟