أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شريف الغرينى - غرناطة جديدة














المزيد.....

غرناطة جديدة


شريف الغرينى

الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 17:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


محمدعلى..
لقد صنع محمد على لمصر جيشا وطنيا قويا ، واسطولا ضاربا ، وهذا الامر ليس سهلا كما يتصور البعض ، فالجيوش القديمة كانت أغلبها مرتزقة تشترى بالمال ويتعمد الملك أو السلطان أو الامير أن يكون الجيش من خارج البلاد حتى لا يكون لجنوده داخل البلاد أى عصبية يميلون إليها فلايكون لهم محرك سوى المال الذى يغدقه الملك عليهم ومن الذهب والفضة والمتع الحلال والحرام، لا شك انهم بذلك سيكونون فى غاية الإخلاص والوفاء لمن أتى بهم فقط ، تلك كانت الفكرة التى تسيطر على الملوك والحكام فى العصور السابقة فيما يتعلق بتكوين الجيوش، لذلك كانت صناعة العسكرية ترتبط بصناعة الرق ،أما محمد على فقد أكتشف بما يملك من فراسة وريادة فكرية أن شعب مصر وفلاحيها سلسون كأراضيهم المنبسطة يقدسون النظام الحاكم و الدولة المركزية ، لذلك لم يشعر بالخطر، هذا الأجنبى، فى أن يصنع جيشا محليا من المصريين ولو كان محمدعلى قد سطا على حكم دولة أخرى غير مصر ما غامر وما صنع من اهلها جيشا ، ولكنه كان من القلائل اللذين عرفوا طبائع البلاد والعباد فى بر مصر المحروسة ، مخالفا كل من سبقوه فى حكم هذه البلاد منذ أن غابت الدولة الفرعونية ولم يبق لا أثارها، فلا روم ولا فرس ولا بطالمة ولا عرب ولا اتراك فكروا فى صناعة جيش مصرى ولذلك كان لمحمد على الفضل الأول فى إنشاء الجيش المصرى الذى يختلف عن الكثير من جيوش العالم فى كونه مؤسسة صناعية تجارية تعليمية حربية دفاعية وهذا ربما ما لا يعرفه البعض خاصة وأنه من الجيوش صاحبة الإسهام البحثى فى العلوم العسكرية ، كما أن للعسكريين المصريين عقيدة قتالية مستقلة ، ويتميزون بمهنيتهم التى صارت تميز جيش مصر بين جيوش العالم.
طلعت حرب..
بعد ثورة 19 وخلالها كانت فكرة أن يكون لمصر اقتصادا وطنيا فكرة مجنونة ولكن الرائد طلعت حرب وجد أن مصر المحتلة تحتاج للإقتصاد المحلى الوطنى حتى تستقل ماليا عن الشركات الإنجليزية والإيطالية والإنجليزية والفرنسيةوالبلجيكية ولكن هذا الجنون أدى بهذا الرائد إلى انشاء قاعدة مصرية لتحتضن الأنشطة التجارية المصرية اوالمملوكة لمصريين و التى لم تكن مزدهرة لطبيعة المصريين غير المحبين للتجارة أصلا بقدر حبهم للوظيفة ، فكانت مهمة بنك مصر الذى أنشىء 1920 لا تقتصر على احتضان الأنشطة التجارية المصرية بل تكوين شركات وتشجيع المصريين على الدخول إلى معترك التجارة وبالتالى ساهم طلعت حرب بإنشاء بنك مصر فى تحرير العقلية المصرية من فكرة التوظف إلى فكرة ريادة الأعمال وقد نشأ عن ذلك انشاء العديد من الشركات الكبرى التى اصبحت قاعدة لإقتصاد مصر والحقيقة أن وجود الجيش أدى إلى وجود سيادة و شرطة فكان لتوفر عامل الأمن الداعم الأكبر لفكرة أنشاء بنك مصر ، ومع ذلك كان الإقتصاد الوطنى يحتاج إلى توطين الثروات التى نهبها الغرب.
جمال عبد الناصر..
