|
لا خير يرتجى من زيارة أوباما
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 4030 - 2013 / 3 / 13 - 08:06
المحور:
القضية الفلسطينية
بدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، في فترة رئاسته الثانية آمال الجانبين الفلسطيني ، والعربي الرسمي ، في أنه سيطرح مبادرة جديدة لإحياء ما يسمى بعملية السلام ، في زيارته الأولى للمنطقة ، أو أنه سيكون أكثر صلابةً ، في مواجهة الموقف الإسرائيلي المتغطرس ، حيال الاستيطان حيث جاءت تصريحاته عشية الزيارة ، بأنه لا يملك أية أفكار بشأن ( عملية السلام ) لتشكل صدمةً ، لكل المراهنين على هذه الزيارة . وكان الجانبان الفلسطيني والعربي الرسمي ، قد بنيا رهانهم ارتباطاً بعدة توقعات منها : أولاً : أن أوباما في فترة رئاسته الثانية ، سيكون متحرراً من الاستحقاقات السابقة ، ممثلة بالسعي لكسب اللوبي اليهودي ، وأصوات اليهود في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التالية . ثانياً : التوقعات البائسة ، في أن الرئيس أوباما ، سيثأر لنفسه من نتنياهو ،ومن اللوبي اليهودي ، الذي اصطف في الانتخابات الرئاسية ، إلى جانب مرشح الرئاسة الجمهوري ، ميت رومني ومارس دوراً تحريضياً ضد أوباما . ناهيك أن العديد من أطراف في النظام العربي الرسمي بنوا آمالاً على استياء أوباما ، من تدخلات نتنياهو واللوبي اليهودي ، في تعيين أوباما لبعض الوزراء ، وخاصة تعيين وزير الدفاع تشاك هاجل ، بزعم أنه معاد لإسرائيل . لكن هذه التوقعات ذهبت هباءً ، ولم تستند للقراءة الموضوعية لموقف الحزبين الجمهوري ، والديمقراطي من ( إسرائيل ) والموقف من دعمها في المجالات كافة ، فالدعم الأمريكي اللا محدود للكيان الصهيوني ثابت من ثوابت السياسة الأمريكية ، حتى لو تباينت أو تمردت ( إسرائيل ) في هذه الجزئية ، أو تلك على مقتضيات الإستراتيجية الأمريكية ، وما يتفرع عنها من تكتيكات ، حيال التسوية مع الفلسطينيين ، أو بشأن قضية البرنامج النووي الإيراني . يضاف إلى ما تقدم ، أن الجانبين العربي ، والفلسطيني الرسمي تجاهلا حقيقة أن السياسة الخارجية الأمريكية ، اتجاه الشرق الأوسط وبشأن الصراع العربي – الصهيوني ، تمر من " خرم إبرة " اللوبي اليهودي ممثلاً بشكل رئيسي بمنظمة " الايباك ، وهذه الحقيقة سبق وأن أشار إليها بجرأة السناتور الأمريكي السابق ، بول فندلي ، في مؤلفه الشهير " من يجرؤ على الكلام " . كما أن هذه التوقعات والآمال لم تستفد من تجربة الفترة الرئاسية الأولى للرئيس أوباما ، الذي بدأ عهده آنذاك بخطابيه الشهيرين في جامعة القاهرة وإسطنبول ، والذي ركز فيهما بشكل كبير على وقف الاستيطان ، بشكل أغرى فيه الجانب الفلسطيني ، على تبني شرط وقف الاستيطان للعودة للمفاوضات . لكن أوباما ، وأمام صلف وغطرسة حكومة نتنياهو ، بدأ في حينه يتراجع عن مطالبه بوقف الاستيطان ، وبات يتوسل نتنياهو في نهاية عام 2010 تجميد الاستيطان لثلاثة أشهر فقط ، مقابل امتيازات مالية ، ودعم عسكري غير محدود ( لإسرائيل ) ، لكن نتنياهو أدار الظهر له ، وأصبح أوباما محل تندر الصحافة الإسرائيلية على نحو " أوباما ينضج بالتدريج في قدر – طنجرة - نتنياهو ". ولم يكتف أوباما في حينه ، بالتراجع المذل ، أمام نتنياهو بل راح يضغط على الجانب الفلسطيني ، بالعودة للمفاوضات دون قيد أو شرط ، متجاهلاً حقيقة ، أن وقف الاستيطان ، استحقاق منصوص عليه في خارطة الطريق ، وأنابوليس ، وغيرهما من مسميات الخداع التسووية. لقد شكلت زيارة أوباما ، حتى قبل أن تبدأ ، مكاسب أولية صافية للجانب الإسرائيلي ، دون