|
على هامش يوم الثقافة الفلسطينية
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 13:27
المحور:
الادب والفن
في الثالث عشر من آذار ، المرأة والأم والارض واللوز والربيع ، يحتفل المثقفون والمبدعون الفلسطينيون مع مختلف اوساط وشرائح وقوى شعبنا الفلسطيني ، بيوم الثقافة الفلسطينية من خلال تنظيم واقامة العديد من الفعاليات والانشطة الثقافية والادبية والامسيات الفنية، تأكيداً على الدور العظيم والهام الذي تؤديه الثقافة الوطنية والثورية الملتزمة في حياتنا اليومية ومعارك شعبنا النضالية والكفاحية البطولية لاجل التحرر والاستقلال الوطني ، وكذلك في صقل شخصيتنا الثقافية الوطنية وصيانة هويتنا الثقافية الحضارية وحفظ تراثنا الشعبي وموروثنا الفولكلوري ، فهي لا تقل عن البندقية والمدفع ، وهي خندق من خنادق الكفاح والمقاومة والصمود والتحدي ومواجهة القهر والموت . ويتماهى يوم الثقافة الفلسطينية مع ذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني الانساني الكوني الاممي، سيد الكلمات ، وصانع الحلم الفلسطيني ، ورائد ثقافة المقاومة ، وعميد شعراء فلسطين ، المبدع الكبير محمود درويش ، الذي اتحفنا وافعمنا وادهشنا باريج قصائده الخالدة ، التي تفيض وتنبض حرارة ولهيباً وذخيرة وحجارة على المارين بين الكلمات العابرة ، تقديراً ووفاءً له ولعطائه المميز والمتفرد ودوره الريادي في حمل راية فلسطين الى فضاءات كونية جديدة ، وبناء جدارية الصمود والبقاء والثورة والامل المتجدد . وهذا اليوم الثقافي المميز هو اضافة نوعية للاجندات الفلسطينية والايام والمناسبات الوطنية والنضالية المدونة في تاريخ شعبنا النضالي الماجد . وفيه نتذكر شعرائنا ومثقفينا ومبدعينا الفلسطينيين ، الذين سطروا بدمائهم ملحمة البقاء والصمود والانزراع في الوطن ، وقصائد الحب والثورة والنضال والانتفاضة وحلم العودة ، ورسموا فلسطين بمداد القلب والروح ، فاجترحوا المعجزات وجاءوا بالشعر والادب المقاوم ، الذي لا يعرف الهزيمة والاستسلام ، وقاوموا ليالي الغربة والشتات والمنافي القسرية ، وصمدوا في وجه الغزاة والمحتلين وكلهم ايمان وثقة بأن الليل زائل ، وان الفجر مهما طال آت وقادم . كما اننا في هذا اليوم نستحضر الوجوه الثقافية التي رحلت وارتحلت وغابت عنا وغادرت حياتنا وعالمنا الى البعيد ، وما اكثرها ، وكان لها دور في التشكيل الثقافي لشعبنا، وصياغة نص الحرية والانعتاق واسس مشروعنا الوطني الفلسطيني ، وستتظل جزءاً مهما من تراثنا الادبي الفلسطيني والعربي والانساني بما قدمته من منجزات واعمال ابداعية وثقافية . ومن هذه الوجوه الثقافية المضيئة الساطعة والسامقة نذكر : عبد الرحيم محمود وعبد الكريم الكرمي وابراهيم طوقان ومطلق عبد الخالق ونوح ابراهيم وفدوى طوقان وخليل السكاكيني واسكندر الخوري البيتجالي وجبرا ابراهيم جبرا واسحق موسى الحسيني وخليل بيدس ومحمود سيف الدين الايراني وحسن البحيري وكمال ناصروغسان كنفاني وماجد ابو شرار وعلي فودة ومعين بسيسو وراشد حسين وتوفيق زياد وناجي العلي واسماعيل شموط وادوارد سعيد ومحمد حسيب القاضي ويوسف الخطيب ومحمد البطراوي وطه محمد علي وعبد