خالد عياصرة
الحوار المتمدن-العدد: 4029 - 2013 / 3 / 12 - 21:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خالد عياصرة – خاص.
في سوريا تقتل النساء، في الصومال تموت النساء جوعا، كذلك في السودان والعراق واليمن، اما في مصر فهي تموت حية، بحجة الثورة.
لا، بل ثمة ما هو أعظم من كل هذا، هناك شعوب تباد، تقتل من الوريد إلى الوريد بحجة الثورة، الحرية، الديمقراطية، والبحث عن مكان، لغد أفضل، سمي ربيعا، وأذ به خريف، تساقطت أوراقه ورفضت أشجارة أن تنمو من جديد.
أي كذبة هذه، تلك التي انطلت على الشعوب، واسهمت في نقصانها، وانحدارها إلى الأمام لتقع على وجهها.
نعم، أكتب في خضم الاحتفاء الكبير الذي نراه اليوم بالأمير تشارلز أمير ويلز وحرمة المصون، من قبل الدولة الأردنية وحكام المنطقة، وكأنه نبي مرسل !
الأمير الذي جاء داعما لحقوق النساء في أوطاننا العربية المنتهكة طولا بعرض على يد المستعمرين بنسختهم الجديدة الضاحكة المبتسمة، واتباعهم في المنطقة.
أي والله دعم للنساء في بلادنا، التي تدعم بريطانيا ديكتاتوريها، الشاخصة ابصارها باتجاه معبودتهم في لندن وواشنطن.
الأمير – قدس الله سره – يزور المنطقة، غير ابه بكل الدماء التي سالت وتسيل وستسيل مستقبلا، ليقتصر همه وحمله على ملف دعم النساء.
لكنه، نسي أو تناسى، أن ظلم النساء في بلادنا أحد مخرجات ظلم الرجال الذين افقروا حتى الرمق الأخير، بحيث أضحوا عبيدا وخدما عند الملوك والأمراء والسلاطين، المرتبط بقاءهم بدعمكم لهم.
نسي سمو الأمير أن يحمل في عقله قبل حقيبته، حلولا لمشاكل المنطقة، وعلى راسها ايقاف الدعم لطغمات الفساد الكبرى ورعاتها التي تنحصر بحكامها، نسي الأمير أن يقول: لما لم تكترث بريطانيا مثلا لحال اخواتنا السوريات – بعيدا عن ارهاب الداخل في سوريا وداعميه – اللواتي يموتهن كمدا على ازواجهن واطفالهن واحبابهم كل يوم ألف مرة ومرة، وهن على قيد الحياة.
نسي الأمير – رضى الملك عنه وحاشيته – أن يدعم تلك المرأة الفلسطينية التي تتمسك بمسقط راسها، وشجرة زيتونتها لتعلن على الملا رفضها لغطرسة اسرائيل.
يا رجل أن كان الرجال في منطقتنا العربية منتهكي الحقوق، بكافة مستوياتها على يد الحكام والديدان الشريطية التابعة لهم، جراء دعمكم، فما بالك بالنساء.
سمو الامير ، يا حبذا لو قمتم بدعم حق الحياة والاستمرارية، قبل الدخول إلى غرفة لا أبواب لها.
لكن، بصراحة مجردة، الحق كل الحق من قبل ومن بعد، لا يقع على شخصكم الكريم، بل على ولات امرنا الذين سمحوا لكم بالتدخل بأمور دنيانا.
لكن يبقى السؤال الاهم، ما اختصرتم كل مشاكل الاوطان، وحصرتموها فقط في النساء.
خالد عياصرة
[email protected]
..
#خالد_عياصرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