أن تحقق أية مكاسب حقيقية للجانب الفلسطيني ، وبهذا الصدد نشير إلى ما يلي : أولاً : إعلانه أن سيزور أثناء جولته المسجد الأقصى ، وهذا يعني في المحصلة اعترافه بسياسة الأمر الواقع ، الإحتلالية في القدس ، وأن القدس الشرقية ، كجزء من القدس الكبرى ، عاصمة لدولة الكيان الصهيوني . فأوباما سيزور القدس الشرقية ، والمسجد الأقصى تحت حراسة قوات الاحتلال ليس بوصفه سائحاً ، يريد أن يكحل عينيه برؤية الأماكن المقدسة ، بل بوصفه رئيس الولايات المتحدة ، وبالتالي فإن مثل هذه الزيارة ، تنطوي على مغزى سياسي كبير. ثانياً: تصريحاته أثناء لقائه ، مع (25 ) شخصية يهودية ، في واشنطن بأنه سيؤكد أثناء زيارته للمنطقة ، على دعمه القوي (لإسرائيل ) الديمقراطية الحديثة !! وسيعرب عن إعجابه ، بتاريخ اليهود وإنجازاتهم وأنه سيطمئنهم من خلال هذا الدعم ، الذي سيشمل موقفاً قوياً ضد البرنامج النووي الإيراني ، وتجديد الالتزام ، بالوقوف إلى جانب (إسرائيل ) في مواجهة إيران . ثالثا: تصريحاته أثناء اجتماعه ، مع عشر شخصيات عربية أمريكية ، تنتمي لفريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين واللجنة الأمريكية العربية لمحاربة التمييز ، والمؤسسة العربية الأمريكية ، بأنه لا يحمل في زيارته للمنطقة أية مبادرة جديدة ، وأنه لا ينوي التقدم بأي أفكار محددة ، لإحياء المفاوضات وأنها مجرد زيارة استكشافية. وهكذا فإن دعم (إسرائيل ) ، هو الهدف الحقيقي ، من زيارته إلى المنطقة أما الشق الفلسطيني من الزيارة ، فهو يحتاج إلى استكشاف ، وكأنه لا يعرف تفاصيل ما جرى ، ويجري بشأن موقف ، كل من الجانبين الفلسطيني ، والإسرائيلي حيال ملفات القدس ، والحدود ، والاستيطان والتي خبرها جيداً ، على امتداد ، فترته الرئاسية الأولى. ما يعني أن زيارته (لإسرائيل ) تحمل أجندة محددة على صعيد الدعم المادي والعسكري ، وعلى صعيد تنسيق الموقف من إيران ، وأن زيارته لرام الله ، لا تعدو كونها مجرد زيارة علاقات عامة ، وليس أكثر ، وتنطوي على ترضية عبر تقديم (500 ) مليون دولار ، كانت مخصصة للسلطة الفلسطينية وعلقت في السنة الماضية ، من قبل الكونغرس احتجاجاً على بعض مواقف السلطة الفلسطينية . [email protected]
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفلسطينيون ومهزلة اتفاقات جنيف
-
استشهاد جردات وإضراب العيساوي يشعل هبة شعبية ضد الاحتلال
-
في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة : دروس الوحدة واستخلا
...
-
نحو هبة جماهيرية لإنقاذ الأسرى
-
شعار الاستقلال الفلسطيني مناقض للمرحلية وللهدف الاستراتيجي
-
كفى رهاناً على الانتخابات واليسار الاسرائيلي
-
نحو أوسع حملة تضامن مع المناضل الأسير سامر العيساوي
-
الرئيس مرسي يعيد إنتاج تجربة مبارك
-
باب الشمس : إبداع نضالي فلسطيني جديد
-
على هامش مهرجان فتح في قطاع غزة
-
مجزرة الاستيطان تجهض حلم الدولة الفلسطينية
-
مبادرة عربية جديدة للسلام ... أية مهزلة هذه ؟
-
حول التحديات والمهام الفلسطينية الراهنة
-
فلسطين - دولة غير عضو - إنجاز كبير ..ولكن ؟
-
اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار في الميزان
-
صواريخ المقاومة تصنع ملحمة النصر وتاريخاً جديداً للشعب الفلس
...
-
الجبهة الشعبية تعيد الاعتبار للفعل المقاوم ضد الاحتلال
-
ذكرى بلفور مناسبة لاستخلاص الدروس وليس لممارسة طقوس كربلائية
-
مرسي يصدم مصر والأمة العربية برسالته الحميمية إلى بيريز
-
المحرقة في مدارس الأونروا مجدداً !
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|