اللطيف عقل ومحمد فؤاد القيق وحكمت العتيلي وزكي العيلة وخليل السواحري ونواف عبد حسن وصالح برانسي وطلعت سقيرق وداعس ابو كشك وعدنان السمان وللي كرنيك وممدوح نوفل وسواهم الكثير . ولعل قدر ثقافتنا الفلسطينية ان تولد وتنشأ من رحم النكبة والتشرد والخيام، وان تنمو وسط المقاومة والخنادق والثورة الفلسطينية وانتفاضتي الحجر والمقلاع . وما يميزها هو صدقها وثوريتها وجماليتها وانسانيتها وتفاؤلها ،والتزامها الوطني والطبقي، والتصاقها بهموم الوطن وعذابات الانسان الفلسطيني ، والتحامها بالحركة الوطنية والثورية والشعبية الفلسطينية ، وانحيازها المطلق والتام للعمال والكادحين والطبقات الشعبية الفقيرة المضطهدة المستضعفة المهمشة والمنسحقة ، وتفاعلها مع الواقع المعيش والحدث الراهن، وملامسة الالم والوجع الفلسطيني والجرح النازف . اننا في يوم الثقافة الفلسطينية نتضرع ونبتهل ونرفع ايدينا الى السماء متمنين الشفاء للمبدعين على سرير المرض ، للشاعرين الفلسطينيين الكبيرين سميح القاسم وعلي الخليلي ، وللمبدع الفذ والاديب المفكر احمد حسين ، ونرجو لهما العمر المديد ليواصلوا اغناء ادبنا وثقافتنا بوهج ونور نصوصهم وابداعاتهم الاصيلة الراقية . وفي النهاية ، من واجبنا جميعاً ، نحن معشر الكتاب والادباء والمفكرين والمثقفين المؤمنين برسالة الكلمة ، وبالتنوير المعرفي ، في ايام الثقافة الفلسطينية الممتدة الى اواخر هذا الشهر ، تعميق وترسيخ الثقافة الوطنية الانسانية ، التي تعزز كل ما هو انساني وجمالي فينا، وتنمي وعياً جمالياً وانسانياً في آن ، وتؤمن بالتعددية وحرية الاختلاف والتنوع ، وتنتصر للحقيقة وللانسان ، وتحترم كل المشاعر والمعتقدات الانسانية ، دينية كانت ام دنيوية . وتحية لكل اعلام ثقافتنا من حملة مشاعل الحرية والثورة والامل الذي ينطفئ في نفوسنا ودواخلنا واعماقنا ، وابداً على درب التحرر والاستقلال والانعتاق حتى مطلع الفجر وسطوع الشمس .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في مواجهة غول العنصرية والتطرف..!
-
الى الشاعر والاديب علي الخليلي مع خالص الحب ..!
-
التكريم المستحق للباحث في الفولكلور الفلسطيني ب. شريف كناعنة
-
تحية للمرأة في عيدها
-
لمثل هؤلاء تصنع التماثيل ..!
-
حرائر فلسطين وتفوهات عزيز دويك ..!
-
في وداع الزعيم الفنزويلي البطل هوغو تشافيز
-
ملامح الامارة الحمساوية في قطاع غزة
-
ياسين بقوش : الرحيل الموجع..!
-
عن العنف مرة اخرى..!
-
التنوير في مواجهة الظللامية الدينية..!
-
الشاعر الشعبي الفلسطيني ابو بسام الجلماوي في حضرة الموت
-
المطلوب لجنة تحقيق دولية في ملابسات استشهاد الاسير الفلسطيني
...
-
قلبي على العراق..!
-
اعتداء ظلامي آخر على تمثال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين
-
اين نحن من مكارم الاخلاق..؟!
-
بغداد عاصمة الثقافة العربية للعام 2013
-
ارفعوا ايديكم عن الكاتب والناشط السياسي الاردني انيس الخصاون
...
-
فيلسوف المعرة يتحدى التكفيريين ..!
-
تحية للكاتب الفلسطيني محمد علي طه الحائز على وسام الاستحقاق
المزيد.....
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|