كان الفقراء وثروات البلاد المنهوبة هو شغل عبد الناصر الشاغل وكانت المشكلة التى تواجه عبد الناصر للحفاظ على مقدرات الوطن من اجل الفقراء هى الإستقلال الوطنى والسياسى الحقيقى وكان يرى أن الإستعمار يضع خططه للإستيلاء على ثروات الشعوب على أساس اقليمى وبصورة كلية لانه يتعامل مع الخرائط والجغرافيا ولا يعنيه الحدود السياسية لا سيما وأنه هو نفسه صانعه، ومن يصنع حدودا وهمية هو نفسه القادر على تفكيكها ، لذلك ربط عبد الناصر بين الإستقلال الوطنى وبين تأميم أملاك الوطن و استقلال الإقليم بالكامل وعندما بدأ ثورة لم يهدأ إلا ومصر جوهرة منيعة تحميها وتحتمى بها اكثر من 20 دولة عربية .
اعداء مصر ..
من البديهى أن يتفق أعداء البلاد التاريخيين والمعاصرين الخارجيين والمحليين فى طرائق الهدم من خلال مهاجمة الركائز الرئيسية لمصر التى بنيت على مراحل من خلال أسهامات تاريخية تتمثل فى الجيش الذى أسسه محمد على والإقتصاد الوطنى الذى أسسه طلعت حرب والدولة المستقلة أو الإستقلال السياسى والسيادة الإقليمية التى حققها عبد الناصر . ومنالبديهىأيضا لأنهم سيستغلون الجهل والكراهية التى توطنت فى البلاد علاوة على دور المثقفين المائع الغائب المذبذب الذى لا يصنع فرقا فى حاضر الوعى القومى ،لدفع الوضع ناحية التفاقم و ناحية السقوط الذى لا تتبعه قيامة ، ولا سيما ومخططات سلب المياه من الجنوب و إنشاء قناة بن جوريون الإسرائيلية لتخطف دخل قناة السويس قد دخلت حير التنفيذ، لذلك اصبح جلياً اسباب دعاوى هدم الجيش و إبعاد فكرة الإستقلال الإقتصادى من خلال الإتفاقيات والمعاهدات الدولية واشتراطات الصندوق أو البنك الدولى أو حتى بعض المؤسسات الوقحة التابعة للأمم المتحدة ، أما الإستقلال السياسى فيمكن حرمان مصر منه و ابعاده كمبدأ من رؤوس القيادة السياسية فى مصر من خلال مساندة أصحاب الفكر الطائفى والمهوسين دينيا حتى ينجحوا فى الوصول للحكم ، لانهم لا يؤمنون بالقومية بل ويعتبرونها كفرا ولا يعنيهم مبدأ الإستقلال السياسى الوطنى أو الإقليمى بقدر ما يهتمون بالتوافقات والموائمات و الصفقات تحت عباءة الفهم الخاطىء للدين ، والحقيقة الواضحة الأن أننا إذا كنا فى حاجة إلى تغيير نوعى فى عصر مبارك فنحن اليوم فى حاجة ماسة إلى ثورة حقيقة للحفاظ على البلاد من الوضع الحالى الذى سيقود البلاد حتما إلى كارثة غرناطية جديدة.



#شريف_الغرينى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أى شرعية يتحدثون!!
- اللهم أمتنا على الإخوان !!
- مصر والمقاولين
- ابن الريس كمان وكمان
- المرأة بين التشدد والتحرش
- ولا عزاء للمُغفلين
- الربيع لم يأت بعد
- وجوه فى المرآة
- بين الشرس والقبيح
- دولة العار ورجالاته
- من صندوق مبارك إلى صندوق الإخوان
- بصراحة
- مرسى بين كرسى البابوية و كرسى الرئاسة
- لماذا أنا متفائل ؟
- رسائل - 5
- رسائل- 4
- رسائل - 3
- رسائل- 2
- رسائل
- دماء و رمال


المزيد.....




- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...
- شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
- الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل ...
- العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها ...
- روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال ...
- لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين ...
- الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شريف الغرينى - غرناطة جديدة