أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجم الدين الدرعي - الفن التشكيلي العربي المعاصر واشكالياته














المزيد.....

الفن التشكيلي العربي المعاصر واشكالياته


نجم الدين الدرعي

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 20:21
المحور: الادب والفن
    


شهدت بداية النصف الثاني من القرن العشرين تطورا كبيرا للفن التشكيلي، عمت مظاهره معظم البلاد العربية تطورا حفز الفنانين ودفعهم للبحث والمغامرة وإيجاد سبل جديدة في الممارسة التشكيلية. فمنذ استقلال الدول العربية والفنان العربي مسكون بهاجس تحقيق استقلاله الفني بالتحرر من المرجعية الغربية على الصعيدين النظري والتطبيقي تلك المرجعية التي صبغت لسنين عدة كل ممارساته التشكيلية ومفاهيمه الفنية بطابعها الخاص. فكان الفن العربي رغم حداثته ومحدودية إشعاعه قد استوعب كل الاتجاهات الفنية الغربية نظريا وتطبيقيا ابتداء من الواقعية ووصولا إلى التجريدية.
إلا أن الامر أخذ منحا جديدا إثر تحرر الدول العربية وظهور الايديولوجية القومية التي شملت كل ميادين الساحة الثقافية مما دفع بالفنان العربي إلى التفكير في إيجاد لغة تشكيلية تمنح له موقعا داخل نسق الثقافة المعاصرة. فكان تراثه البصري والنظري هو المنهل الذي حاول أن يستمد منه المعطيات التاريخية والحضارية التي تساعده على ارساء خطاب يتماشى ويترافق مع ممارسته التشكيلية، خطابا يرسي من خلاله مفاهيمه النظرية لفن متجذر، أصيل، نابع من تراث حضاري وثقافي يرنو من ضمنه إلى تكريس هويته العربية هوية "الأنا" بمعزل عن "الأخر" الغربي. حيث تعتبر جدلية الأنا والأخر هاجسا شغل الفنان العربي منذ أواسط القرن الماضي، ومثلت احدى اشكاليات الفنان العربي.
فقد بحثت جل الممارسات العربية عن موضع خاص داخل الفضاء التشكيلي المتنوع ليحاول كل فنان أن يجد صيغة يمرر من خلالها العقيدة القومية العرقية التي شغلت المفكرين والمبدعين على حد السواء.
فلئن تميز الطابع الأدبي في مصر بصياغة خطاب فولكلوري شعبي في كتابات طه حسين ومحمود تيمور، فإن الفن التشكيلي ظل مسكونا بهذه النمطية التعبيرية حيث التجأ الفنان العربي في جل أصقاع المشرق العربي إلى نحت الهوية من خلال رسم عادات مجتمعه، نقلا مسرحيا يؤثث فيه الركح حسب نسيج فولكلوري، فرضته التجربة الاستشراقية "لدلا كروا" وزيارات "ماتيس" و "بول كلي" إلى المغرب العربي منهجا، وأسلوبا...
فكان الفن العربي مشغولا بهاجس الهوية، ناقلا إيه برسومات تضاهي الواقع وتخالف في بعض الأحيان مفهوم الإبداع هذا إذا سلمنا فرضا بكون الإبداع هو إنتاج وخلق لنمط أو فكرة جديدة أسلوبا أو منهجا، فتواترت بذلك التجارب والممارسات العربية المسكونة بهاجس الهوية إلى أن وصلت إلى توحد "قومي" من خلال جماعات مثل جماعة البعد الواحد بالعراق، جماعة "أوشام" بالجزائر، وجماعة الدار البيضاء بالمغرب، ومدرسة الخرطوم بالسودان، ومدرسة تونس.
وتعتبر هذه التجارب في تشكيل حركات فنية عربية مميزة في حد ذاتها لو لا الإنزياحات الفردية التي طرحت إشكال الاقتداء المباشر بالفنان الغربي، وهو ما من شأنه أن جعل التجربة العربية موضع تساؤل وحيرة بين ذاك الهاجس المشترك الباحث عن التفرد في صياغة هوية إبداعية عربية وذاك الأسلوب المنحاز إلى التعبير باعتماد أسلوب ومنهج "الأخر"، فتواترت الدراسات حول هذه التجارب فبرزت مواطن الخلل في الممارسات العربية، حيث تفطن الباحثين إلى كون هذه التجارب لا تتعدى عموما ـ مع بعض الاستثناءات ـ النسخ والمحاكاة، فلا يمكننا أن ننفي التأثر الواضح للأب الروحي لجماعة البعد الواحد "شاكر حسن آل سعيد" بأسلوب ومنهج "تابياس"Tapies حدا أصبحنا نرى فيه نوعا من الممهاة بين أعمال هذا الفنان العربي وذاك الغربي، لتتشتت بذلك الهوية بطابعها القومي العرقي في فضاء تداخلت فيه "الهويات" في إطار بحث متشظي عن هوية مستقلة. وهو ما ساهم في انطلاق تجارب فردية ذات خصوصية متفردة "تعبر خاصة عن إرادة التجاوز" تطمح إلى معالجة هذه الإشكالية التي أرقت جسد المبدع أو الفنان التشكيلي العربي، هذا الفنان الذي أصبح ممزقا بين إمكانية اللحاق زمنيا بمفاهيم وجمالية الخطاب التشكيلي العالمي المعاصر والبقاء في سجال الإرث الحضاري الفني للهوية.



#نجم_الدين_الدرعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الأنا-/-الأخر- هوية أم هويات في الفن العربي المعاصر


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجم الدين الدرعي - الفن التشكيلي العربي المعاصر واشكالياته