عدنان الأسمر
الحوار المتمدن-العدد: 4030 - 2013 / 3 / 13 - 09:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القمة العربية
تجري الاستعدادات لعقد القمة العربية الدورة 24 في الدوحة أواخر شهر آذار الحالي ، وتأتي هذه القمة في ظروف استثنائية وغاية في الغرابة ، تتمثل في فشل مؤسسة القمة في تطبيق قراراتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتجارة البينية ، فبين القمم الدورية المتعاقبة انقسم السودان ، وعادت ألامه إلي ما قبل الدولة القطرية ، وتتدفق شلالات الدماء في المدن والعواصم العربية ، وساد تفكك وتجزئة الشعوب إلي كيانات طائفية وعرقية وإقليمية ، وانتشرت أبشع أنواع القتل والذبح باسم التغير والمشاركة ، وتقف مصر الكبرى على حافة انهيار الدولة والفوضى العارمة ، كما يسود دول شمال إفريقيا الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ، وإعاقة تقدم الشعوب ونماء الدول ، وما زال الانقسام الفلسطيني حاضرا والمشروع الصهيوني باحتلال الضفة وهدم المسجد الأقصى ومحاولة المستوطنين اقتحامه ماثلة أمام أعين الزعماء العرب ، وتتزايد أعداد الفقراء والجوعه، وترتفع نسب البطالة وتكاليف الحياة ، وتتعدد أشكال قمع الحريات والاعتداء على حقوق الإنسان العربي وانتهاك كرامته ، وتتخلف ألامه عن مواكبة التطور الحضاري والتقني ، كما تخضع من جديد للاستعمار الكولونيالي التقليدي والاستعمار الحديث وأشكال من الاستعمار ما بعد الحديث ، وتتوطد أشكال الهيمنة الامبريالية وتعميق التبعية والتجزئة ونهب ثروات ألامه .
فهذه القمة التي تعقد في عاصمة التآمر على ألامه ، لا تدل إلا على الاستمرار في تطوير العجز الرسمي العربي وتوثيق التبعية وخلق شروط إضافية أخرى لنجاح المشروع الامبريالي الصهيوني ، وهذا يعني أن أمام امتنا مستقبل مظلم وأشكال جديدة من القتل والإبادة الجماعية والانقسام والانفصال والتدمير مما يفرض على القوى الشعبية وقوى المقاومة تحديات نوعيه جديدة .
#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