|
بذكرى اختطاف الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
جادالله صفا
الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 22:47
المحور:
القضية الفلسطينية
قبل سبع سنوات بالضبط وبمثل هذا اليوم كنت أعمل بمدينة بورتو اليغري البرازيلية، فاتصل بي أحد ابناء الجالية الفلسطينية للتوجه إلى محله لمشاهدة البث المباشر لقناة الجزيرة لاقتحام سجن أريحا من قبل قوات الاحتلال الصهيوني لاعتقال الرفيق أحمد سعدات ورفاق الجبهة الشعبية المتهمين باغتيال وزير السياحة الصهيوني رحبعام زئيفي. كنت أشاهد دبابات وجنود وجرافات الاحتلال التي كانت تهدف من وراء هذه العملية التي تبث مباشرة على شاشة الجزيرة ليس فقط لاعتقال الأمين العام ورفاقه وإنما لدب الرعب بنفوس المشاهدين سواء كانوا فلسطينين أم عرباً. ليس هذا الموضوع بحد ذاته، كنت أبحث عن تصريحات للمسؤولين الفلسطينيين وبالأخص تصريحات الصف الاول من القيادة الفلسطينية، حيث أن الرئيس الفلسطيني بتلك الفترة كان خارج فلسطين بجولة بأوروبا، لم يقطع الرئيس الفلسطيني زيارته ليعود إلى أرض الوطن، فهمست بصوتٍ عالٍ وسمعني من كان عندي، عار عليك يا أبو مازن ألا تعود إلى الوطن والكرامة الفلسطينية تداس، عار على من لا يحافظ على كرامته، الرئيس الفلسطيني بالطبع لا يمكنه أن يصد دبابات الكيان الصهيني وأن يمنعها من اقتحام السجن واعتقال من به، ولكن العار عندما يرضى الرئيس السكوت أو التزام الصمت أمام ما يحدث. كما قلت الرئيس ليس بامكانه أن يمنع دبابات الكيان الصهيوني من اقتحام السجن واعتقال من به، ولكن السؤال الذي بقي يراودني حتى اللحظة لماذا الرئيس لم يقطع زيارته ويعود إلى أرض الوطن ليكون على قرب من الحدث، قد يقول أحد أن الرئيس أجرى اتصالاته برؤساء العالم لمنع هذا العدوان الاسرائيلي وهي نفس الخطوة التي سيقوم بها لو كان بالوطن، فهذا الادعاء باطل ويعتبر هروباً من المسؤولية. كان يرافق الرئيس كبير المفاوضيين الفلسطينين صائب عريقات، وهذا الغياب ليس لحث دول العالمي للضغط على الكيان الصهيوني للالتزام بالعملية السلمية والمفاوضات العبثية التي لم تاتِ للفلسطينين إلا بمزيد من التنازلات عن الثوابت والحقوق الفلسطينية، وهذا الغياب برفقة صائب عريقات زادت من شكوكي حول معرفة القيادة الفلسطينية المسبقة باقتحام السجن واعتقال من به، رغم نفي القيادة الفلسطينية بعلمها، حيث كذبها قادة الكيان الصهيوني، كذلك كذبتها الادارتين الامريكية والبريطانية عندما صرحت القيادة الفلسطيني أنها فوجئت بمغادرة المراقبين لسجن أريحا المركزي. القيادة الفلسطينية ليست فقط مهادنة وتتنازل عن الثوابت الفلسطينية فقط، وإنما فقدت مصداقيتها بكل المعاني وبكل الساحات، فما أن يدلي أحد المسؤولين تصريحاً إلا وتخرج الإدارة الأمريكية والبريطانية لتكذب ما يقوله المسؤول الفلسطيني، صدقت أمريكا وبريطانيا بإحاطة السلطة الفلسطينية مسبقاً بالخطوات التي أدت إلى اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. رغم محاولات السلطة الفلسطينية تبرير اعتقالها لقادة الجبهة الشعبية إلا أن الأحداث اللاحقة أثبتت عقم هذه الادعاءات الباطلة، فالسلطة الفلسطينية هي بالواقع أداة لتنفيذ مخطط صهيوني من خلال توقيعها على اتفاق اوسلو التآمري، وإلا ما هي وظيفة السلطة الفلسطينية التي تتمسك بكل التزاماتها الأمنية اتجاه الكيان الصهيوني؟ هل هي لحماية الشعب الفلسطيني أم لتوفير الأمن والاستقرار للكيان الصهيوني ومستوطنيه الذين يعبثون يومياً بأملاك الفلسطينيين؟ وهل الأجهزة الأمنية قادرة على منع مستوطن صهيوني من قلع شجرة زيتون فلسطينية بقضاء نابلس أو الخليل؟ ليس بالضرورة اعتقال المستوطن وإنما منعه من قلع شجرة الزيتون، هل الأجهزة الأمنية معنية بحامية الشعب الفلسطيني وممتلكاته؟ أم معنية بتوفير الأمن والأمان للمستوطن الذي يهدد المواطن الفلسطيني؟ ليس بالضرورة أن أجيب، فالمواطن الفلسطيني بالداخل يعرف ذلك، لذلك لم يكن إطلاقاً اعتقال أحمد سعدات ورفاقه لحمايتهم أو لارتكابهم لجريمة قتل، وإنما لمواقفهم الوطنية والثورية التي أكدوا عليها بأن الكيان الصهيوني هو كيان غاصب ومحتل وأن جرائمه بحق شعبنا لن تمر مرور الكرام. في ذكرى اختطاف الأمين العام ورفاقه واجب الوقوف أمام هذه الحدث لإستخراج العبر والدروس، وأولها أن استمرار الرهان على هذه القيادة بالعودة عن سياستها التفريطية هو رهان خاسر، وأن الاهتمام يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أن البديل لهذه القيادة وبرنامجها هو البرنامج الثوري القادر على استنهاض الجماهير وزجها بمعركة الحرية والاستقلال، وأن كل الجهود والامكانيات يجب تكريسها من أجل أكبر حشد جماهيري للتصدي للمخططات الصهيونية الرامية إلى المساس بالإنسان الفلسطيني وكرامته وأرضه وحقوقه، شعبنا يدرك جيداً بأن إزالة هذا الكيان لن تتم من خلال التنسيق الأمني، أو من خلال المفاوضات التي تراهن عليها القيادة الفلسطينية، وإنما تأتي من خلال النضال ثم النضال ثم النضال، وأن حماية شعبنا لن تتم إلا من خلال تكبيد هذا العدو الخسائر اليومية، فالعدو المدجج بالسلاح لن يلقي سلاحه إلا مرغماً، وأن كسب الجماهير وتعبئتها يجب أن تكون من أولويات اهتمام القوى الثورية بالساحة الفلسطيينية التي ترى بالجماهير الحاضنة الأساسية لانجازات الثورة والقضية.
جادالله صفا – البرازيل 14/03/2013
#جادالله_صفا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هوغو شافيز: فنزويلا بلد الثوريين
-
مؤسسات الجالية وغياب البديل الديمقراطي بالبرازيل
-
´اجتماعات القاهرة استنتاجات ودروس
-
انتخابات اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، استحقاق ام هروب؟
-
ما هي اسباب تاجيل الجبهة الشعبية لعقد مؤتمرها؟
-
الحركة الصهيونية وكيفية مواجهتها
-
القائد أحمد سعدات بذكرى اعتقاله
-
بدايات نشأت الحركة الصهيونية البرازيلية
-
حركة التضامن العالمية ومحاولات اجهاضها
-
تحديات ومهمات امام الجبهة الشعبية بذكرى انطلاقتها
-
غابت السفارة وحضرت ليلى خالد
-
يوم التضامن العالمي ومنتدى فلسطين حرة إلى أين!!
-
المنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة والضغط الصهيوني – ج3
-
المنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة والضغط الصهيوني ج2
-
المنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة والضغوط الصهيونية
-
17 اكتوبر ليس يوما عاديا
-
هل الفلسطينيون يمنحون -اسرائيل- الشرعية الدولية؟
-
المؤتمر الثاني لأتحاد المؤسسات والجاليات الفلسطينية بأوروبا
...
-
ماذا بعد خطاب الرئيس؟
-
امام واقع جديد للجالية الفلسطينية بالبرازيل
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|