علم المادية التاريخية / الحلقة السابعة / التشكيلة الرأسمالية , التشكيلة الشيوعية

اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 23:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

علم المادية التاريخية / الحلقة السابعة / التشكيلة الرأسمالية , التشكيلة الشيوعية
مالك ابو عليا / اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
المفهوم المادي للتاريخ
التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية:
الرأسمالية:

لقد قادت الثورات البرجوازية إلى نشوء طور جديد من التشكيلات الاجتماعية , النظام الرأسمالي. .إن ما تتميز يه القوى المنتجة في هذا النظام هو الإنتاج الكبير القائم على استخدام الآلات , و المانيفاكتورز و المناجم الضخمة, وهنا تقوم علاقات الإنتاج على أساس الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ايضا.فقد حلقت هذه العلاقات في البدء مجالا واسعا لازدهر وتطورالقوى المنتجة . كما أن تقسيم العمل قد اتسع ونشأ نظام اقتصادي وسوق اقتصادية ذو طابع عالمي يجتاز الحدود الجغرافية.
ان الدافع الاساسي للانتاج و لتطوير التكنيك في النظام الرأسمالي هو الجري وراء الأرباح , و مع النمو الهائل للقوى المنتجة توقفت علاقات الانتاج الرأسمالية عن التطابق معها , و صار التناقض بين الطابع الاجتماعي للانتاج , و الشكل الخاص في تلمك و سائل الانتاج , اعمق تناقضات النظام الراسمالي

أما على الصعيد الاجتماعي، فإن التشكيلة الرأسمالية قد داخلتها التناقضات التناحرية بين طبقة الرأسماليين وبين طبقة العمال و الفئات المهمشة. فأسلوب الاستغلال قد تبدل, اي تبدلت التبعية الشخصية التي كانت في السابق بتبعية اقتصادية، وتجد نفسها مضطرة لان تبيع قوة عملها لكي لا تموت من الجوع. ، و حل الظلم المباشر الى نوع جديد ملطف و مبطن من أنوع الظلم يحمل اسم الديمقراطية البورجوازية. إن هذه الديمقراطية تتفق اتفاقا كاملا مع مبدأ حرية المزاحمة والذي يشكل أساس المجتمع الرأسمالي وفي أوائل القرن العشرين انتقلت الرأسمالية الى مرحلة الامبريالية، فحلت الاحتكارات محل المزاحمة الحرة.
ان سمة الامبريالية الأساسية هي سيطرة الرأسمال الاحتكاري في جميع المجالات , و تدفع الامبريالية يهذه التشكيلة الى نهايتها الحتمية , و يتعمق التناقض الأساسي للرأسمالية , و بين العمل و الرأسمال .
ينشأ الرأسمال المالي من تزاوج الرأسمال الاحتكاري و الدولة البرجوازية , اي رأسمالية الدولة الاحتكارية , و تستخدم رأسمالية الدولة الاحتكارية لتوسيع الانتاج و الالثورة العلمية التكنيكية من اجل زيادة الأرباح و تشديد وتائر العمل على جمهور العاملين و العسكرة و صنع اسلحة ابادة البشر , و في ظل كل هذا , يعاد انتاج التناقضات الاجتماعية بشكل مطرد , و تظهر تناقضات جديدة مما ينسف اسس المجتمع البرجوازي , و تأتي الثورة الاشتراكية لتقضي على علاقات الانتاج الرأسمالية و تفتتح بدورها عهد جديد في تاريخ العالم.


الاشتراكية:

إن الملكية العامة لوسائل الإنتاج هي أساس أسلوب الإنتاج الاشتراكي، كما أن العلاقات الإنتاجية تتخلص من الآثار السلبية ومن النزاعات وتأخذ في ظل النظام الاشتراكي طابعا التعاضد و التعاون الرفاقي , وتصبح منسجمة انسجاما تاما مع قوى الإنتاج، فالصفة العامة للإنتاج تقابلها صفة جماعية لملكية وسائل الإنتاج، أي امتلاك للخيرات المنتجة. ويكون من مصلحة كل عامل أن يهتم بزيادة الإنتاج. وفي هذه المرحلة يكون المبدأ ( من كل حسب عمله).
أما المبادئ التي تقول: «كل إنسان يقوم بشكل عفوي بالعمل الذي يتناسب مع قابليته، والمجتمع يعطي كل إنسان حسب حاجته»، فإنها تحتاج إلى مرحلة جديدة أخرى هي مرحلة المجتمع الخالي من الطبقات وهي مرحلة الشيوعية.

3- الصراع الطبقي:

إن تاريخ المجتمعات البشرية تاريخ الصراع بين الطبقات
إن النظرة الحسية تكشف لنا عن أن الحياة البشرية لا تتألف من قالب واحد خالي من الفوارق، بل تتألف من تجمعات ذات أشكال متعددة ومتنوعة: الأسرة والعشائر و الأحزاب و الدول الامم والطبقات والطوائف الدينية و الجنسيات الاقليمية.... و للطبقة اهمية حاسمة هنا, فليس المعيار البيولوجي , أو الجسدي أو النفسي هو الذي يحدد انتماء هذا او ذاك الى هذه الطبقة او تلك ,بل هو معيار اقتصادي، لان السبب الحاسم في التطور الاجتماعي هو الإنتاج المادي. فليس الموضوع متعلقا بتوزيع الدخول كما عزاها الكثير من كلاسيكييي الاقتصاد الانكليزي ,و لكن هو الموقع الاجتماعي لهذا الفرد او ذاك في داخل عملية الانتاج اي حسب علاقة الأفراد بوسائل الانتاج.
و عند الحديث عن الطبقات , اي عند الحديث عن التحليل الطبقي , لا يجوزالحديث عن( المزايا الشخصية للافراد) , فكون الفرد مهذبا او وقحا , مسلما او مسيحيا , يعتني بعائلته او يهملها , فهذا ليس له علاقة بالحديث عن الموضوع , يتعلق الأمر بموقع هذا الشخص في علمية الانتاج , ما علاقته بوسائل الانتاج , فالسمات الشخصية اغنى و اكثر تعقيدا من السمات التي تعود بهذا الشخص الى موقعه الطبقي.
إن عدم المساواة بين الناس ليست خاصية خالدة و ضرورية في وجود المجتمع البشري ،كما يحاول البورجوازيون والكثيرمن رجال الدين ان يصوروها, ففي المجتمع البدائي القديم لم يكن للطبقات وجود،اي عند العودة للتحليل الدياليكتيكي للتاريخ , هناك اسباب مادية , و ظروف موضوعية ادت الى نشوء الطبقات , فانقسام المجتمعات إلى طبقات تناحرية كانت نتيجة تقسيم العمل الذي أدى بدوره إلى الملكية الخاصة.
يجب التمييز عند التحليل الطبقي داخل كل مجتمع بين طبقات أساسية يتمحور وجودها حول الصراع المباشر، وفئات ثانوية. فالطبقات الأساسية تنشأ داخل اسلوب الانتاج المعني : اسلوب الانتاج العبودي : العبيد واسياد العبيد ,الاقطاع: الاقطاعيين و الاقنان , الرأسمالية : البرجوازية و البروليتاريا.
أما الفئات الثانوية، فتنشا داخل كل شكل من أشكال المجتمع إلى جانب الفئات السياسية، كفئة الحرفيين والفلاحين في نظام الرق, البرجوازيات الصغيرة في النظام الرأسمالي , وفئة الانتلجنسيا..
إن المادية التاريخية إذ تؤكد على الدور الحاسم للعامل الطبقي لا تنكر دور الأشكال الأخرى للترابط الاجتماعي سيما في المراحل التي سبقت نشوء الرأسمالية , اوفي بعض البلدان الرأسمالية التابعة , و التي يكون فيها شكل الصراع الطبقي معقد جدا , فتتداخل الكثير من المعضلات الاقليمية و العلاقات العشائرية التي نشأت في ظل الاقطاع , و شكل الطبقة العاملة المشوه في الكثير من المجتمعات الرأسمالية مما يجعل قراءة و دراسة الصراع الطبقي و اشكال الطبقات و الفئات امرا اكثر صعوبة و تعقيدا.
تستعين الطبقة المستغلة بجهازسياسي قمعي هو (الدولة)، أي بسلطة سياسية وبجيش وشرطة وبمحاكم وسجون. فالدولة لها عمل محدد هو الدفاع عن مصالح الطبقة السائدة, و (الحق) هو ترجمة إرادة هذه الطبقة إلى قوانين.
لقد مر في التاريخ ثلاثة نماذج من الدولة المستغلة: دولة العبودية , الدولة الإقطاعية , الدولة البورجوازية أما الدولة الاشتراكية - التي تعود فيها السلطة إلى العمال و الفئات الشعبية الكبيرة و جموع الجماهير، أي إلى الغالبية الساحقة من المجتمع والتي تختلف اختلافا جوهري عن النماذج السابقة – فانها ستبقة دولة طالما بقيت الطبقات , و لكن توجه الدولة الاشتراكية و هدفها الأساسي الوصول الى مجتمع لا طبقي , شيوعي خالي من الطبقات , فهي دولة (مرحليا).
أما شكل الدولة, فيمكن لنموذج واحد من نماذج الدولة أن يتجلى في عدة إشكال, نموذج الدولة العبودية اتخذ في مصر القديمة شكلا استبداديا (دكتاتوري)، وفي أثينا اخذ شكل ديمقراطي, وفي روما شكل جمهوري ,ثم شكل إمبراطورية.
كذلك فان الدولة البورجوازية يمكن أن تأخذ أشكالا متعددة بدءا من الملكية الدستورية وعبر الجمهورية الديمقراطية حتى الديكتاتورية الفاشيستية.

يتبع ..................الوعي الاجتماعي...

#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات